ذكر موقع «ميدل إيست أي» البريطاني أن ضخ السعودية ملياري دولار في البنك المركزي اليمني بعدن لدعم العملة فشل فيما يبدو، لافتاً إلى أن الحزمة فشلت في رفع قيمة الريال اليمني، وذلك بعد تحذيرات من حدوث كارثة اقتصادية وشيكة.وأكد موقع «ميدل إيست أي» -في تقرير له- أن أسعار الغذاء ظلت مرتفعة كما هي قبل ضخ السعودية الملياري دولار، التي لم تصل إلى الشارع اليمني، إذ لا يزال التجار عاجزين عن شراء الدولار من أجل الواردات، ويضطرون للدفع بأسعار السوق السوداء، لكي يحصلوا على العملة الصعبة. واستقى الموقع آراء عدد من المحللين والتجار في اليمن، والذين أكدوا أن حزمة المساعدات السعودية لم يكن لها أثر في حياة اليمنيين اليومية. وأكد يوسف الغابري -تاجر أغذية- أن أسعار السوق السوداء لصرف الدولار أمام الريال وصلت لـ 500 ريال يمني. وأضاف الغابري أن البنوك ترفض بيع الدولار، لأنها لا تزال تعاني نقصاً فيه، مضيفاً أن السوق السوداء لا تزال تتحكم بالموقف، وسعرها يجاوز الـ 500 ريال للدولار، وذلك معناه أن أسعار الغذاء تظل مرتفعة كما كانت من قبل. وذكر تقرير «ميدل إيست أي» أنه ورغم مناشدة الرئيس المنفي عبدربه منصور هادي، السعودية منذ نوفمبر الماضي بضخ أموال في البنك المركزي اليمني، لتخفيف الأعباء عن المواطنين، فإنه لم يجد آذاناً صاغية إلا الأسبوع الماضي، ورغم ذلك، لا تكفي الكمية التي ضختها الرياض لإحداث انفراجة. ونقل الموقع عن مصدر في الحكومة اليمنية قوله إن خطوة الأسبوع الماضي جاءت بعد مناشدة عاجلة، لكن ضخ السعودية لملياري دولار لا تكفي لحل مشكلة العملة، داعياً دولاً أخرى لتقديم العون. وأوضح التقرير أن الأزمة المالية اليمنية تعقدت أكثر بوجود بنكين مركزيين يمنين، أحدهما يخضع لهادي، والآخر لحكومة الحوثيين في صنعاء. وأضاف أن ضخ السعودية لكميات كبيرة من الأموال في بنك هادي -ومقره عدن- لن يحل لب الأزمة، وهو الحرب الدائرة بين التحالف السعودي- الإماراتي والحوثيين، وهي الحرب التي دمرت اقتصاد اليمن. وأشار التقرير إلى أن الغاز والنفط شكل 80% من صادرات اليمن قبل الحرب، لكن كثيراً من حقول الغاز والنفط أغلقت، لوقوعها ضمن دوائر الصراع، ما يعني أن الإنتاج قد توقف، لدرجة أن اليمن بات مستورداً للوقود. وأضاف التقرير أن استمرار الحرب يعني استمرار الأزمة الاقتصادية، بينما يضع كثير من اليمنيين اللوم على السعودية، إذ يرى نايف السواعدي -وهو سائق حافلة في تعز- أن لا شيء حسن قد نجم عن حرب السعوديين مع الحوثيين، وأن الاقتصاد قد تعثر بسبب تلك الحرب. وحمل السواعدي التحالف السعودي مسؤولية الأزمة الاقتصادية باليمن، داعياً الرياض إلى دعم العملة اليمنية، وإعادة اليمن إلى حاله عام 2014، كونها المتسبب الرئيسي في تلك الأزمة الاقتصادية.;
مشاركة :