رغم أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي يروج في دعاياته للخوف والتحذير من الإسلام والمسلمين و"أسلمة المجتمع" في ألمانيا، اتخذ أحد قياداته في ولاية براندنبورغ منحى معاكسا وأشهر إسلامه. دعاية انتخابية لحزب البديل تطالب بوقف "أسلمة المجتمع". اتخذ حزب البديل من أجل ألمانيا اليمين الشعبوي موضوع الإسلام و"أسلمة المجتمع" موضوعا سجاليا في خطاباته الدعائية وفي برنامجه الانتخابي. وكثيرا ما يستغل هذا الموضوع إعلاميا في محاولة لكسب أصوات الناخبين. وفي الصفحة الرسمية للحزب في ولاية براندنبورغ تجد هذه العبارة "الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا في رأينا"، وذلك في إشارة إلى العبارة الشهيرة للرئيس الألماني الأسبق كريستيان وولف الذي قال إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا. والجديد والمثير هو أن أحد قياداته في الولاية اعتنق الإسلام حسب ما نقلته صحيفة "تاغيس شبيغل" البرلينية. وحسب الصحيفة فإن أرتور فاغنر عضو قيادة الحزب في ولاية براندنبورغ دخل الإسلام. وكان فاغنر معروفا بمواقفه المتشددة من المسلمين واللاجئين. وانتشر شريط فيديو لفاغنر في موقع يوتيوب من شهر تموز/يوليو الماضي قبيل الانتخابات البرلمانية في ألمانيا، وهو يخاطب الألمان الروس بلغة روسية وترجمة ألمانية داعيا إياهم للتصويت لحزبه "من أجل إنقاذ ألمانيا". وقال في هذا الشريط إن المستشارة ميركل قامت "بخطأ كبير" عندما فتحت الحدود أمام اللاجئين. وأضاف فاغنر، الذي نشأ في شرق ألمانيا ودرس في موسكو، أن "ألمانيا تحولت إلى بلد آخر" بسبب سياسات المستشارة ميركل. أما عن أسباب اعتناقه الإسلام فوصف فاغنر لصحيفة "تاغيس شبيغل" ذلك بأنه" بموضوع شخصي" وأنه "لا يريد التحدث عن ذلك". وأشار للصحيفة أنه لم يتعرض لضغوط من قبل الحزب تجبره على الانسحاب أو الاستقالة من قيادة الحزب. أما المتحدث باسم الحزب دانيل فريسه فقال من جانبه للصحيفة إن اعتناق فاغنر للإسلام لا يشكل مشكلة للحزب. وأضاف: "لا أعتقد أن ذلك يعد مشكلة عند أغلبية أعضاء الحزب". وأشار إلى أنه هنالك أعضاء مسلمون أيضا في حزب البديل من أجل ألمانيا. بيد أن اندرياس كالبيتس، رئيس منظمة الحزب اليميني الشعبوي المعادي للإسلام في ولاية براندنبورغ، قال اليوم الثلاثاء إن فاغنر استقال من منصبه في قيادة الحزب بالولاية في الحادي عشر من كانون الثاني/يناير الجاري لأسباب شخصية. وأوضح أنه لم يكن قد عُرِفَ حتى ذلك الوقت أن فاغنر قد تحول إلى الإسلام. ومن المعروف أن قيادة حزب البديل الشعبوي في ولاية براندنبورغ معروفة بتشددها، إذ سبق لرئيس الحزب الحالي ألكسندر غاولاند أن ترأس الحزب في الولاية قبل دخوله البرلمان الاتحادي. أما خليفته أندرياس كالبيتس فيحسب على أقصى اليمين أيضا. وتضم القيادة ستة أعضاء أحدهم أرتور فاغنر وهو روسي – ألماني، ويشغل هذا المنصب منذ سنة 2015 وأعيد انتخابه في سنة 2017، وعين مسؤولا عن العلاقات مع الكنائس والتجمعات الدينية في الحزب. ز.أ.ب/أ.ح
مشاركة :