أنقرة تواصل عملية عفرين وتحذر واشنطن من مواجهة في منبج

  • 1/26/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

صعدت أنقرة من لهجتها في مواجهة واشنطن في اليوم السادس لعملية «غصن الزيتون» العسكرية التركية في عفرين، وحذرتها من مواجهة «غير متكافئة» في منبج إذا لم تقم بسحب قواتها من هناك، لافتة إلى «أزمة ثقة» تحول دون مناقشة مقترح المنطقة الآمنة الأميركي في الوقت الراهن.وفي غضون ذلك، كذبت أنقرة الرواية الأميركية التي جاءت في بيان البيت الأبيض حول الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان ومطالبة ترمب بـ«الحد» من العملية العسكرية شمال سوريا وإنهائها بأسرع وقت.وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن إردوغان أبلغ ترمب في الاتصال الهاتفي بينهما مساء أول من أمس ضرورة سحب القوات الأميركية من منطقة منبج بشمال سوريا.وأضاف جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النمساوي أن تركيا لن تهاجم قوات النظام السوري ما لم تتحرك ضدها.وأعلن إردوغان أول من أمس قبل ساعات من اتصاله الهاتفي مع ترمب أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية في سوريا (غصن الزيتون) لتشمل مدينة منبج، في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة، قائلا إن القضاء على «اللعب» على حدودنا سيبدأ من منبج.وتراجعت أنقرة خطوة أخرى عن التفاهم مع واشنطن بشأن الوضع في الشمال السوري، وقال جاويش أوغلو إنه لن يكون من الصواب أن تناقش تركيا مع الولايات المتحدة احتمال إقامة «منطقة آمنة» في سوريا قبل أن تحل مسائل الثقة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).وكان جاويش أوغلو أعلن في مقابلة تلفزيونية أول من أمس أن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون اقترح منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية على الحدود مع تركيا، لكن عاد أمس وقال: «فُقدت الثقة في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة. حتى تعود الثقة مرة ثانية لن يكون من الصواب مناقشة هذه القضايا».ورأى الوزير التركي أن البيت الأبيض قد يكون قرأ خطأ المحادثة الهاتفية التي أجراها إردوغان مع ترمب، مرجحا أن يكون بيان البيت الأبيض حول المكالمة كتب قبل إجرائها. وأضاف: «أعتقد أن بيان البيت الأبيض جرى إعداده من قبل الجانب الأميركي قبل إجراء المكالمة، لذا لم يعكس الحقائق بشكل تام».وكانت البيت الأبيض أعلن أن ترمب طالب إردوغان في الاتصال الهاتفي بـ«الحد» من العمليات العسكرية في عفرين، لكن مصدرا تركيا، لمح إلى أن مضمون الاتصال الذي أعلن عنه البيت الأبيض لم يكن دقيقاً. وقال لـ«رويترز» إن «ترمب لم يتبادل المخاوف بشأن تصعيد العنف فيما يتعلق بالعملية العسكرية الحالية في عفرين، مناقشة الرئيسين لعملية (غصن الزيتون) اقتصرت على تبادل وجهات النظر».وذكرت مصادر تركية أن البيان الأميركي بشأن الاتصال الهاتفي لم ينقل محتوى الاتصال بشكل كامل ولفتت إلى أن الجانب الأميركي شدد على ضرورة ضبط عملية «غصن الزيتون» بوقت محدد مع الإشارة إلى الوجود العسكري الأميركي، حتى ولو بشكل قليل في منبج، وأخذ الحيطة لمنع احتمال وقوع اشتباكات ساخنة هناك.وبحسب المصادر ذاتها، شدد الرئيس التركي على ضرورة انسحاب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية إلى شرق الفرات، كما هو متفق عليه من قبل، وعند انسحابها ستتم حماية «منبج» من أي تهديد محتمل لتنظيم داعش من خلال الجيش السوري الحر بدعم عسكري تركي.وقالت المصادر إن إردوغان شدد خلال الاتصال على ضرورة وقف الدعم الأميركي المقدم للميليشيات الكردية في إطار مكافحة الإرهاب، وإن ترمب رد بتأكيد أنهم توقفوا عن تقديم الأسلحة كما لن يقوموا بذلك مستقبلا.وأكدت المصادر أن ترمب لم يستخدم عبارة «التصريحات المدمرة والخاطئة القادمة من تركيا»، بل إنه تطرق للحديث عما تسببه الانتقادات الواضحة للولايات المتحدة من إزعاج.وكن جاويش أوغلو لفت أول من أمس إلى أن الولايات المتحدة دعمت الميليشيات الكردية بالسلاح، وأن الرئيس دونالد ترمب تعهد لإردوغان بوقف ذلك الدعم، كما قدمت واشنطن الكثير من التعهدات بخصوص انسحاب الوحدات الكردية من منبج بعد انتهاء العمليات فيها ضد «داعش»، إلا «أنها لا تزال منتشرة فيها حتى الآن».وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ إنه يتعين على الولايات المتحدة أن «تكف عن دعم الإرهابيين» إذا أرادت تجنب مواجهة محتملة مع تركيا في سوريا. وقال بوزداغ في مقابلة تلفزيونية أمس إن «الذين يساندون المنظمة الإرهابية (في إشارة إلى دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور) سيصبحون هدفا في هذه المعركة»، مضيفا أن «الولايات المتحدة بحاجة لمراجعة جنودها وعناصرها الذين يقدمون الدعم للإرهابيين على الأرض بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا».واعتبر بوزداغ أن مقترح الولايات المتحدة بخصوص إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، أمر يمكن بحثه بشكل منفصل، أما وقف عملية «غصن الزيتون»، فهو أمر غير قابل للنقاش. وعبر: «إذا كانت واشنطن لا ترغب في مواجهة أنقرة، علما بأنها لا تريد ونحن لا نرغب في ذلك، فإن الطريق معروف وهو وقف دعم الإرهابيين».وقال إنه لا يمكن لأحد «مساءلة مصداقية تركيا» في مسألة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، كما لا يمكن مساءلتها في قراراتها أيضا، مضيفا: «إذا كانت الولايات المتحدة تريد التضامن معنا، فالأمر بسيط، عليها وقف دعم الميليشيات الكردية بالسلاح، وجمع الأسلحة المقدمة لها، وإبلاغ إرهابييها بعدم مهاجمة تركيا والتخلي عن ذلك وانسحابهم إلى شرق نهر الفرات».من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن عملية غصن الزيتون تسير بنجاح وكما هو مخطط لها، وتواصل تقدمها، حيث وصل عدد القتلى من الإرهابيين في عفرين إلى أكثر من 300.وشدد على أن بلاده لن تسمح أبداً بتشكيل كيان إرهابي سواء في شرق أو غرب نهر الفرات، معتبرا أن أميركا تُصغر نفسها ومكانتها من خلال استمرار إصرارها على دعم «تنظيم إرهابي».ميدانيا، تواصلت عملية «غصن الزيتون» لليوم السادس بقصف مدفعي مكثف وتقدم بري بطيء من عدة جبهات، وأعلنت رئاسة الأركان التركية أمس تحييد 303 عناصر على الأقل من التنظيمات الإرهابية (التحييد يشمل القبل أو الاعتقال أو الاستسلام) في إطار العملية الجارية في عفرين.وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان، إنّ عملية غصن الزيتون تستمر وفق الخطة المرسومة، وتستهدف أوكار ومخابئ ومواقع التنظيمات الإرهابية.وتمكنت القوات المشاركة في العملية أمس من القبض على 7 من عناصر الوحدات الكردية في عفرين ونقلتهم إلى ولاية هطاي التركية.وفي وقت لاحق، أصدرت محكمة تركية قراراً بالحبس بحق 3 منهم فيما تواصل السلطات الإجراءات القانونية مع الآخرين.في الوقت نفسه، تواصل القوات التركية المتمركزة في النقاط الحدودية مع سوريا، قصفها للمواقع العسكرية للوحدات الكردية في عفرين.وأطلقت وحدات المدفعية التركية المتمركزة في النقاط الحدودية بولاية هطاي الجنوبية، أمس، طلقاتها باتجاه مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، وسمع دوي الانفجارات الناجمة عن القصف، في أحياء ولاية هطاي القريبة من الحدود السورية.وأغلقت سلطات ولاية كليس جنوبي تركيا، مسجد «جالق» التاريخي، بسبب بدء أعمال الترميم والصيانة، بعد أن تعرض مساء أول من أمس لقصف من جانب الوحدات الكردية أدى إلى مقتل تركي وسوري وإصابة 13 آخرين.

مشاركة :