تختلف اهمية القراءة لدى الافراد بحسب اولوياتهم حيث يعتبرها البعض ضرورة قصوى كونها غذاءً وتنويرًا للعقل البشري، فيما يعتبرها البعض ضياعًا للوقت، ويفضل بدلاً منها التزود بالمعلومات من خلال التلفزيون او الإنصات للمذياع؛ بهدف الحصول على المعلومات. وفي الوقت الراهن يلجأ بعض الشباب للحصول على المعلومات التي يحتاجونها لوسائل التواصل الاجتماعي سواء المرئية او المكتوبة؛ وذلك للعثور على المعلومات بشكل مختصر دون التأكد من صحتها، على عكس الكتب التي يلجأ كتابها للعديد من المصادر قبل طباعة كتبهم، واختلفت الأقوال حول ضرورة القراءة عند الأمة العربية والإسلامية، وخصوصًا أن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم على النبي محمد «ص» كانت كلمة «اقرأ»، وللتعرف على اهتمامات الشباب بالقراءة او تجنبهم لها، اجرينا هذا الاستطلاع مع عدد من الشباب البحريني للتعرف على ميولهم حول القراءة، فكانت آراؤهم على النحو الآتي:حول هذا الشأن، تقول الشابة زهراء قمبر: «القراءة بالنسبة لي حلم احمله بين يدي، وهي جزء من اللغة التي تعتبر وسيلة للتواصل والفهم، كما انها نشاط مهم ومؤثر يرتقي بالمجتمع واذا ما اراد الشخص ان يغير حياته نحو الأفضل فالقراءة هي الخطوة الأولى نحو التغيير، ويجب ان تكون روتينًا يوميًا، يقوم به كل فرد، ولا يجب اعتبارها مجرد هواية، فهي بمثابة الاداة القوية والمهمة والموجودة بيدنا لاستخدامها في جميع مراحل الحياة، ولكن للأسف القراءة ليست من أولويات المجتمع العربي خصوصًا فئة الشباب التي لا تحرص على ممارستها بشكل مستمر، والقليل منهم من يحبها، واصبح هناك هجران كبير للقراءة من هذه الفئة واتجهوا لوسائل التواصل الاجتماعي وجعلوها مكانًا للقراءة وبذلك بقيت فئة الشباب دون ثقافة لبناء شخصياتهم».اما الشاب عيسى علي، فيقول: «هناك بعض من الشباب يهتمون بتطوير انفسهم عن طريقة القراءة واضافة مادة معلوماتية لهم، واكتساب معلومات جديدة، كما تساعد القراءة على توسيع مدارك وخيال القارئ وتخرج به من ارض الواقع لآفاق عديدة، وهناك بعض من الشباب الذين يقرؤون فقط بهدف إضاعة الوقت، أو ليسايروا المهتمين بالقراءة؛ وذلك بهدف اعتبارهم بأنهم مثقفون، بالإضافة لتواجد بعض الشباب الذين لا يميلون للقراءة أبدًا».وتابع عيسى: «افضل قراءة الكتب الإلكترونية لسهولة الحصول عليها ولتوفير المال والوقت في البحث عن المكتبة التي قد اجد بها الكتاب الذي ارغب بقراءته، وايضا لسهولة حملها لاي مكان يريد الشخص، حيث ان الهواتف المتنقلة باتت تلازمنا اين ما ذهبنا؛ لذلك من الضروري ان يجد المرء وقتًا للقراءة وعند توافر الكتب سيقوم بالقراءة».من جانبها، قالت الشابة كوثر جاسم جعفر: «انا مهتمة بالقراءة منذ صغري ولازلت مستمرة في القراءة، خصوصًا بعد انضمامي لتحدي القراءة البحريني، حيث أصبح اهتمامي بالقراءة اكثر تنظيمًا وازداد معدل قراءتي وأصبحت اكثر اثراءً لي»، وفيما يتعلق بحرص الشباب على القراءة أو عزوفهم عنها، تقول كوثر: «في السابق كان لدي اعتقاد حول فئة الشباب بأنهم لا يهتمون اهتمامًا كافيًا بالقراءة، ولكن بعد انضمامي لتحدي القراءة البحريني ذهلت بعدد الشباب المشاركين بهذه المبادرة حيث انها تحفز المرء على القراءة، وأعتقد ان جيل الشباب الحالي يحب القراءة بدافع العثور على اسئلة موجودة بعقولهم».وفيما يتعلق بتفضيل كوثر للكتب المطبوعة أو الإلكترونية، قالت كوثر: «في السابق كنت افضل القراءة من الكتب المطبوعة ولكن بعد انضمامي لمبادرة تحدي القراءة البحريني، اصبحت افضل قراءة الكتب الإلكترونية؛ وذلك لسهولة العثور عليها في الوقت الذي اريده من دون تكبد عناء البحث عن الكتاب الذي اريده، ومن دون أن ادفع مبالغ مالية، حيث هنالك مواقع توفر الكتب المجانية فضلًا عن سهولة تخزينها، والرجوع لها بسهولة على عكس الكتب المطبوعة التي تحتاج لمكتبة لحفظها، كما انني اعتقد أن الشباب يفضلون الكتب الإلكترونية لذات الأسباب»، واختتمت حديثها قائلة: «اتمنى ان نشهد مبادرات أخرى تتعلق بالقراءة وأن تكون اكثر انتشارًا بين مختلف فئات المجتمع».وفي ذات السياق، علقت الشابة قدرية محمد حسن: «شاهدت اعلانًا على احد حسابات المؤسسة الخيرية الملكية بوسائل التواصل الاجتماعي يتعلق بنادي القراءة وقد شد انتباهي المسمى (نادي القراءة)، ومن ثم التحقت بالنادي واصبحت دائمة الحضور للنادي وعند حضوري نقوم بالقراءة واستضافة شخصيات لها علاقة بالقراءة.بعد ذلك تعلقت بالقراءة بشكل اكبر وقد جعلتني القراءة شخصًا آخر، حيث اصبحت اكثر شجاعة وجرأة وتخلصت من العصبية والخجل، حتى تم اختياري لإلقاء كلمة الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية.وبعد التغيير الذي طرأ على شخصيتي اقترحت على المؤسسة الخيرية الملكية تخصيص فقرة تحت مسمى (حكايات في حب الوطن)، وهذه الفقرة لتشجيع الأطفال من سن 4 الى 9 سنوات على القراءة، وبالفعل تم تنفيذها، وقد لاقت استحسانًا من الأطفال والجميع كأولياء الأمور والقائمين على المؤسسة الخيرية الملكية».من جانب آخر، علق الشاب جعفر المحروس: «الشباب دائمًا يسعون لتطوير انفسهم من خلال القراءة، ومع التطور المشهود اصبح الشباب يقرؤون سواء كانوا محبين للقراءة ام لا يفضلونها؛ وذلك بسبب انتشار معظم الأخبار على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اصبح معظم الشباب يحرص على متابعة آخر التطورات من خلالها، فضلًا عن توافر بعض الوسائل التي تعرض (الفيديو) والتي قد تغني المرء عن القراءة»، وتابع: «شخصيًا أنا افضل قراءة الكتب المطبوعة فالقراءة متعة كبيرة تسهم في تطوير العقل وتوسع مداركه، لذلك أنا حريص على قراءة الكتب بشغف مستمر».
مشاركة :