اكتشـف مجمـــوعة مــــن الباحـــــــــثين العالميين، من خلال دراسة نشرت بمجلة «علم الأحياء الجينومــــي»، أن التوائـــــم المتطابقة لديهم تشابه جزيئي يؤثر في سماتهم الحيوية، وهو ما يرتبط بتشابه خطر إصابتهم ببعض الأمراض لاحقاً.تعتمد سمات الشخص ليس فقط على الجينات الموروثة من الوالدين، بل أيضاً على علم التخلق، وهو الآليات التي تحدد أي الجينات تعمل وأيها يتوقف بمختلف أنواع الخلايا، ويقول أحد الباحثين، إذا تخيلنا الحمض النووي لشخص في شكل أجزاء الحاسوب، فإن علم التخلق هو البرنامج الحاسوبي الذي يحدد ما يقوم به الحاسوب، وتقوم آلية التخلق بإضافة أو إزالة الوسم الكيميائي للجينات؛ لوضع علامة تحدد أيّاً منها يجب استخدامه بكل نوع من أنواع الخلايا، ومن أفضل الوسم الذي تتم دراسته هو مجموعة الميثيل الكيميائية؛ لأهميتها في التطور والإصابة بالسرطان.وفي مجموعة كبيرة من التوائم المتطابقة وغير المتطابقة درس الباحثون مجموعة من الجينات، أشارت نتائج دراسات سابقة إلى أن وسم الميثيل يضاف إليها عشوائياً في المرحلة المبكرة من تطور الجنين، وتستمر معه طوال حياته، ويقول الباحثون إنهم توقعوا أن نمط وسم الميثيل المضاف إليها يمكن أن يوزع بعشوائية متساوية لدى كل توأم من التوائم المتطابقة أو غير المتطابقة، ولكنهم وجدوا النمط الميثيلي متطابقاً بدرجة كبيرة لدى التوائم المتطابقة، وبتشابه لا يمكن إرجاعه إلى تطابق الحمض النووي بينهما، وهو ما أطلق عليه الباحثون ظاهرة علم التخلق فائق التشابه؛ وعلى ما يبدو أن ذلك التشابه التخلقي الكبير يحدث بمجموعة صغيرة نسبياً من الجينات، ولكن بحسب اكتشاف الباحثين الآن فإن كثيراً منها يرتبط بالسرطان، وهو ما يبين مدى التشابه الكبير بين التوائم المتطابقة، بطريقة أكثر مما كان يعتقد.
مشاركة :