التربية الأخلاقية في مناهجنا المدرسية

  • 1/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

التنمية المجتمعية ذات مداخل تكاملية متعددة فهي تعني الفرد وتعني الجماعة، وهي حصيلة للمسارات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولكي تأخذ بعدها التطوري لا بد من التوازن بين هذه المداخل وتفاعلها مع بعضها ومع التاريخ والتراث والبيئة. والتنمية المجتمعية تتصاعد منحنياتها البيانية بالتراكم المعرفي المتبادل بين مدخلاتها ومخرجاتها وهي بقدر ما تأخذ من المعطيات كالتعليم والصحة والثقافة والاستقرار المادي والنفسي تعطي الجميع وفق معادلة دلت عليها الكثير من تجارب الشعوب المتحضرة والنامية. وتأتي مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإضافة مادة التربية الأخلاقية للمناهج الدراسية في دولة الإمارات لتضيف زخماً من القوة للمعطى الاجتماعي وتوصلنا إلى مرحلة الهندسة الاجتماعية وليصبح لدينا قائد تربوي اجتماعي سياسي هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد. هذا القائد الذي يستوعب جيداً أهمية أن نستدرج أبناءنا لمحطةٍ اجتماعية كبرى وأن نسأل أبناءنا هل أنتم كما نريدكم. التربية الأخلاقية مفتاح للعديد من البوابات، ومن أهمها كيف تصنع وعي المواطن ليكون انتماؤه وطنياً وهويته وطنيةَ عربية... وهناك رابط قوي بين الأخلاق وروح المواطنة الحقة، هذه هي فلسفة كل مفكر سياسي حريص على بناء تجربة وطنية مميزة. فالوطن الذي يعطي المواطن كل شيء ليسعده حري بالمواطن أن يكون وفياً لهذا العطاء، والوفاء لا يكون فقط بالدفاع عن الوطن في أوقات التحديات والمحن، بل يكون من خلال التفاعل الإيجابي مع الحياة بدءاً من علاقة الفرد بأسرته وبره بوالديه، ومن خلال تعامله مع غيره، ومن خلال نجاحه وتفوقه وإبداعه، ومن خلال حرصه على البيئة وكل ما يبني ويعمر ويطور. إذاً بدأنا بمشروع الهندسة الاجتماعية وفق منهج التربية الأخلاقية الذي اختطه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتتولاه وزارة التربية والتعليم والإدارات التعليمية المختلفة في سعي لإعادة بنية الشخصية الإنسانية للأجيال الحالية والمستقبلية، فإذا قام هذا المشروع على نظام تقني تحليلي تفكيري متحرك سيثمر نتائج تصب في صالح البناء المجتمعي السليم الذي يهدف إلى ازدهار وسعادة المجتمع وفق منظور القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن منطلق اجتماعي نحن في جميع الأوقات في حاجة للمراجعة الاجتماعية. ويجب أن لا نكتفي بالمظاهر الإيجابية على سطح المجتمع بل نتعمق في دراسة المجتمع ونغوص في تفاصيله الحياتية كي ننقيه من الشوائب، وما قد ترميه الثقافات الفضائية والثقافات الوافدة فيه من عوالق تتعارض مع المفاهيم الأخلاقية والهوية الوطنية. إن النظر في عمق المجتمع والحرص على رقيه الأخلاقي وهويته الوطنية وبعده القومي والإنساني هو من قاد صاحب السمو إلى مبادرة المنهج الأخلاقي لعموم مدارس الدولة. ولا يفوتني وأنا أثني على هذه المبادرة ومبدعها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد. وبتلقي هذه المبادرة من قبل وزارة التربية بكل سعادة وتجاوب من أن أشير إلى نظرية الإدراك الاجتماعي التي تحفزنا بأن نقترح أن تكون في كل مدرسة ( وحدة بحثية دراسية ) تتشكل من مجموعة من المعلمين الذين يهتمون بالبحث والدراسة داخل كل مدرسة لدراسة مشاكل الطلاب، والتعرف على إيجابياتهم وسلبياتهم، وهذه الوحدات تصب في وحدة بحثية دراسية مركزية داخل وزارة التربية ومنها نخرج بمعطيات الواقع التربوي الاجتماعي ليكون التطوير أسهل والعلاج أنجع. ومن خلال منظومة الإدراك الاجتماعي والبحوث والدراسات المتعلقة به سنتمكن من تطوير منهج التربية الأخلاقية والنظر إلى المستقبل بنظرة منهجية برؤية حكيمة وواقعية. كما لا بد ونحن نسعى إلى تطوير منظومة التعليم الذي هو من أهم مدخلات التنمية المجتمعية أن نسعى إلى ترسيخ مفهوم المعلم المفكر التربوي، معلم مثقف يعي المسؤولية التربوية المنوطة به، وأن نحقق التوازن في مداخيل المعلمين ما بين عملهم في القطاع الحكومي أو الخاص وأن نستمر في وضع الحوافز المادية والمعنوية للمعلم فهو صانع الأجيال ومربيها.

مشاركة :