كشف كتاب: «قطر «إسرائيل» الصغرى ورأس الأفعى»، للصحفي المصري بلال الدوي، أن العلاقة التاريخية بين قطر وتنظيم «الإخوان» المسلمين الإرهابي، تعود إلى عقد الستينات في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حين ضيق الخناق على التنظيم ، بعد محاولاته قلب نظام الحكم والتعاون مع بريطانيا ضد القاهرة، ففر عدد من أفراد إلى قطر . ولم تعلن قطر أنها محكومة بفكر «الإخوان» ، ولكن مؤسساتها الحيوية ومناهجها وأموالها، وقعت بالفعل في يد التنظيم، حتى باتت أول دولة «إخوانية» في العالم تسخر مواردها وثرواتها لمشروع التنظيم في تخريب الدول العربية والإسلامية.ووفق الكتاب، فإن قطر استقبلت أخطر 10 قادة «إخوانيين»، بعضهم من رفاق مؤسس التنظيم حسن البنا، وهم من قاموا ب«أخونتها» بالتغلغل في مؤسساتها والمناصب المهمة المقربة من الحكم.وعلى رأس هؤلاء شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، الذي سيطر على جامعة قطر وأنشأ فيها كلية الشريعة، وعبد البديع صقر،المستشار الثقافي لحاكم قطر، وحسن المعايرجي، الذي سيطر على وزارة التعليم، وكان من معلمي أمير قطر السابق ، وأحمد العسال، وعبد الحليم أبو شقة، الذي سيطر على الجمعيات الخيرية، وكمال ناجي وعز الدين إبراهيم، وعبد المعز عبد الستار، الذين أشرفوا على تأليف الكتب المدرسية القطرية، وصولاً إلى سيطرة التنظيم على الجمعيات الشرعية والأوقاف.أذرع السرطانوبعد تمكن تنظيم«الإخوان» من قطر، بات يوجه ثرواتها، بالتنسيق مع دول أجنبية وفروعه في بقية العالم، لصنع تنظيمات إرهابية تنفذ أجندتهم في إضعاف الدول العربية والإسلامية.والأمثلة على ذلك كثيرة، منها دعم قطر المالي والإعلامي والسياسي لتنظيم القاعدة، ومدّ يد العون لحركة طالبان، بفتح مكتب لها في الدوحة .وسارت قطر على نهج «الإخوان» في خلق جمعيات خيرية وحقوقية وتعليمية ودينية، تتخذها ستاراً لتوصيل هذا التمويل إلى الجهات المقصودة.ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما قام به المستشار بالديوان الأميري عبد الرحمن النعيمي، بإنشائه منظمة «الكرامة» لحقوق الإنسان في سويسرا، لتكون بعيدة عن رقابة أجهزة المنطقة، وفتح فرع لها بالدوحة.كذلك مد التنظيم الإرهابي من قطر، حبال العلاقات مع إيران، على الرغم من الاختلاف المذهبي المعلن.وكان لمصر النصيب الأكبر في المخططات التخريبية ل«الإخوان» وقطر، وكان من أكبر شواهدها ما وقع بعد أحداث 25 يناير 2011، وتسبب في تنحي الرئيس حسني مبارك، وبات «الإخوان» يتأهبون للانقضاض على الحكم بدعم قطري واسع، معززاً بالدعم الغربي. وكانت قناة «الجزيرة» الصوت الإعلامي الأعلى الذي أخذ على عاتقه توجيه الرأي العام في مصر إلى دعم «الإخوان»، وبالتزامن كان الساسة القطريون يتحركون بين الدوحة والقاهرة، للتفاوض على توقيع عقود واتفاقيات تسهل لقطر وتنظيم «الإخوان» الدولي ، السيطرة على قناة السويس ، عبر صفقات كان راعياً لها ، القيادي خيرت الشاطر.ووفق الكتاب فقد قدمت قطر إغراءات مالية طائلة بلغت 4 مليار دولار، لتسهيل الحصول على تلك الصفقات، ومن ضمنها كذلك السعي لشراء سندات حكومية مصرية بملياري دولار ونصف المليار.كما تم الاتفاق بين أمير قطر حينها حمد بن خليفة، والقرضاوي، على الترويج للحضور «الإخواني» بمصر بكل الصور باسم دعم الاستثمار، ولكن الهدف الحقيقي كان التحكم في الاقتصاد المصري، للسيطرة على الدولة المصرية التي كانت تمر بأشد أزماتها الأمنية والمادية وحالة ارتباك، وإن كانت استعادت توازنها بعد فترة قليلة تجلت في ثورة 30 يونيو، التي أسقطت أحلام قطر في حكم مصر.
مشاركة :