محللون لـ«البيان»: قطر تستغل قضية القدس للتغطية على تحالفها مع إسرائيل

  • 1/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعتمد السياسات القطرية على نهجٍ من «التناقضات» المثيرة للجدل والتي تسعى من خلالها دوحة الإرهاب إلى اللعب على كل الأحبال لاقتناص الفرص، عصفاً بكل المبادئ العربية وعبثاً بقضايا المنطقة، ومن بينها القضية الفلسطينية، فبينما تدّعي قطر مساندتها لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة فهي في الوقت ذاته تقوم بمحاولة استغلال تلك القضية في تصفية الحسابات والهجوم على دول أخرى. فضلاً عن كونها تنفذ أجندات عدائية ضد دول المنطقة، لم يعد سراً أو بحاجة لإثبات عملها الذي يصب في صالح المخططات الإسرائيلية في الشرق الأوسط، حتى وصفها محللون بكونها «عميل إسرائيل في المنطقة». تتاجر الدوحة بالقضية الفلسطينية أملاً في أن تكسب من خلال مواقفها المعلنة تعاطفاً قد يعيد إليها شيئاً من ماء الوجه بعدما كشفت المقاطعة وتداعياتها عن دلائل دعم وتمويل الدوحة للمخططات الإرهابية وفتحت ملفات قطر السوداء كافة بما فيها ملف علاقتها بإسرائيل أيضاً. ذلك أن الدوحة تسعى وإعلامها إلى استغلال الزخم الدولي حول قضية القدس من أجل المتاجرة بمواقفهم «المعلنة» إزاء القضية، بينما حقيقة علاقات قطر المشبوهة التي صارت واضحة للجميع تُفسد ذلك المخطط المكشوف. استغلال القرار ذلك ما يؤكده مؤسس المخابرات القطرية اللواء محمود منصور، في تصريحات لـ«البيان» من القاهرة، والذي يلفت في السياق ذاته إلى أن قطر دأبت ومن خلال وسائل إعلامها على استغلال الأحداث كافة والمتاجرة بها، وفيما يتعلق بقضية القدس فإنها سعت إلى استغلال قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، سخرت قطر وسائل إعلامها للهجوم على دول عربية بعينها، وزعمت أن القرار قد تم اتخاذه بموافقة تلك الدول. سعت قطر في سياق متاجرتها بالقضية الفلسطينية إلى تصفية حساباتها مع دول عربية واتهامها بكونها كانت على علم مسبق بالقرار بل وأن تلك الدول تؤيده أيضاً، متعامية بذلك عن الجهود التي بذلتها دول عربية عديدة ومن بينها مصر في مواجهة القرار الأميركي، حسبما يؤكد منصور، والذي يوضح في السياق ذاته أن الإعلام القطري وجه اتهامات لدول عربية بكونها تؤيد خطوة ترامب دون أن يرصد تلك المواقف التي قامت بها الدول ذاتها في مواجهة هذا القرار الذي يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والواقع التاريخي، ما يكشف جانباً من جوانب المتاجرة القطرية بالقضية الفلسطينية ومحاولات استغلال الزخم الحادث فيما يرتبط بالقدس. وبدوره، يوضح عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر اللواء فؤاد علام، أنه من غير المستغرب أن تقوم قطر بتلك الممارسات والمتاجرة بالقضية الفلسطينية لخدمة مصالحها، فقطر تنفذ مخططاً مشبوهاً، وترعى – من خلال ذلك المخطط المشبوه - العناصر والكيانات الإرهابية وتدعمها وتمولها في المنطقة، وفي ضوء ذلك فهي لا تعنيها أبداً مصالح الشعب الفلسطيني، فهي تلعب دور العمالة لإثارة الفوضى واضطراب الأوضاع بالشرق الأوسط. ويشدد، في تصريح لـ «البيان» من القاهرة، على أن قطر تنفذ المخطط الإسرائيلي الأميركي ومن غير المنتظر منها أن تقوم بغير ذلك، كما أن دورها معروف في دعم العديد من التنظيمات الإرهابية لإحداث الفوضى، كما حدث ويحدث في سوريا وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية، كما أنها تقوم بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية وادّعاء دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني بينما تدين بالولاء في الوقت ذاته لإسرائيل وتستغل القضية لتصفية حساباتها مع دول أخرى. نهج إخواني وفي مقاربة عملية، يوضح محللون أن فكرة، أن كل شيء قابل للمتاجرة هو نهج إخواني بامتياز استقته الدوحة من عناصر التنظيم الإخواني في مصر، الذين سعوا طيلة السنوات الأخيرة للمتاجرة بكل شيء يعتقدون بأنهم من خلاله يمكنهم تحقيق مصالحهم، كما تاجروا بدماء الشباب الذين ورطوهم في العديد من الأحداث وتخلوا عنهم، وكما تاجروا بالقضية الفلسطينية منذ بداية تأسيس التنظيم. ذلك ما يؤكده كذلك الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل نعيم، والذي يشير إلى أن قطر تقوم بدورٍ مرسوم لها بعناية من قبل قوى دولية معينة لا تريد استقرار المنطقة وتسعى لإرباك الأوضاع فيها وإسقاطها، واصفاً الدوحة بكونها «وزير خارجية خزانة الإرهاب» في المنطقة بصفة عامة، على اعتبار ما تقوم به من أدوار واضحة ومكشوفة في دعم وتمويل الإرهاب، ذلك في خطٍ متوازٍ مع متاجرتها بالقضايا العربية المختلفة وفي القلب منها القضية الفلسطينية، حتى أن الكثير من الفلسطينيين يقولون لقطر «ارفعوا يدكم عنا، لا نريد شيئاً منكم». ويفيد، في تصريح لـ «البيان» من القاهرة، بأن قطر تتبع نفس النهج الإخواني في المتاجرة بالقضايا الوطنية المختلفة، فكما تاجر الإخوان بالقضية الفلسطينية منذ تأسيس الجماعة وحتى الآن، فإن الدوحة وإعلامها تتبع النهج نفسه في المتاجرة بالقضية، فبينما تُظهر أنها تدعم حقوق الشعب الفلسطيني فإنها في الوقت ذاته تدعم العناصر الإرهابية وتدعم أعداء الفلسطينيين وأعداء الأمة العربية. إجراءات دعا عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر اللواء فؤاد علام، إلى ضرورة تكثيف الإجراءات الضاغطة على قطر، مردفاً: «صحيح أن المقاطعة كانت لها تأثيرات واضحة على الاقتصاد القطري، غير أنه من الضرورة بمكان اتخاذ المزيد من الخطوات والإجراءات المشددة ضد الدوحة تصل إلى تجميد عضويتها بجامعة الدول العربية وطردها من مجلس التعاون الخليجي».

مشاركة :