الدكتور صالح الإبراهيم لـ «العرب»: نسعى إلى استقطاب الطلاب القطريين لمهنة التدريس

  • 1/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور صالح الإبراهيم مدير مدرسة الدوحة الثانوية للبنين: إن المدرسة طرحت مشروع «استقطاب الطلاب القطريين لمهنة التدريس» لسد نقص الكادر القطري في هذا الجانب، مشيراً إلى أن المهنة لم تعد تستقطب أبناء الجيل الجديد بسبب الصورة الذهنية التي يرسمها البعض للمعلم.  وأضاف الإبراهيم لـ «?العرب» أن مدرستهم دربت 187 طالباً على التدريس باللغتين العربية والإنجليزية بعد أن زودتهم بالحد الأعلى من معايير وزارة التعليم والتعليم العالي، داعياً المدارس للاستفادة من تجربتهم في حث القطريين على الالتحاق بمهنة التعليم. وتمنى الإبراهيم أن يتحول المشروع إلى مسار تعليمي أو مدرسة خاصة بإعداد المعلمين لسد الحاجة إلى زيادة وجود الكادر القطري في المدارس، وإلى نص الحوار:تطرح مدرستكم مشروعاً لاستقطاب الطلاب القطريين لمهنة التدريس، ما الأسباب التي دعتكم لذلك؟ ¶ تبلورت فكرة المشروع في ذهني منذ 10 سنوات، والسبب يعود إلى أن أبناء جيلي يعدون آخر جيل من التربويين القطريين، ومن بعد لم تعد المهنة تستقطب القطريين مثل أزمنة سابقة، إضافة إلى أنني لاحظت خلال تواجدي بالمعارض المهنية التي تقام بصورة دورية أن جميع الجهات تسوق لمهنتها، عدا المعلمين، والشيء الثالث الذي جعلني أعمل على المشروع هو الصورة الذهنية للمعلم، حتى على مستوى التربويين، الذين يصورون أن المهنة صعبة ومردودها ضعيف، وغير ذلك من المعلومات التي تخلق صورة ذهنية محددة عن المعلم، ولكن الذي يحب مهنته يرى أن كل ما ذكر غير صحيح، وقد قررنا من خلال مدرستنا إثبات ذلك. ماذا فعلتم؟ ¶ اشتغلنا على جانبين، جانب التسويق للمهنة أولاً، بالإضافة إلى أننا أردنا أن نثبت للكل أن القطري يستطيع أن يعمل في التدريس، وبمعايير عالية، لذلك جمعت طلاب قطريين في صفوف خاصة بهم ودرست الأسباب الحقيقية وراء هذا العزوف، ووجدت من خلال القراءات المعمقة في البحوث التربوية، التي اتبعتها بالتجربة العملية أن كل هذه الأسباب غير حقيقية، وإنما عبارة عن تصورات صدقها البعض، وخلصت الدراسات التي أجريناها إلى أن هنالك سبباً واحداً وراء عدم التحاق الطلاب القطريين بكلية التربية، وهو أن التعليم هو المهنة الوحيدة التي تعتمد على الخلفية السابقة للطالب منذ بدايته مع القراءة والكتابة، بينما المهن الأخرى يمكن اكتسابها خلال الدراسة الجامعية أو التدريب أثناء العمل ، وحتى على مستوى المهن الدقيقة مثل الطب، تفترض الجامعات أن الطالب بدون خلفية، لذلك يتم إعداده في العلوم ثم ينقل إلى الطب، وكذلك الهندسة، إلا المعلم، فإذا وقع في خطأ إملائي أمام طلابه فإن النتيجة ستكون كارثية، لذلك خلقنا بيئة خاصة بالطلاب، وعملنا على تطويرها بناء على برامج صممت من قبل المدرسة، اعتمدت على وجودهم في بيئة خاصة، ما يتيح قياس مستوى أدائهم الحالي، وقد أعطيناهم معايير وزارة التعليم والتعليم العالي بالحد الأعلى وليس المتوسط أو الأدنى، ومعايير الوزارة عالية جداً كما هو معروف. كيف تم إقناعهم بفكرة المشروع؟ ¶ الإنسان يحب المهنة إذا جربها، وهذا ما حدث لطلابنا بعد أن كسروا حاجز الخوف وانخرطوا في التدريس، وقد أعطيناهم منهج البكالوريا البريطانية أيضاً، وهو منهج قوي وعالمي ويدرس باللغة الإنجليزية، إضافة إلى منهج صانع المعتمد من وزارة التعليم والتعليم العالي، والذي يهدف إلى الانتقال بالطلاب من التلقين إلى التفكير الإبداعي عبر تلقي المعلومة بطريقة ممتعة، كما أعطينا الطلاب فرصة في كافة المشاريع الأخرى، مثل مشروع الحياة هندسة، البيرق، المناظرات، وهذا الجانب الآخر من إعداد المعلم، فبعد أن زودناهم بمادة علمية غزيرة عملنا على تطوير مهاراتهم، لأن المعلم يحتاج إلى الجرأة المسنودة بالمخزون المعرفي العالي. ما عوامل النجاح المتاحة أمام المشروع؟ ¶ كل عوامل النجاح متوفرة، وأولها الحاجة الملحة لوجود كادر تربوي قطري، ويدعم نجاحه أيضاً أن الصفين الخامس والسادس أصبحوا يدرسون بواسطة معلمين ذكور، وهذا يساعد في تدريب طلاب المشروع، بحيث يبتدرون تجربتهم العملية مع طلاب أصغر منهم سناً وأقل معرفة، وتواصلنا مع التوجيه التربوي بالوزارة ووجدنا تفاعلاً ودعماً. ما نتائج تجربة انخراط الطلاب في التدريس؟ ¶ وضعنا طلابنا أمام تجارب مباشرة بالتدريس أمام زوار المدرسة، وقد بدأنا بعدد صغير ثم توسعت التجربة ليقوم الطالب بتدريس الصف بأكمله، وقد وجدت هذه التجربة استحساناً من قبل المعلمين والطلاب وأولياء أمورهم، بالإضافة إلى مسؤولي الوزارة، ونتمنى أن يتحول هذا المشروع إلى مسار تعليمي أو مدرسة خاصة بإعداد المعلمين. وكم عدد الطلاب الذين تم إعدادهم من خلال المشروع؟ ¶ التجربة بدأت بعدد قليل من الطلاب، ثم عممت على طلاب المدرسة كمهارة تعلم، وهي تقوي من العلاقات بين الطلاب والمعلمين، كما أنها تشعر الطالب بالمجهود الكبير الذي يقدمه المعلم خلال العملية التعليمية، وهذا يجعله يثمن العمل بصورة أكبر، وقد أصبح طلابنا بفضل المجهودات التي بذلت معهم بإمكانهم التدريس باللغتين العربية والإنجليزية، وبلغ عدد الطلاب الذين طبقوا استراتيجية المشروع 187 طالباً من أصل 600 طالب، وهو عدد كبير جداً، ولو التحق فقط 20 % بكلية التربية يعتبر إنجازاً كبيراً، فإذا تبنت بقية المدارس هذا المشروع فإن النتيجة ستكون أفضل، كما أن طلاب المشروع الذين سيلتحقون بكليات أخرى غير التربية، سيستفيدون دون شك من مهارات المعلم التي اكتسبوها. وهل عرضتم المشروع على المدارس الأخرى؟ ¶ عرضناه على كل زوار المدرسة، وطرحنا جوانب منه في الإعلام المرئي والمقروء، لكن حتى ينجح المشروع فإنه يحتاج إلى دعم الجميع، خصوصاً الوزارة باعتماده نشاطاً يطبق في المدارس، أو كمسار تعليمي، ومن الأفضل أن يطرح كمسار تعليمي مثل الطب والهندسة، وهنالك جانب مهم يمكن أن يدعم المشروع متمثل في ساعات الخدمة المجتمعية وهي 25 ساعة، وتصل في بعض الأحيان إلى 50 ساعة، فإذا تم استغلال هذه الساعات في التربية العملية الخارجية سنسوق لهذه المهنة بشكل ممتاز.;

مشاركة :