في واحدة من الفسيفساء الجميلة التي يترصع بها مهرجان تمور الأحساء المصنعة (ويا التمر أحلى )،الذي تنظمه أمانة الأحساء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والغرفة التجارية، تنجذب قلوب زوار المهرجان " وهم بعشرات الآلاف صوب معرض للفنون التشكيلية ليتحلقوا كالفراش حول الفنانات اللاتي ينثرن إبداعاتهن الفنية بشكل مباشر على اللوحات أمام الزوار دون حواجز في ساحة رحبة يتبادل فيها الطرفان الآراء الفنية، في واحدة من المنصات الفنية التفاعلية الفريدة . معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية الذي افتتحته وترعاه صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل آل سعود حرم أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، يحظى باهتمام ودعم عريض من أمين الأحساء المشرف العام على مهرجان التمور المهندس عادل بن محمد الملحم . المعاصرة والأفكار الجديدة وبينت الفنانة مريم بوخمسين المشرفة على معرض عبير الأحساء أن المعرض يجمع بين الماضي للتعبير عن التراث والهوية المحلية والرموز المرتبط بالمنطقة ،وبين المعاصرة والأفكار الجديدة ،وهو يحمل رسالة مفادها الإيمان بأن الرؤية المستقبلية لها جذور فهي ممتدة من الماضي، فالمجموعات المعروضة تشمل الخيل، والخط العربي، والأزياء الشعبية، والمباني والبيئة المحلية، وصولاً إلى الأساليب الفنية المعاصرة التجريدي والتعبيري والتأثيري، وهذا التنوع لإرضاء التنوع الكبير في الشرائح من زوار المهرجان . وأبدت مريم حرصها مستقبلاً على زيادة الثقافة الفنية والوعي الفني عبر تصميم مناهج تعليمية وكتب للقراءة عن الفن وهو ما أسمته بـ (الثقافة الفكرية )،وعدم الاكتفاء بالتغذية البصرية. وأوضحت أن المشاركين بلوحاتهم في المعرض يبلغ عددهم 120 فناناً وفنانة ، كما أن هناك نحو 50 فنانا آخرين مشاركين في الورش، يشارك نحو 10 فنانين يومياً، مشيرة إلى أن هناك 8 ورش تفاعلية وعروض، كما أن هناك 5 مجموعات مشتركة في ورش للرسم المباشر 5 . وتابعت : استضيف خلال المعرض الفنان غريب آي وقدم عرضا حيا بحيث يشارك الجمهور الفنان في التجربة وممارسة الرسم معه، وكان الهدف إلى استقطاب فن جديد وهو فنان عالمي ، كما أن قدم عرضا للفنانة العمانية شيماء المغيري للرسم على الرمال، وورشة أخرى للرسم على الطين للفنان علي الحسن من الأحساء، والاسبوع القادم سيعرض فن (الغرافيتي ) وهو فن الرسم على الجدران، ولكن سيطبق الرسم على سيارة بمشاركة فنانتين وتحويلها إلى عمل فني، لافتة إلا أن الهدف من هذه الورشة هو مواكبة استعداد المرأة السعودية لقيادة السيارة، فيراد هنا أن يتم لفت النظر لأهمية هذه الخطوة عبر بوابة الفن، بالإضافة إلى أنه ستكون ورشة تعليمية لتقنيات الطباعة مع الدكتور أحمد إمام (من مصر)، وثلاث ورش للأطفال (أرسم وأتعلم)، لتنمية مهارة التفكير والابتكار والخيال من خلال الفن، ويتعلم كيف يفكر بمرونة وتحليل الناقد الإبداع وإكسابها للطفل من خلال الفن، وورشة ( اليوم ابن الأمس ) لتعريف الأطفال على تراثهم وتاريخهم ليشعروا بالانتماء، كما استخدم اللعب والتجربة ليشعر بالمتعة اكثر، وورشة (ستيم) التي تعتمد على المنهج التعليمي التكاملي الذي يربط بين خمس مجالات للمعرفة وهي (العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، والفن) لتطبيق أشياء بسيطة لكنها ترتبط بحياتهم الواقعية، والهدف منها تعلم الطفل المعرفة بطريقة ليست نظرية وإنما عملية وتطبيقية ترتبط بالفن ليستمتع من خلالها لتبقى أثر التعلم والمعلومات لمدة أطول . وكشفت مريم عن بيع ثماني لوحات خلال المعرض، رافضةً الكشف عن مبالغها، إلا أنها أوضحت أن أسعار اللوحات تراوحت ما بين 500 ريال إلى 15 ألف ريال . تفاعل جميل التشكيلية إيمان منصور وصفت ممارستها للرسم المباشر أمام الجمهور بالجميل الذي يولد لديها والزائر التفاعل، وسماع تعليقات الجمهور المباشرة وأسئلتهم والذي يمنح الفنان وكذلك محبي الرسم من الجمهور شعورا خاصا، كما وصفت المعرض بأنه أتاح لجلب المعارض الفنية للأحساء بدلاً من الذهاب لها بعيداً . مزيد من الابداع ختاماً رأى الفوتوغرافي عبدالله بوشفيع المعرض بأنه يرتقي بالذائقة الفنية، فالفنان حينما يرى عرض هذه الأعمال أمام العدد الكبير والواسع من زوار المهرجان يجعله في سباق مع الهواة سيدفع لمزيد من الإبداع، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة الوعي الفني لدى المجتمع، وهذا ملاحظ من خلال الإقبال المتزايد عاماً بعد آخر على معرض عبير الأحساء. تفاعل واضح بين الزوار والفنانات