كرة القدم.. رجس من عمل الشيطان؟!

  • 10/15/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نُقل عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: "لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفتيا، حتى يكون فيه خمس خصال.." وذكر من بينها الثانية: "أن يكون له علم، وحلم، ووقار، وسكينة". مع هذه التوطئة أعلاه نحمد الله أنه هيأ لنا من نستنير برأيهم كما هو ابن حنبل -رحمه الله- ليضعوا لنا مقاييس خاصة بأصحاب الفتيا.. وعليه ومنه كان من غير اللائق أن تقف هيئاتنا المعنية بحماية الفكر والشباب وحتى تلك التي تعنى بالفتوى موقف المتفرج على من لا يملكون تلك الصفات، والتي من بين أقلها الحلم والوقار، وهم يعبثون بالعقول والفتوى. نعم أنا كما غيري أزعجتنا فتوى تخص كرة القدم لأستاذ جامعي، بعدما تأكدنا من أصحاب الفتوى الحقيقيين عدم صحة ما أفتى به، وهو واحد من كثيرين رأينا من خلال بعض تغريداتهم التخلي عن الوقار في ردودهم على مخالفيهم، وبدا أنهم طالبو شهرة لا يطيقون الانتظار، ووقفنا على سرعة غضبهم وافتقادهم الحلم، مما يخالف الشروط التي أقرها الإمام أحمد. وصاحبنا خاض في أمور تعصبية لم يكن جديرا بأستاذ جامعي أن يخوض فيها، حتى بلغ شأنا أكثر إيلاما من خلال نقل ما يغرد به على أنه صادر من شيخ سعودي بعدم جواز الدعاء والصدقة لأهل كرة القدم! تلك التي تناقلها الكارهون لأهل هذه البلاد وقادتها وعلمائها.. حينما وجدوا فيها مدخلا للسخرية والازدراء والانتقاص، وكأن أهل هذه البلاد وعلماؤها لا يستقون فتواهم إلا منه ومن هم على شاكلته. مجتمعنا يعاني من عدم ضبط الفتوى، وأقر بذلك مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وفق تصريح له من فحواه: "إن توسيع مجال الفتوى وتركها مهملة يتصدى لها الجهلة، وقليلو العلم، وحدثاء السن والباحثون عن الشهرة سبب لاضطراب الأمن الفكري فتنقلب الحقائق". ومع الكلام البين للمفتي إلا أننا لم نجد من يردع مثل هؤلاء، فبات من يسيء للإسلام برأي لا تقره جماعة المسلمين؛ حاضرا لا يوقف عند حده، ومن يتجرأ على الفتوى مطلا برأسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي يهرف بما لا يعرف ولا سبيل لمنعه، أناس يعانون من مرض الشهرة حتى لو بالمشاركة في جدالات كرة القدم التعصبية، باتوا يبثون الخزعبلات دون حسيب أو رقيب ويستسهلون الفتوى بما أوجد اضطرابا لدى البسطاء وأبعدهم عن الفهم الصحيح للإسلام. إننا هنا نطالب بمحاسبة هؤلاء حتى لا يقودنا ذلك إلى فوضى تتحكم فيها الأفكار الطائشة التي تسيء للإسلام وتزيد من تشتت المجتمع وعلاقته بالآخرين. الأمر عظيم ومقلق ومن شدته أن علماء الأزهر كانوا خلال حقب سابقة يعاقبون من يتجرأ على الفتوى واقتحام مجال العلم دون وجه حق، فيقومون بربطه وإركابه على حمار بالمقلوب مع تغطية وجهه ويدار به في الأسواق، يقودهما رجل يقرع الجرس كي يلتفت إليه الناس ليعلموا جرمه الذي هو عليه. الأكيد ألا قدرة على مثل هذا التشهير، لكن ما نرجوه أن يوجه علماء هذه البلاد بتشكيل لجنة للتحقيق في ما يبثه هؤلاء، لأن السكوت عنهم يماثل خطر المتهجمين والمسيئين للإسلام.

مشاركة :