أحمد ناصر | صدق من وصفها بـ«شمس الأغنية العربية»، نجوى كرم في حفلها الذي أحيته ليلة أمس الأول في المسرح الوطني بمركز جابر الأحمد الثقافي، أكدت أنها لا تزال الشمس المشرقة في سماء الأغنية العربية، بدأ الحفل بأغنية من الكورال هي «نسّم علينا الهوى» كمقدمة لظهور نجوى على المسرح، لكنها لم تبدأ بهذه الأغنية وتركت الكورال يتمّها، وفضلت أن تبدأ بأغنية خاصة للكويت «كويتي عربي يا نيّالك» (أي هنيئاً لك). الحفل لم يكن لنجوى فقط، بل شاركها الجمهور فيه.. للمرة الأولى أسمع الجمهور يغني ويمّول -يقول موالا- وترد عليه نجوى.. جميل أن يكون هناك جديد في الحفل مختلف عن الحفلات الأخرى، أغاني نجوى لم تكن جديدة.. لكنها كانت هي المتجددة فيه، اتبعت أسلوبا مختلفا عن الحفلات التي أقامتها من قبل في الكويت، اعتمدت على تفاعل الجمهور معها واستثمرته لمصلحتها.. قالت بعد الأغنية الثانية «قالوا لي حتغنّي في الأوبرا، قلت شلون راح أتعامل مع جمهور لا يتفاعل معي.. ولكنكم أثبتم أنكم غير». روعة الغناء «نجوى..» صوت من الجمهور يناديها من بعيد، «بنحبك كتير..» صوت آخر من الجهة الأخرى وكأنهم اتفقوا على أن يشاركوها الحفل، ابتسمت لهم ولوحت بيدها الجميلة التي زادها سواد فستانها بياضا وإشعاعاً، وانطلقت في الأغنية الثالثة «يا بيّي ما أجمله» احترت في هذه الوصلة.. لا أعرف من أتابع! نجوى المتألقة بجمالها وروعة غنائها، أم الجمهور الذي كان يصفق ويغني وكأنه جزء من الفرقة، ويبدو أن هناك منافسة نشأت للتو، استمرت هذه الوصلة أكثر من 20 دقيقة، لم تتوقف الفنانة عن الغناء ولا الفرقة ولا الكورال ولا الجمهور المتحمس(!) يا ترى.. ما شعور نجوى بهذا الإقبال القوي على حفلها؟ صوت قادم «قولّي شو فيه..» صوت بعيد قدم من وسط الجمهور يطلب منها هذه الأغنية، والمفاجأة أن الصوت بدأ يغني موّال هذه الأغنية، صفق الجمهور له لأنها المرة الأولى التي يغني فيها الجمهور بهذه الطريقة، لكنه كان جميلا يتناسب مع الصوت والأداء الجبلي الذي تقدمه نجوى.. وغنت «كيف لي قلب، خليه جروح قلبي تروح، ما ضل غيره سكر من عند الحبيب» هذه الأغنية من التراث الزحلاوي القديم الذي تتناقله فتيات زحلة الجميلات، كما قال لي أحد اللبنانيين المهووسين بنجوى وأغانيها، كما وصف نفسه، الطبول أحاطت بها من كل جانب.. هذه هي الطريقة المثلى لغناء هذه الغنيّي (الأغنية) ولكن مادمت أتحدث عن تراث زحلة فلابد أن أقول الغنيّي. موال جميل «يا ميجنا يا ميجنا، حبوا علينا بس حبوا متلنا» من يجهل هذا الموال الجميل وأغنيته الشهيرة، الجمهور هنا متنوع.. كبار وشباب، والجميع اتفق على حب نجوى والتفاعل معها، والعذر معه فهي تعرف كيف تلعب مع الحضور في حفلاتها، ثم «عم يرجف قلبي يا أمي وماني برداني» كم لهذه الأغنية من ذكريات جميلة قبل عشر سنوات، ولكن يبدو أن ذكرياتها لا تزال مستمرة إلى اليوم، الجيل الحالي يرددها أكثر من جيلنا الطيب، «أنا ما فيّي حبك أكتر من عينيّ» هذه الأغنية لا تزال تنبض بالحياة ويرقص عليها القلب، «روح روح روح قلبي» تك تك تك.. هذا صوت صفقات الجمهور الذي تركته نجوى يتابع معها اللحن، كان توزيعا رائعا لم تتوقعه فرددته مرة أخرى، هذا الجهد الكبير احتاج إلى استراحة للصوت الجميل الذي أطربنا. بعد الاستراحة أطلت بلوك مختلف.. فستان أخضر مشجر باللون الوردي، عروس لا تزال تحتفظ بحسنها وجمالها وبهائها، «كل لحظة بلحظة نعيشها، ما فينا نرجعها، إلا بالحب اللي فينا بنطفيها» كيف لا ينتظرها الجمهور بهذا الأداء الرائع والإحساس الجميل، استمرت ساعتين وهي تغني مع الحضور في أمسية من أجمل أمسيات مركز جابر الأحمد الثقافي، أثبتت فيها نجوى كرم أنها لا تزال نجمة الخشبة والصوت الجبلي الذي يأسر القلوب.
مشاركة :