الناقد العراقي عِذاب الركابي يعاين عددا من التجارب السردية الأردنية التي تنتمي إلى أجيال ومدارس مختلفة في كتابه إيقاعات سردية.العرب [نُشر في 2018/01/27، العدد: 10882، ص(14)]نقد بلغة شعرية عمّان - في كتابه “إيقاعات سردية” يعاين الناقد العراقي عِذاب الركابي عددا من التجارب السردية الأردنية التي تنتمي إلى أجيال ومدارس مختلفة. ويدرس الركابي المقيم في الإسكندرية، المجموعات القصصية: “من يوميات الحزن العادي” لبشرى أبوشرار، و”ضيوف ثقال الظل” لجعفر العقيلي، و”الرجوع الأخير” لمجدولين أبوالرُّب. ويتناول كذلك روايات: “شهب من وادي رم” و”العربة الرماديّة” لبشرى أبوشرار، و”على باب الهوى” لصبحي فحماوي، و”أعالي الخوف” لهزاع البراري. يفتتح الناقد كتابه، الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون”، بعبارة للروائي باولو كويلو “الأرواحُ المعذبة تتعارفُ إحداها إلى الأخرى”، مشيرا إلى أنها كانت الشرارة لاهتمامه النقدي بهذه الأعمال. وعن الكتّاب الذين تناول أعمالهم بالدراسة يقول إنهم “مصّاصو حيوات الآخرين” بتعبير آندرس نيومان، فـ”ثروتهم في بنك الحياة كلمات، برصيد لا ينفد، وهي تنسابُ من أنهار قرائحهم بنكهة الفانتازيا”. وبوصف الركابي شاعرا أيضا، فقد تركت لغة الشعر بصمتها على لغته النقدية، فهو يكتب نصا على نص، محمّلا نصه اقتباسات لمبدعين عرب وعالميين، في سياق تعزيز رؤيته للنصوص التي يتناولها، وبما يجعل تلك النصوص التي يعدها “حيواتٍ”، تتفاعل مع الحيوات الأخرى التي أوجدها كتّاب آخرون. ويقول الناقد عن قصص بشرى أبوشرار في مجموعتها “من يوميات الحزن العادي”، إنها “قصص الذات المتوحدة في الذوات الأخرى، بل هي قصَّة واحدة، لراويةٍ واحدة، تسكبُ ماء همومها في حوض هموم الآخرين”. وعن مجموعة “ضيوف ثقال الظل” للكاتب جعفر العقيلي، يقول “إنها قصص الواقع المعيش، بلغة الفانتازيا المموسقة بشاعرية دافئة وعالية”، ويضيف أن العقيلي في قصصه كأنما يكتب ويرسم، يكتب ليستنطق ذاته والآخر، عبر القصة، الصورة- المشهد، والأسلوب، وخليط متناغم من الواقعي والفانتازي والسوريالي والمتخيّل. أما مجموعة “الرجوع الأخير” للكاتبة مجدولين أبوالرب، فهي بحسب الناقد، “قصص الواقع، وحكايات الناس الذين غابت الشمس عن بيوتهم، فاستبدلوا بها شمس البوح، وأبجديتها نثار أجسادهم المتشظية”. ويعود الناقد مرة ثانية إلى الكاتبة بشرى أبوشرار، ولكن هذه المرّة مع روايتها “شهب من وادي رم”، ملخصا الرواية بأنها حلمٌ، اكتفتْ بهِ الروائيةُ على طريقة بورخيس. وحول روايتها الأخرى “العربة الرمادية” يقول “إنك تجدُ نفسَك أمام أسئلة أنثروبولوجية معذبة، تحملُ إجاباتٍ أكثر عذابا على مرِّ الزمان… وما يطيلُ عمرُ الكتابةِ هي الأسئلة”. ويعرج الناقد على رواية صبحي فحماوي “على باب الهوى”، ويسميها “الروايةُ الضدّ”، ويقول عنها “كلُّ فنٍّ يُولدُ من رحمِ الصراع برؤية جويس كارول”. ويتناول لنا الركابي رواية هزاع البراري “أعالي الخوف”، واصفا إياها بأنها “رواية مشاهد”.
مشاركة :