بعد زيارته بيروت ليومين حيث التقى كبار المسؤولين اللبنانيين والجهات المصرفية، ترك مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي انطباعاً بأن واشنطن تتجه إلى تصعيد إجراءاتها المالية حيال تمويل «حزب الله» ونشاطات إيران في لبنان والمنطقة، خصوصاً أن البيان الصادر عن السفارة الأميركية عن زيارته ذكر للمرة الأولى الحزب وطهران، فيما كانت البيانات السابقة تكتفي بذكر تطبيق القوانين الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب عموماً. مصادر تابعت زيارة المسؤول الأميركي لفتت إلى توضيح السفارة في بيانها أن بيلينغسلي شدد على «أهمية مكافحة النشاط الإيراني المؤذي في لبنان، وكيفية التزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان على حماية نظامه المالي من حزب الله وتنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخرى. كما حض بيلينغسلي لبنان على اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان أن لا يكون حزب الله جزءاً من القطاع المالي». وإذ حرص بيان السفارة وبيلينغسلي نفسه خلال لقائه مع عدد محدود من الصحافيين قبل مغادرته ليل أول من أمس، على تأكيد أن «قانون منع التمويل الدولي لحزب الله لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنما النشاطات المالية لحزب الله في جميع أنحاء العالم»، أوضح أنه «يهمّنا أن نفصل بين الطائفة الشيعية والحزب وأن نتأكّد من أنّ الطائفة تُعامل بعدل وأنّه بإمكان أفرادها أن يحظوا بالخدمات المصرفية كما كلّ الناس». لكن المسؤول الأميركي قال إن (الأمين العام للحزب السيد حسن) «نصرالله صرّح بأنّ النظام الإيراني يموّل الحزب سنوياً وأنه يتقاضى راتباً شهرياً من طهران، ونحن في الولايات المتحدة معنيون بالنشاط الإيراني في المنطقة، وطهران عازمة على الإحاطة بالسلطات العربية وتقويض اقتصاداتها، ونحن قلِقون جداً، إذ إنّ تمويلها حزبَ الله هو لهذه الأهداف». واعتبر أن «الاستراتيجية التي بدأناها تأتي بالنتائج المطلوبة، فواضحةٌ التأثيرات على حزب الله الممنوع من الوصول إلى التمويل لنشر الإرهاب، على رغم مشاركته في أعمال إرهابية في أماكن بعيدة كاليمن، ونتعاون مع السلطات اللبنانية والإقليمية للتأكّد من أنّ حزب الله وقاسِم سليماني لا يمكنهما الوصول إلى الدولار».
مشاركة :