تنطلق اليوم في فيينا محادثات السلام السورية التى تركز على سلة الدستور. ويجري المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اجتماعات منفصلة مع وفدي النظام والمعارضة وسط حديث عن سعيه الحصول على دعم روسي مقابل مشاركة الأمم المتحدة في سوتشي. وتنطلق المفاوضات على وقع المعارك والضربات الدائرة في عفرين، في اليوم السادس لعملية غصن الزينون التي أطلقتها تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في المدينة السورية المتاخمة للحدود التركية، وعلى وقع المعارك العنيفة في إدلب وتقارير الكيمياوي في الغوطة. وقبيل انطلاق تلك المحادثات، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الأربعاء أنها تأتي وسط «مرحلة حرجة جداً». لكنه أضاف لمسة أمل قائلاً: «بالطبع أنا متفائل لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات»، مضيفاً «إنها مرحلة حرجة جداً جداً». ولعل المرحلة التي وصفها بالحرجة، لا تقتصر فقط على الوضع في عفرين، بل تشمل أيضاً المعارك الطاحنة في إدلب، والتقارير العديدة التي أشارت إلى تنفيذ النظام السوري وحليفه الروسي ضربات «كيمياوية» في الغوطة الشرقية لدمشق، ما نفته موسكو مؤكدة أنه عار عن الصحة. يذكر أن عفرين السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، شهدت خلال الأيام المنصرمة معارك طاحنة وقتلى بالعشرات خلال القصف التركي المكثف للمنطقة، في حين لمّح الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أن المرحلة التالية للعملية العسكرية في عفرين ستكون منبج. «الفرصة الأخيرة» وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أشار الأربعاء قبيل تصريح دي ميستورا إلى «تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا» فيما تدور معارك عنيفة في منطقة إدلب في شمال سوريا وفي الغوطة. وقال أمام الجمعية الوطنية الفرنسية «ليس هناك اليوم أفق لحل سياسي سوى الاجتماع الذي سيعقد برعاية الأمم المتحدة في فيينا بمشاركة جميع الأفرقاء الفاعلين، وحيث آمل بأن يتم وضع خطة للسلام». وقال وزير الخارجية الفرنسي إن محادثات فيينا ستشكل «الفرصة الأخيرة» لإيجاد حل سياسي للنزاع الذي تشهده سوريا منذ 2011. يذكر أن الموفد الأممي كان أعلن أن كلا من النظام السوري والمعارضة سيتمثل بـ «وفد كامل». وتعليقا على كلام دي ميستورا، قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري خلال مؤتمر صحافي عقده امس الأربعاء عشية بدء محادثات السلام «باعتقادي أن هذين اليومين سيكونان اختبارا حقيقيا لجدية كل الأطراف لإيجاد حل سياسي». وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية يحيى العريضي لوكالة فرانس برس: «فعلا تمر المفاوضات بفترة حرجة وأحد ملامح ذلك أن هذه الجولة تعقد ليومين ويومين حاسمين».
مشاركة :