اتهم الكرملين أمس واشنطن بالسعي إلى عرقلة الجهود الدولية حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ورفض الاتهامات الأمريكية التي حمّلت روسيا مسؤولية في الهجمات الأخيرة، وكررت مقترحها القاضي بتشكيل آلية تحقيق دولية جديدة حول استخدام هذه الأسلحة، فيما نفى النظام السوري ما وصفه بالمزاعم الفرنسية والأمريكية بأنها لا تزال تستخدم الأسلحة الكيماوية معتبراً أنها «أكاذيب». وخلال جلسة لمجلس الأمن عقدت بناء على طلب بلاده، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبنزيا، إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حمّل دمشق مسؤولية هجوم كيماوي جديد مزعوم في الغوطة الشرقية «وحاول أيضا أن يجرّ روسيا». وتساءل السفير الروسي «أليس غريبا أن تتزامن هذه الرواية -- التي لا يزال يتعين تأكيدها -- مع الاجتماع في باريس (حول الأسلحة الكيماوية) والمؤتمر المقبل في سوتشي؟». وقد وزعت روسيا خلال الجلسة مشروع قرار يدعو الى إنشاء آلية تحقيق جديدة حول السلاح الكيماوي، تكون «محايدة حقا ومستقلة ومهنية وذات صدقية» على حد تعبيرها. غير أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لمّحت على الفور الى أن الاقتراح الروسي بإنشاء آلية تحقيق جديدة لا يمكن تبنيه. وقالت هايلي «لن نقبل أيّ اقتراح روسي يُقوّض قدرتنا على إثبات الحقيقة أو يسيّس تحقيقا مستقلّا ونزيها».واعتبرت السفيرة الامريكية أن موسكو كانت عبّرت عن دعمها ل«آلية التحقيق المشتركة» عندما كان المحققون يوجهون الاتهام الى تنظيم داعش، ولكنّ موسكو عارضت استنتاجاتهم عندما حمّلوا المسؤولية للنظام السوري، على حدّ تعبيرها. ومن جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نحن نعارض قطعياً النهج الأمريكي الذي شوش في الأصل على التحقيق الفعلي في حالات سابقة» على صلة بهجمات في سوريا. وقال بيسكوف إن المسؤولين الأمريكيين يستبقون النتائج «من دون أي أساس من أي نوع». وكان تيلرسون وجه الاتهامات الى روسيا الثلاثاء خلال مؤتمر ضم ممثلي 29 بلدا في باريس بهدف الدفع باتجاه فرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تقف وراء استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية السورية إن مثل هذه المزاعم تهدف إلى «إعاقة أي جهد يساهم في إيجاد مخرج للأزمة» في سوريا. ونفى الجيش والحكومة في سوريا مرارا استخدام الكلور أو أي سلاح كيماوي آخر خلال الحرب التي دخلت عامها السابع. وقالت وكالة الأنباء السورية إن سوريا «أبدت على الدوام كل التعاون ووفرت كل الظروف لإجراء تحقيق نزيه وموضوعي ومهني حول هذه المسألة» مضيفة أن الغرب عرقل تلك العملية لأهداف سياسية. (وكالات)
مشاركة :