«اجتماعات لا تغني ولا تثمن من جوع».. هكذا هو حال لقاءات وزراء خارجية دول حصار قطر الأربع (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر)؛ فهي لا تخرج إلا بالتصريحات المليئة بالتهديد والوعيد، حتى سارت محط سخرية للكثير من متابعي أزمة الخليج، ولم تعد مادة دسمة لوسائل الإعلام الغربية، خاصة مع عدم قدرتهم على تقديم براهين تفيد بصحة مزاعمهم تجاه دولة قطر، خاصة أنها تتجاهل الدعاوى العقلانية للحوار وتبادل الآراء من قِبل دولة الكويت الوسيط والدول الغربية والعربية الطامحة لإنهاء تلك الأزمة. وتكشف اجتماعات وزراء دول الحصار -التي كان آخرها يوم الاثنين الماضي في الرياض- أن الأنظمة في هذه الدول تعتقد أنه يمكن لأساليب القمع التي تنتهجها مع مواطنيها أن تنجح لإخضاع قطر، وتناسوا أن قطر دولة ذات سيادة تتمتع باستقرار سياسي واجتماعي واقتصادي، ويرتبط القادة فيها بالشعب براوبط قوية قائمة على الحب والتعاون والتلاحم. ونرصد في هذا التقرير اجتماعات وزراء خارجية دول الحصار على مدار الأزمة، وما بها من تهديد ووعيد تجاه دولة قطر التي تؤكد دوماً مساعيها نحو حوار جاد لا يمس السيادة، على عكس دول المقاطعة نفسها. اجتماع القاهرة عقد وزراء خارجية دول الحصار اجتماعهم الأول عقب فرض الحصار على قطر، في القاهرة يوم 5 يوليو، وانتهى اجتماع القاهرة في حينه إلى الإعلان عما وصفته هذه الدول بـ 6 مطالب لرفع الحصار عن قطر؛ وذلك بعدما كانت قد أعلنت في بداية حملتها على قطر عن 13 مطلباً، وصفها الجميع بأنها تمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ومبدأ سيادة الدول. وزعمت تلك الدول عقب اجتماع القاهرة أن الرد القطري على مطالبها يعتبر تهاوناً وعدم جدية في التعاطي مع جذور المشكلة، بما يعكس عدم استيعاب الدوحة لحجم خطورة الموقف، على حد زعمهم. وأثار تصريح لوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد عقب الاجتماع، سخرية الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي، حينما قال «إن قطر هوايتها رسم الحزن على وجوه الناس». اجتماع تيلرسون اجتمع وزراء خارجية دول الحصار، في 12 يوليو بجدة، مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، عقب زيارة له إلى الدوحة التقى خلالها بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبحث معه مساعي واشنطن الداعمة لوساطة الكويت لحل الأزمة الخليجية. اجتماع المنامة وبعد أيام من هذا الاجتماع، اجتمع وزراء تلك الدول مرة أخرى في المنامة، وتحديداً يوم الأحد 30 يوليو الماضي. وزعمت تلك الدول عقب الاجتماع استعدادها للحوار مع قطر شريطة تطبيقها للمطالب الـ 13 التي طرحتها سابقاً، الأمر الذي أثار سخرية المجتمع الدولي، وتأكد للجميع أن تلك الدول غير جادة في رفع الحصار، كما أنها تفتقد للمصداقية في تعاملها مع الأزمة الخليجية وسعيها لفرض شروط مسبقة على الحوار. اجتماع جدة وللمرة الرابعة، اجتمع وزراء دول الحصار في جدة في 3 أغسطس؛ للتشاور بشأن الأزمة الخليجية. ووفقاً لوسائل إعلام تلك الدول، فإن الاجتماع هدف إلى «دعم موقف دولهم الرافض لدعم الدوحة للإرهاب، والتدخل في شؤون البلدان الأخرى»، وهي التهم التي توجهها دول الحصار إلى قطر منذ بدء الأزمة وحتى الآن، دون تقديم دليل واحد عليها. ولم يخرج اجتماع وزراء إعلام دول الحصار بجديد، فكرروا العبارات والجمل المحفوظة نفسها التي يطلقها وزراء الخارجية ويرددها مسؤولون في تلك الدول دون أن يعرف بعضهم معناها أو الهدف منها. اجتماع الرياض وجاء آخر اجتماعات تلك الدول في مدينة الرياض يوم 23 يناير الجاري، بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الأزمة، وسط تجاهل إعلامي؛ وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية دول التحالف السعودي الذي يشن حرباً في اليمن منذ عام 2015. وكرر وزراء الخارجية تصريحاتهم السابقة تجاه قطر، وزعموا أن الاجتماع ناقش ما أسموه بالممارسات الاستفزازية لقطر، في وقت شهد العالم أجمع أن تلك الدول لا تسعى إلى الحوار وحل الأزمة، وأنها لجأت دائماً إلى التصعيد. وكعادتها جدّدت دول الحصار عقب الاجتماع المطالب التعجيزية الـ 13 لإعادة العلاقات مع قطر، دون أية إشارة أو تلميح إلى رغبة في الحوار بشكل مباشر أو غير مباشر، لتعود بنفسها إلى النقطة التي بدأت منها؛ في الوقت الذي تجاوزت فيه الدوحة الحصار ولم يعد ورقة ضغط يمكن استخدامها لدفع قطر إلى تقديم تنازلات من أجل وقفه.;
مشاركة :