بروفيسور أميركي: حصار قطر سيدمر العلم في الوطن العربي

  • 1/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال البروفيسور الأميركي اليمني هلال الأشول، أستاذ علم الأعصاب في المعهد السويسري الفيدرالي للتقنية: إن الصراع الحالي بين قطر وبعض من أقرب جيرانها العرب، لن يخرج منه طرف منتصر، بل إن العلم والعلماء وشباب المنطقة هم بالتأكيد أكبر الخاسرين، مشيراً إلى أنه منذ القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر في يونيو الماضي بقطع جميع العلاقات مع قطر، تم وقف التعاون بين علماء هذه الدول.أضاف الأشول، في مقال نشرته مجلة «تايمز هاير إديوكيشن» المعنية بأخبار التعليم وتصنيف الجامعات في العالم، ومقرها لندن، أنه خلال السنوات التي سبقت الحصار، اتخذت الأوساط العلمية في بلدان الخليج خطوات استباقية لتعزيز التبادل والتعاون في كل من التعليم العالي والبحث. على سبيل المثال، استثمرت مؤسسة قطر في سلسلة من المبادرات لتعزيز ريادة الأعمال والابتكار التقني، وجعل قطر وجهة للعلماء ورجال الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء المنطقة. وأوضح أنه على مدى السنوات التسع الماضية، مولت قطر البرنامج التلفزيوني التعليمي والترفيهي «نجوم العلوم» الذي بث في جميع أنحاء العالم العربي، ويقدم المنافسة بين الشباب أصحاب المشاريع العلمية والتكنولوجيا للحصول على تمويل كبير لمساعدتهم على تسويق ابتكاراتهم. ويأتي معظم الفائزين من خارج قطر - بما في ذلك جميع البلدان التي تقود الحصار. ولفت الكاتب إلى أنه في الآونة الأخيرة، أطلقت مؤسسة قطر أكاديمية الابتكار العربية، بالشراكة مع أكاديمية الابتكار الأوروبية، وتحظى بدعم من خبراء ومستثمرين دوليين وتصف نفسها بأنها «برنامج تدريبي لمدة أسبوعين لطلاب الجامعات الطامحين في البلدان العربية، وتقدم لهم تجربة واقعية في كيفية تطوير وإطلاق مشاريع جديدة قائمة على التكنولوجيا». ويقول الكاتب «إننا بوصفنا علماء من المنطقة، نشعر بسعادة غامرة لرؤية مثل هذه المبادرات، ونأمل أن تمهد الطريق لمزيد من التنسيق الإقليمي الاستراتيجي والتعاون في مجال العلوم والبحث والتطوير، محذراً من أن الأزمة الحالية، إن لم تحل بسرعة، يمكن أن تقوض هذه الجهود». وعلاوة على ذلك، والقول للكاتب، تعد قطر واحدة من ثلاث دول في المنطقة، جنباً إلى جنب مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، التي تستضيف الغالبية العظمى من المؤتمرات والمعارض العلمية الدولية التي تعقد في الشرق الأوسط. وتوفر هذه الأحداث للطلاب والعلماء والمؤسسات من المنطقة فرصاً فريدة لاستكشاف الحدود العلمية الجديدة. وأوضح الأشول أن الحظر الحالي المفروض على السفر يحرم العلماء من منطقة الخليج من هذه الفرص، ويجعل المؤتمرات في هذه البلدان أقل جاذبية خارج المنطقة، حيث يستخدم معظم المتكلمين والمؤسسات الدولية الشهيرة مثل هذه الأحداث للتعرف على حالة التعليم العالي والبحث في والمنطقة بأسرها، واستكشاف إمكانيات التعاون الجديد والشراكات الاستراتيجية. وتابع الكاتب: «الواقع أن الحصار والنزاع بين الأمم، يمكن أن يعزز الصورة الدولية غير المفيدة لمنطقة لا توجد فيها المكونات الرئيسية لتحقيق التفوق العلمي والابتكار، مثل حرية التعبير والاستقرار والانفتاح». وأضاف: «حقيقة أن الناس في منطقة الخليج مرتبطون بالثقافة والدم، وكذلك من الناحية الجغرافية، يعني أنهم سيحلون خلافاتهم في نهاية المطاف، ولكن حتى يفعلوا ذلك، يجب على العلماء بينهم أن يتخذوا خطوات استباقية ببذل ما في وسعهم للحفاظ على علاقاتهم مع غيرهم من العلماء والمؤسسات في المنطقة. وعندما ينتهي النزاع، سيطلب منهم القيام بأدوار هامة في سد الفجوة السياسية وتحفيز عملية المصالحة». واختتم الأشول مقاله: «ينبغي للمجتمع العلمي الدولي أيضاً أن يواصل إشراك العلماء في المنطقة، ودعم عملهم والتعاون معهم، فالمؤسسة العلمية النابضة بالحياة في هذا الجزء من العالم لن توفر إمكانيات جديدة للجيل القادم في الشرق الأوسط فحسب، بل إنها تقدم الكثير للعلم على الصعيد العالمي».;

مشاركة :