الإمارات.. دور فاعل لتخفيف معاناة لاجئي العالم

  • 1/28/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تضطلع دولة الإمارات العربية المتحدة بدور فاعل ومؤثر على الصعيد الدولي في مجال دعم ومساعدة اللاجئين بمختلف دول العالم التي تعاني الاضطرابات والأوضاع غير المستقرة. ولم تدخر دولة الإمارات جهداً لمد يد العون لكل من دفعتهم الظروف إلى ترك أوطانهم واللجوء إلى أماكن أخرى بحثاً عن الأمن والاستقرار، حتى باتت جهود الإمارات تشكل نقطة الانطلاق الأساسية في كل تحرك دولي نحو معالجة هذه المشكلة المتفاقمة، مع وصول عدد اللاجئين في العالم في بداية عام 2017 إلى 22.5 مليون لاجئ بحسب إحصائيات منظمة الأمم المتحدة. وتعكس التجربة الإماراتية في مساعدة اللاجئين منظومة القيم الإنسانية التي يقوم عليها مجتمعها المحلي المتمثلة في التسامح والمحبة واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق البشرية. وتشكل استجابة الإمارات لمعاناة اللاجئين السوريين في كل من المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان وغيرها من الدول تجربة فريدة تستحق التوقف عندها مطولاً لاستخلاص الدروس والعبر في كيفية إدارة الأزمات الإنسانية والتخفيف من حدة آثارها السلبية. ويبلغ إجمالي الدعم الذي قدمته الإمارات للاجئين السوريين 854 مليون دولار، واستقبلت على أراضيها أكثر من 130 ألف سوري منذ 2011 مانحة إياهم تأشيرات إقامة تتيح لهم العيش الكريم. ويمثل المخيم الإماراتي- الأردني في منطقة «مريجيب الفهود» بالقرب من مدينة الزرقاء الأردنية ذروة الجهود الإنسانية الإماراتية لغوث اللاجئين السوريين في الأردن، وذلك بفضل معاييره العالية المستوى وإمكاناته المختلفة. ويتضمن المخيم الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 25 ألف شخص باقة خدمات متنوعة وسبل رفاهية يندر وجودها في المخيمات الأخرى مثل الملاعب وقاعة تلفزيون للأطفال وأخرى للنساء، بالإضافة إلى المدارس ومركز طبي يضم عيادات متخصصة ومنطقة تجارية ومطبخاً. ويسود المخيم حالة من الأمن والهدوء الناجمة عن التخطيط الاستراتيجي لإدارة المخيم بقيادة «فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن» الذي لم يكتفِ بتوفير الخدمات والمرافق المتعددة التي تلبي احتياجات اللاجئين فحسب بل عمد على إشراكهم فيها في محاولة لخلق لاجئ منتج يعيل نفسه ويسعى للتخلص من الضغوط عن طريق الاختلاط بالآخرين والعمل على مساعدتهم. مساعدات ويستفيد في لبنان مئات آلاف اللاجئين السوريين من المساعدات التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وغيرها من المؤسسات الخيرية الإماراتية، وتتضمن المساعدات المواد الغذائية وتوفير المأوى والخدمات الصحية وتأمين مياه صالحة للشرب والصرف الصحي ودعم مالي للتعليم في بعض المدارس والجامعات اللبنانية. وتخصص الإمارات كذلك جانباً كبيراً من المساعدات للاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق، حيث تغطي خطة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توفير الاحتياجات الشتوية لنحو 50 ألفاً و500 لاجئ داخل محافظة أربيل في مخيمات عربد وقوشتبة وكوركوسك ودار شكران وباسرمة وناكري وكويلان. ولم تغفل جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي اللاجئين السوريين في اليونان خصوصاً في مخيمي «الهلال الأحمر الإماراتي» في ريتسونا ولاريسا، حيث يستفيد من برنامج المساعدات التي تقدمها الهيئة في اليونان 50 ألف لاجئ. وعلى الصعيد الفلسطيني أكدت الإمارات دائماً أن دعم الأشقاء الفلسطينيين وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية يأتي في صدارة أولوياتها، وذلك في إطار الالتزام الراسخ لدولة الإمارات قيادة وشعباً بدعم القضية الفلسطينية وتأمين سبل الحياة للاجئين منهم. وأخيراً أعلنت الإمارات عزمها على تقديم حزمتين من مساهمات الدعم المالي للأمم المتحدة: الأولى بقيمة 15 مليون دولار مخصصة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) لإعانتها على تنفيذ برامجها الأساسية تجاه اللاجئين الفلسطينيين.. والثانية بقيمة مماثلة ستخصص لدعم أنشطة هيئة الأمم المتحدة للمرأة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وتعدّ الإمارات من أهم الدول المساندة للجهود التي تقوم بها «الأونروا» في رعاية مصالح وحاجات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، حيث قامت بدعم بناء مدارس ومراكز صحية وبرامج تعليمية في محاولة لتخفيف حدّة الأزمات المالية التي تعانيها الوكالة. وفي الصومال لم تتردد دولة الإمارات فور حدوث المجاعة هناك في عام 2011 بإرسال مساعدات عاجلة إلى المحتاجين واللاجئين الذين نزحوا من المناطق المنكوبة جراء الجفاف، حيث دشنت جسراً جوياً وبحرياً مع العاصمة مقديشو لنقل المساعدات الإنسانية التي شملت مختلف صنوف الأغذية والأدوية. مشاريع وقدمت الإمارات خلال عامي 2012 و2013 مساعدات تتجاوز 283 مليون درهم للصومال بالإضافة إلى 50 مليون دولار تعهدت بتقديمها للشعب الصومالي خلال مؤتمر لندن الثاني الذي عقد في شهر مايو عام 2013، كما عملت على تخفيف معاناة الصوماليين جراء قلة مياه الشرب، حيث نفذت مشاريع طموحة لفتح الآبار في مناطق متفرقة من البلاد. وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، جهوداً مميزة لتحسين الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الباكستاني جراء الفيضانات والكوارث الطبيعية التي تتعرض لها باكستان بين فترة وأخرى. ولعب المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان في فترة الفيضانات التي تعرضت لها أجزاء واسعة من باكستان في عامي 2010 و2011 دوراً كبيراً في نجدة ومساعدة اللاجئين الذين انجرفت بيوتهم وباتوا في العراء، حيث سارع إلى إقامة مخيمات الإيواء وتوزيع مئات الآلاف من السلال الغذائية والبطانيات والأدوية على المتضررين.. كما أسهم في تمويل مشاريع إعادة تأهيل المناطق المتضررة. تجاوب وتجاوباً مع معاناة لاجئي جنوب السودان في أوغندا وقعت دولة الإمارات في عام 2016 اتفاقية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتقديم مبلغ 14.5 مليون درهم، وذلك دعماً لتنفيذ مشاريع لصالح لاجئي جنوب السودان والمجتمعات المضيفة في أوغندا. وفي مايو 2017 وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وقرينته سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بتمويل شحنة من مواد الإغاثة الأساسية تبلغ قيمتها مليوناً و658 ألفاً و465 درهماً إلى أوغندا لصالح اللاجئين من جنوب السودان هناك. وإزاء أزمة اللاجئين الروهينجا قدمت الإمارات نموذجاً رائداً في دعم الاحتياجات الطارئة للاجئي الروهينجا في بنغلاديش تضمن تعهد الدولة بتقديم 7 ملايين دولار لتخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين. وسبق ذلك توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتو، رعاه الله، التي جاءت تلبية للنداء الذي أطلقته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - وذلك بتمويل رحلات الإغاثة الجوية التي انطلقت من مستودعات الطوارئ الخاصة بمفوضية اللاجئين والواقعة في مدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية، وقد حملت تلك الرحلات مواد إغاثة أساسية على شكل خيم وأغطية واقية من المطر. كما تبرعت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بمبلغ 1.5 مليون درهم لتوفير المأوى ومواد الإغاثة الأساسية لما يقرب من 14000 لاجئ، فيما قدمت مؤسسة «القلب الكبير» وبتوجيهات قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي دعماً بمبلغ 367300 درهم استفاد منه 4700 لاجئ. هبات إماراتية للنازحين السوريين في لبنان أطلقت ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية بسفارة الدولة في بيروت «حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين شتاء 2018 - لبنان» بهبات مقدمة من جهات ومؤسسات مانحة عدة في الإمارات، وذلك انسجاماً وتجاوباً مع مبادرة «عام زايد 2018» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وأوضح المكتب الإعلامي لسفارة الدولة في بيروت أن الحملة ستغطي جميع المحافظات اللبنانية خاصة المناطق الحدودية والأكثر حرماناً وتهميشاً، وذلك بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون النازحين وجهات لبنانية تنفيذية أخرى «هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التابعة لدار الفتوى اللبنانية» و«الصليب الأحمر اللبناني» و«الهيئة العليا للإغاثة». وتبدأ الحملة مرحلتها الأولى في عرسال وبيروت على أن تستكمل في معظم قرى وبلدات الشمال والبقاع وطرابلس وصيدا وإقليم الخروب لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين. وقد خصصت الحملة مساعداتها الإنسانية العاجلة تزامناً مع موجة البرد والصقيع التي يمر بها لبنان، وهي ستباشر مع الجهات المحددة مساعدة النازحين السوريين والمتضررين اللبنانيين على حد سواء خاصة بعد الإطلاع على الاحتياجات ومعاينة واقع النزوح السوري. يذكر أن الحملة الراهنة هي الثالثة على التوالي التي يتم إطلاقها في إطار التزام الإمارات الإنساني والخيري بالوقوف إلى جانب النازحين والمجتمع اللبناني المضيف، حيث ناهزت مساعدات الإمارات 859.134.684 مليون دولار منذ العام 2012 حتى ديسمبر 2017 وفق تقرير «استجابة دولة الإمارات للأزمة السورية» الصادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

مشاركة :