ملبورن - تبحث كل من الرومانية سيمونا هاليب المصنفة أولى في العالم والدنماركية كارولاين فوزنياكي الثانية (والأولى سابقا) عن لقب أول كبير عندما تلتقيان السبت في نهائي فردي السيدات في بطولة استراليا المفتوحة، أولى بطولات الغراند سلام الاربع الكبرى. وستنتهي رحلة البحث الطويل لكل من اللاعبتين بفوز إحداهن وتتويجها باللقب الاول، فضلا عن احتلالها المركز الاول في التصنيف العالمي الذي سيصدر الاثنين. وسيكون النهائي الذي يقام الساعة 0830 صباحا بتوقيت غرينيتش السبت، مواجهة بين لاعبتين تجمع بينهما أوجه تشابه كبيرة. فهاليب وفوزنياكي تتمتعان بخبرة كبيرة لانهما تشاركان في المنافسات منذ أكثر من عشرة أعوام، ولا يفصل بينهما سوى عام واحد، اذ تبلغ الرومانية السادسة والعشرين من العمر، والدنماركية السابعة والعشرين. واكتفت اللاعبتان حتى الان بإحراز ألقاب ثانوية نسبيا، فنالت هاليب 16 لقبا مقابل 27 لفوزنياكاني التي خطت خطوة أكبر بتتويجها في بطولة الماسترز في نهاية الموسم الماضي، والتي جمعت أفضل ثماني لاعبات عالميا، وأقيمت في سنغافورة في تشرين الأول/اكتوبر الماضي. اضافة الى ذلك، تخوض كل من الرومانية والدنماركية النهائي الاول لهما في ملبورن، والثالث في مسيرتهما الاحترافية في البطولات الكبرى. وفي حال نجاحها في ملبورن، ستحرز الدنماركية أول ألقابها الكبرى في مشاركتها الـ 43 في الغراند سلام، لتصبح في المركز الرابع على صعيد اللاعبات الاكثر تأخرا لتحقيق ذلك، في مقابل 31 محاولة للرومانية. وكان غياب لقب كبير عن خزائن اللاعبتين نقطة سلبية لدى احتلالهما صدارة التصنيف العالمي للمحترفات. وتتصدر هاليب التصنيف منذ الخريف الماضي، لكنها ستتنازل عنه في حال خسارتها النهائي، لصالح فوزنياكي التي احتلته للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام (2010). وخسرت فوزنياكي نهائيين في بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية، آخر بطولات الغراند سلام للموسم، بينما خسرت هاليب نهائيي بطولة رولان غاروس الفرنسية، البطولة الثانية من حيث التسلسل الزمني. وخسرت الدنماركية في النهائي الاول عام 2009 امام البلجيكية كيم كلايسترز التي كانت عائدة بقوة في حينه، والثاني في 2014 أمام الأميركية سيرينا وليامس، حاملة الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولات الكبرى (23)، والتي لم تتمكن هذه السنة من الدفاع عن لقبها في ملبورن، لمواصلتها الغياب عن الملاعب بعد وضع مولودتها الأولى. في المقابل، سقطت الرومانية عام 2014 امام الروسية ماريا شارابوفا، ثم فوتت فرصة ثمينة جدا في حزيران/يونيو 2017 ضد اللاتفية الشابة يلينا اوستابنكو التي خرجت من الدور الثالث في بطولة استراليا الحالية. - مساران مضطربان - في ملبورن، كان لطرفي النهائي مساران مضطربان حيث انقذت كل منهما عدة كرات وتجنبت الخروج في أدوار مختلفة. فعلى سبيل المثال، تخطت فوزنياكي في الدور الثاني الكرواتية يانا فيت بعدما كانت متخلفة 1-5 و15-40 في الشوط السابع من المجموعة الثالثة الحاسمة. بدورها، نجحت هاليب مرتين في الدور الثالث ضد الاميركية لاورين ديفيس التي امتلكت ثلاث فرص (40-صفر) لانهاء المباراة قبل ان تخسرها، وفي نصف النهائي أمام الالمانية انجيليك كيربر التي سنحت لها فرصتان للفوز بالمباراة دون ان تحقق ذلك. وأصيبت هاليب بالتواء في الكاحل في بداية مشوارها، لكن الاصابة لم تؤثر على حركتها ولم تمنعها من الانتقال بسرعة في أطراف الملعب. وشكلت تغطية الملعب من الناحية الدفاعية أبرز نقاط القوة لدى هاليب التي عرفت ان تبقي مصيرها بيدها في مواجهة كيربر من خلال الهجوم بضربات عميقة (50 ضربة رابحة)، ساعدها في ذلك فعالية إرسالها القوي رغم قصر قامتها (1,68 م). وقد تقوم الرومانية بالشيء نفسه في مواجهة فوزنياكي التي يعتمد اداؤها على الانتظام بلعب الكرة في عمق الملعب، علما بأن الدنماركية تتميز بطول جيد (1,77 م) وبقوة الارسال، ورغم انها لا تتمتع في حقيقة الامر بما يعرف بالضربة الحاسمة، الا انها غالبا ما تستطيع قهر معظم منافساتها بالاستنزاف من خلال ارتكابها اقل عدد ممكن من الاخطاء. وسيكون لقاء الغد المواجهة السابعة بين اللاعبتين، وتتفوق فوزنايكي بواقع اربع انتصارات مقابل خسارتين، وهي فازت في المواجهات الثلاث الاخيرة، اثنتان منها في 2017.
مشاركة :