تشير دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم في منتصف العمر أو عند تقدمهم في السن يكونون أكثر عرضة للإصابة بضعف الإدراك مقارنة بالأشخاص الذين يحصلون على نوم هادئ من دون انقطاع. وعكف الباحثون على فحص بيانات أربع دراسات تتناول العلاقة بين النوم والوظائف الإدراكية وتشمل دراستين تتبعتا 3400 شخص لمدة تربو على 20 عاماً منذ أن كانوا في الخمسينات من عمرهم. وفي هاتين المجموعتين كان الأشخاص الذين يعانون من كوابيس وأرق عند منتصف العمر أكثر عرضة للضعف الإدراكي مع تقدم العمر مقارنة بالأشخاص الذين كانوا ينعمون بنوم هادئ في فترة عمرية سابقة. وعندما فحص الباحثون بيانات الدراستين فضلاً عن الدراستين الأخريين اللتين تابعتا أشخاصاً في السبعينات والثمانينات من العمر، خلصوا إلى أن الأرق واضطرابات النوم العامة فيما بعد مرتبطة أيضاً بالاضطرابات الإدراكية. وقالت المشرفة على الدراسة شيرين سيندي من معهد «كارولينسكا» في ستوكهولم بالسويد و«إمبريال كوليدغ» في لندن: «في حين تمثل اضطرابات النوم عامل خطر مهماً للتراجع الإدراكي، النبأ السار هو أنها عامل خطر قابل للتعديل». وأضافت سيندي في رسالة بالبريد الإلكتروني: «يمكن أن نعاني جميعاً من صعوبات النوم في بعض الأحيان إما بسبب مستويات الضغط العالية أو تناول الكافيين أو الكحول أو بسبب إرهاق ما بعد السفر الناتج عن اختلافات التوقيت... لكن إذا عانى شخص من اضطرابات النوم بشكل مزمن مثل صعوبات الخلود إلى النوم أو الاستيقاظ أثناء الليل أو الاستيقاظ مبكراً للغاية في الصباح أو عانى من سوء نوعية النوم، فمن المهم أن يطلب المساعدة من خبير في مجال الصحة». وقال الباحثون في دورية «طب النوم» إنه على رغم ارتباط الحرمان من النوم والصعوبات في الحصول على راحة جيدة أثناء الليل بالاضطرابات الإدراكية بمرور الوقت منذ وقت طويل، لم يكن يعرف الكثير بدقة عن نوع مشكلات النوم التي قد تؤثر على وظائف المخ. وفي الدراسة الحالية، جمع الباحثون البيانات من أربع دراسات أصغر تشمل أشخاصاً من عموم سكان السويد. وخلصت الدراسة إلى أن اضطرابات النوم بما في ذلك الأرق ارتبطت بتراجع نتائج اختبارات الوظيفة الإدراكية بعد فترة تراوح بين ثلاثة أعوام إلى 11 عاماً.
مشاركة :