حماية الطفل من الأنيميا تؤهله للنمو الجيد

  • 1/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعرف الأطباء والأخصائيون مشكلة الأنيميا، بأنها مرض فقر الدم، حيث يعاني الشخص المصاب من انخفاض في مستوى الهيموجلوبين أو خلايا الدم الحمراء نسبة إلى العمر والجنس، وتعود كلمة أنيميا إلى اللغة اللاتينية وهي تتكون من شقين: آن وتعني غياب أو نقص، وإيميا وتعني الدم، ومن المعروف علمياً أن نسبة الهيموجلوبين الطبيعية تختلف باختلاف سن الطفل، فتكون بين 14 إلى 21.5 من عمر يوم حتى شهر، ويعتبر الطفل مصاباً بالأنيميا إذا قلت نسبة الهيموجلوبين عن 14، وتصل النسبة ما بين 10 إلى 16 من عمر شهر وحتى سنة، ويعتبر الشخص مصاباً إذا قلت عن 10، وما بين 11 إلى 18 عندما يتجاوز الطفل عمر سنة، ويعتبر مصاباً إذا قلت النسبة عن 11، وتظهر الأعراض الشديدة لمرض الأنيميا إذا تراوحت نسبة الهيموجلوبين بين 6 و 7 في الدم، ويحصل الجنين على ما يحتاج من الحديد عن طريق الأم خلال فترة الحمل وخاصة في الثلث الأخير، وهو ما يؤكد أهمية اعتناء الأم بطعامها واحتوائه على العناصر الغذائية المتكاملة، ويكون لدى الأطفال المولودين في الموعد الطبيعي كفايتهم من الحديد حتى عمر ستة أشهر، ويحتاج الطفل بعد هذا العمر لامتصاص الحديد، اتّباع نظام غذائي يعتمد على الرضاعة الطبيعية، مع لبن صناعي مدعم بالحديد وفيتامينات مكملة للنظام الغذائي، وسوف نتناول تفاصيل حالة الأنيميا والأسباب التي تؤدي إليها، مع بيان كيفية الوقاية والعلاج بالطرق التقليدية والعلاجية. نقص الحديد يعد نقص عنصر الحديد السبب الرئيسي وراء الإصابة بالأنيميا، ويعود ذلك غالباً إلى قلة احتواء الطعام الذي يتناوله الطفل أو المراهق على عنصر الحديد، وكذلك فإن ضعف قدرة الجسم على امتصاص هذا العنصر، سبب آخر للإصابة، كما أن البعض يرجع السبب إلى تناول الطفل للبن البقري كبديل للبن الأم قبل بلوغ العام، كذلك فإن الأطفال المبتسرين وأصحاب الوزن المنخفض عرضة للإصابة بمرض الأنيميا، وكذلك الاكتفاء بالرضاعة لأكثر من 6 أشهر مع عدم إدخال أطعمة أخرى سبب في الإصابة، ويمكن أن يؤدي فقدان كمية كبيرة من الدم أثناء الدورة الشهرية عند الفتيات للإصابة بالمرض، وفي حالة حدوث نزيف داخلي، وعند نقص حمض الفوليك أو فيتامين B12 يسببان الإصابة بهذه الحالة، ويمكن أن تلعب الأمراض الوراثية دوراً أيضاً، ويستطيع الآباء رصد عدد من الأعراض والظواهر التي تشير إلى إصابة أحد الأبناء بمرض الأنيميا، حيث منها يتعرض الطفل للتعب من أقل مجهود يبذله، ويكون بصفة عامة مصاباً بالضعف والإجهاد، ويجد الآباء شحوباً في وجه الطفل المصاب وبشرته، كما يمكن أن يصاب بالدوخة أو الصداع أو العصبية، ويمكن أن يتعرض الطفل لصعوبة في التركيز وفقدان للشهية وسرعة ضربات القلب، وتظهر على المريض بقع بيضاء تنتشر بالجسم، وفي بعض الحالات التي يتأخر فيها العلاج أو تتطور الحالة بصورة كبيرة يمكن أن يتعرض الطفل لتأخر النمو. الكشف المبكر يعتبر الاكتشاف المبكر لإصابة الطفل بمرض الأنيميا مهمّاً للغاية في وضع خطة العلاج، ويستلزم هذا الأمر إجراء عدد من التحاليل والفحوص، ويطلب الطبيب المعالج في العادة، تحليل صورة دم كاملة، وهذا التحليل ضروري لتشخيص حالة الأنيميا، ويركز فيه على نسبة هيموجلوبين الدم، وعدد كرات الدم الحمراء وتركيزها في الدم، ويمكن أن يطلب الطبيب أيضاً تحليلاً لقياس نسبة الحديد في الدم، وفيه يقوم بمعرفة الحديد في الجسم عن طريق قياس نوعين من البروتين هما الترانسفيرين والفيريتين، حيث يرتبط البروتين الأول ارتباطاً طردياً مع الحديد، وعكسياً مع البروتين الثاني، بمعنى أنه إذا انخفض مستوى الحديد انخفض معه الفيريتين وارتفع مستوى الترانسفيرين، والتحليل الثالث معرفة عدد الخلايا الشبكية، وهي خلايا الدم الحديثة التي ينتجها النخاع الشوكي، ويهدف هذا التحليل إلى التعرف إلى سرعة تصنيع كرات الدم الحمراء، ويلاحظ ارتفاع تعداد الخلايا الشبكية في عينة الدم حال الإصابة بمرض الأنيميا، وأيضا يلجأ الطبيب لإجراء تحليل لنسبة فيتامين B12 وحمض الفوليك، وذلك لأن هذين العنصرين مهمّان في تصنيع كرات الدم الحمراء، حتى يتم معرفة المسببات وراء هذه المشكلة المرضية المقلقة على حالة الأطفال. الرضاعة والغذاء والعادات يوجد عدد من النصائح التي يمكن أن تحمي الطفل من الإصابة بمرض الأنيميا، وأولها الاستمرار في الرضاعة الطبيعية وثانيها الحرص على تناول الطفل الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحم الأحمر وصفار البيض والخضراوات ذات الأوراق الخضراء، ومنها السبانخ وكذلك الفول والتفاح والزبيب والباذنجان، كما يساعد فيتامين «سي» على امتصاص الحديد بشكل جيد، ولذلك يفضل تناول الطفل كوباً من عصير البرتقال بعد الوجبات، ومن الممكن تزويد الطفل بجرعة وقائية من الحديد، خاصة للطفل الذي يقتصر طعامه على الرضاعة الطبيعية بعد عمر 6 أشهر، لأن لبن الأم غير كافٍ لإعطاء الطفل كل احتياجاته من الحديد، ومن النصائح المهمة لتقليل الإصابة بمرض الأنيميا خاصة بالنسبة للأمراض الوراثية، مثل فقر الدم المنجلي إجراء التحاليل قبل الزواج، فهي ضرورية لتقليل نسب الإصابة بهذه المشكلة، حيث تجنب الارتباط بين الأشخاص المرضى، وبالتالي تخفض من نسب الإصابة بالمرض، كما يجب تجنب العادات الغذائية الخاطئة مثل شرب الشاي عقب الأكل مباشرة، لأنه يؤدي إلى انخفاض امتصاص الحديد بنسبة 50%، وكذلك الامتناع عن تناول المياه الغازية والشيبسي والحلويات، فهي عادات غذائية سيئة ترتبط بأمراض سوء التغذية ونقص الحديد والفيتامينات، ومن الضروري الاهتمام بنظافة اليدين قبل الطعام وغسل الخضراوات بشكل جيد، حتى نقي أنفسنا من الإصابة بالطفيليات المعوية والتي ترتبط بنقص الحديد. إزالة السبب يشير الأطباء إلى أن علاج مرض الأنيميا يعتمد في المقام الأول على البحث عن السبب ثم التعامل معه لإزالته، فإذا كان المرض يعود إلى نقص الحديد أو أحد الفيتامينات يتم تعاطيها على هيئة أدوية أو مكملات غذائية، وإذا كان يرجع إلى أحد الأمراض الوراثية فيكون العلاج بنقل الدم بشكل متكرر، وفي حالة وجود اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى حدوث مشاكل في امتصاص الحديد، يتم علاج هذه المشاكل حتى يستطيع الطفل المريض امتصاص الحديد والفيتامينات، وتعطى مركبات الحديد للطفل المصاب عن طريق الفم، وبالنسبة للرضع تكون في شكل نقط والأطفال الأكبر سناً على هيئة شراب والمراهقين يتناولون الحبوب، ومن المهم الالتزام بالجرعة الموصى بها حسب وزن الطفل ولمدة لا تقل عن 3 أشهر، ومن الجائز أن تجد الأمهات بعض الصعوبة لأن جرعة الحديد تسبب آلاماً في البطن وأيضاً حالة من الإمساك، ويمكن أن يعالج الإمساك عن طريق تعاطي اللاكتوز كمُليّـن، مع مراعاة أن يكون هناك فاصل زمني بين تناول جرعة الحديد والمليّـن لا تقل عن ساعتين ونصف الساعة، ويفضل إعطاء الطفل فيتامين «سي» مع جرعة الحديد، إما على هيئة دواء أو من مصدر طبيعي كالحمضيات؛ لأنه يساعد على امتصاص الحديد، كما يمنع تناول الكالسيوم لأنه يقلل من امتصاص الحديد، ويتم إعطاء الحديد عن طريق العضل أو الوريد عند وجود مرض في الأمعاء يسبب حدوث مشكلة في امتصاص الحديد، ويتوقع حدوث زيادة في نسبة الهيموجلوبين بعد الانتظام في العلاج مدة لا تقل عن 5 أسابيع، ويجب مواصلة تناول جرعة الحديد الموصى بها لمدة 6 أسابيع، وذلك من أجل استعادة مستويات الحديد الطبيعية لدى الطفل المصاب، بعد إيقاف العلاج، يجب إعادة تحليل الدم في فترة من 4 إلى 6 أشهر، للتأكد من الحفاظ على مستويات الحديد الطبيعية لدى الطفل، وفي بعض الحالات لا يحدث تحسن في مستويات الهيموجلوبين على الرغم من الانتظام في تناول جرعة الحديد الموصى بها، ويستحسن إجراء المزيد من الاختبارات لمعرفة السبب وراء ذلك، ويمكن أن يعود الأمر إلى عدم تغيير النظام الغذائي. أرجل الدجاج تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يعاني مرض الأنيميا نحو 1.62 مليار شخص على مستوي العالم، ويصل انتشار المرض في الأطفال قبل سن الالتحاق بالمدرسة إلى 47.7% وهو أعلى معدل، في حين أن معدل الإصابة للأطفال بعد الالتحاق بالمدرسة يبلغ 25.4 %، وبحسب جداول التغذية الموضوعة من قبل بعض الأطباء، فإنه يفضل إعطاء الطفل المصاب الأطعمة الغنية بالحديد، طبقاً لجدول غذائي كالتالي: الكبدة مرة أسبوعياً، واللحوم الحمراء ثلاث مرات في الأسبوع، والدجاج والأسماك ثلاث مرات في الأسبوع، والعدس ومنتجات الحبوب مرة في الأسبوع، والخضراوات الخضراء يومياً، وتشمل السبانخ، والقرنبيط، والكرنب، والفاصولياء، ويفضل تناول فيتامين «سي» من مصادر طبيعية كالبرتقال، والليمون، والطماطم، والفلفل الأخضر، لأنه يساعد على امتصاص الحديد، حيث إن امتصاصه من الأغذية النباتية يكون منخفضاً مقارنة بالأغذية الحيوانية، وأشارت دراسة حديثة إلى أن مادة الكولاجين اللزجة الموجودة في أرجل الدجاج تعد أقوى علاج لمرض الأنيميا عند الأطفال، وأمراض أخرى، وأكدت الدراسة أنه يستحسن تناول أرجل الدجاج مسلوقة في ماء مع ملح وفلفل بدلاً من قليها، حتى لا تقل نسبة الكولاجين، أوضحت الدراسة أن الكولاجين يعمل على تثبيت نسبة الحديد في الجسم، وزيادته.

مشاركة :