حين نستقصي حدود العلاقة بين القراءة وتطوير الذات ترانا مجبرين على طرح سؤال آخر ذي صلة بالمسألة وهو: ما الهدف من القراءة؟ أو هل يجب أن يكون للقراءة هدف؟ والحق أن أهداف كل واحد من القراءة تختلف عن الآخرين. لكن هناك من يقول إنه لا يجب أن يكون ثمة هدف يُبتغى من وراء القراءة، فالقراءة هدف في حد ذاتها، وهي هدف كل هدف، وهو قول صحيح من جهة كون القراءة تساعد، إن بطريقة أو بأخرى، في تحقيق الأهداف. وعلى هذا فإن استقصاءنا ملامح العلاقة وأواصر الصلة بين القراءة وتطوير الذات يتخذ وجاهته من هذا الطرح الأخير. اقرأ أيضًا: كيف يمكنك تحسين مهارات التنمية الشخصية؟ الكلمة المكتوبة ووحدة الأهداف منذ أن عرف الإنسان الكتابة وهو يكتب وإن اختلفت المواد التي يكتب عليها، فتارة يكتب على الحجر، وأخرى على ورق الشجر، وثالثة على الورق الموجود حاليًا، وليس بالوسع بيان الأسباب الدافعة إلى الكتابة، ولكننا نستطيع تأكيد أن الهدف النهائي من كل هذه القراءة _الفعل التالي للكتابة_ هو تطوير الذات، ومن هنا تأتي أهمية تناولنا لماهية العلاقة بين القراءة وتطوير الذات. قد يكون هذا الطرح من باب القفز أو المصادرة على المطلوب، لكنك حين تمعن النظر في الأسباب التي تدفعك إلى القراءة تجد أن كل الأهداف الكامنة هي في النهاية تطوير الذات. فليس من باب التعني، إذًا، القول إن العلاقة بين القراءة وتطوير الذات جد وطيدة، وحتى لو اعتبرت أن القراءة فعل تسلية فإن التسلية نفسها هدف، ناهيك عن أن التسلية في ذاتها تقود، بطرائق مختلفة، إلى تطوير الذات. اقرأ أيضًا: كيف تكون مدونًا ناجحًا؟ العلاقة بين القراءة وتطوير الذات وإذا كنا نقطع بوجود علاقة جد وطيدة بين القراءة وتطوير الذات فلزامًا علينا أن نبين الأسباب التي تدفعنا إلى هذا الطرح، أو، وهذا بالأحرى، بيان الكيفية التي تسهم القراءة، من خلالها، إلى تطوير الذات، وهو ما يقوم به « رواد الأعمال » على النحو التالي.. تقليل الضغط والتوتر إن من الطرق التي يمكن من خلالها الربط بين القراءة وتطوير الذات كونها (القراءة) تعمل على تقليل الضغط والتوتر؛ فكونك تقرأ يعني أنك تأخذ فرصة لتنفس هواء نقي بعيدًا عن الأحداث التي شهدها يومك. تأخذك القراءة إلى عوالم أخرى، وأحداث وأشخاص آخرين، وهي بذلك تمنحك فرصة للاستراحة والتقاط الأنفاس بعيدًا عما يُعتمل في رأسك من ضغوط وأفكار. لا يعني هذا أن القراءة مخدر، أو أنها تصرفك عن الأمور المهمة في حياتك، وإنما هي محطة يمكنك التزود بالطاقة من خلالها؛ كي تكون أقوى وأقدر على التصدي لمشكلاتك، بنفس هادئة وتوتر أقل. اقرأ أيضًا: “التحسين الذاتي”.. خطوات أساسية لتطبيقه التواضع والانفتاح وتقبل الآخر ومن أنبل وأهم فوائد القراءة، ومن أبرز المحاور التي يمكن من خلالها الربط بين القراءة وتطوير الذات كونها تدفعك إلى التواضع من جهة، والانفتاح على الآخر وتقبله من جهة أخرى. تقود القراءة، والحال كذلك، إلى أمرين جد مختلفين حد التناقض؛ فهي تعظّم معارفك وتوسع مداركك، لكنها في الوقت نفسه تقودك إلى التواضع وتقبل الآخرين؛ فلئن كنت قد أدركت وتعلمت وقرأت أشياء فقد غابت عنك أخرى، وما حصّلته مقارنة بما لم تحصله أو تدركه بعد قليل جدًا. هذا هو واحد من أجلى تجليات العلاقة الواصلة بين القراءة وتطوير الذات؛ فكلما قرأت أكثر صرت أكثر تفهمًا وانفتاحًا، ولا يكون المرء ذا ذهن منفتح وعقل متفتح إلا إذا أنفق ساعات من وقته بين دفتي كتاب، مطالعًا حكمة الآخرين وطرائق عيشهم وأسلوب حياتهم. اقرأ أيضًا: يوم الصداقة.. المهنية أمام العلاقات الإنسانية لرواد الأعمال تحسين المهارات المعرفية آثرنا تأخير هذه الجزئية حتى النهاية؛ كي لا تظن أنها الفائدة الوحيدة للقراءة، وعلى الرغم من الطابع العلمي/ الأكاديمي في مسألة تحسين المهارات المعرفية تلك، إلا أن تطوير الذات حاضر فيها بقوة أيضًا. فأنت من خلال القراءة تكتسب العديد من المهارات اللغوية، ناهيك عن الاطلاع على ثقافة الآخرين، وأنماط وجودهم في هذا العالم. علاوة على أن القراءة تساعدك في الاطلاع على أنماط تفكير أخرى، وبهذا تمسي شخصًا مصقول الفكر متوقد القريحة، خصب الخيال؛ فأنت لست أسير بيئتك، تربيتك أو أسرتك، وإنما أنت وارث كل ما أنتجه الإنسان على صعيد الكلمة المكتوبة، وهكذا يتبين أن العلاقة بين القراءة وتطوير الذات شديدة العمق والصلة. اقرأ أيضًا: 10 أسباب تدفعك للانضمام إلى شركة ناشئة في عام 2021 الحاجة إلى تطوير الذات في عالم العمل المتغير مهارات لتطوير الذات يمكنها أن تغيّر حياتك الرابط المختصر : يرجى ترك هذا الحقل فارغا مرحبا 👋 سعداء بالتواصل معكم قم بالتسجيل ليصلك كل جديد نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات. تحقق من علبة الوارد أو مجلد الرسائل غير المرغوب فيها لتأكيد اشتراكك.
مشاركة :