أحبطت قوات الأمن السعودي أمس عملية إرهابية في الرياض ، بعد استهدافها وكراً لخلية إرهابية تضم سعوديين وأجانب في حي السويدي جنوب العاصمة. وتأتي العملية تأكيداً لليقظة الأمنية السعودية، التي اجهضت عشرات العمليات الإرهابية داخل المملكة قبل تنفيذها بـ«عمليات استباقية»، إذ حققت الجهات الأمنية نجاحات واسعة في إحباط العديد من المخططات الإرهابية قبل حدوثها، والإطاحة بعدد من الخلايا وأفراد التنظيمات الإرهابية داخل أوكارهم. سلسلة من العمليات «الاستباقية» نفذتها الجهات الأمنية امتداداً لأعمالها في مكافحة الإرهاب، أسهمت في حفظ المملكة ومواطنيها من عدد من العمليات الإجرامية التي خططت التنظيمات الإرهابية لتنفيذها في مختلف المناطق، إذ وجهت الجهات الأمنية خلال الفترة الماضية عدداً من الضربات «الاستباقية» ضد جماعات إرهابية استهدفت أمن المملكة، كما سجلت قوات الأمن السعودية أخيراً، نجاحات أمنية متعددة تضاف إلى قائمة النجاحات السابقة في التصدي للعمليات الإرهابية والفكر الإرهابي. وكان من بينها إحباط عملية إرهابية وشيكة لم يحدد موقعها بحي الياسمين (شمال الرياض)، وذلك في كانون الثاني (يناير) 2017 والتي أودت بإرهابيين خطرين ينتميان إلى تنظيم «داعش»، أحدهما صانع متفجرات للتنظيم، من بينها كميات استخدمت في استهداف المسجد النبوي وجامع قوات الطوارئ في عسير 2015، إذ قتل خلال تلك العملية الأمنية التي بادر الإرهابيان بإطلاق النار على رجال الأمن، المطلوب في قائمة «التسعة» المعلن عنها مطلع شباط (فبراير) 2016 الإرهابي طايع سالم يسلم الصيعري، خبير المتفجرات، إضافة إلى الإرهابي طلال سمران الصاعدي، فيما ضُبط في المنزل، بحوزة الإرهابيين، حزامان ناسفان في حال تشريك كاملة وتم إبطالهما، وقنبلة يدوية محلية الصنع، وحوضان صغيران بهما مواد يشتبه بأن تكون كيماوية تستخدم لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة. كما أطاحت وزارة الداخلية السعودية بأربع خلايا عنقودية إرهابية تضم 18 إرهابياً بينهم 15 سعودياً، في عملية أمنية استمرت خمسة أيام في أربع مناطق بالمملكة، تمكنت فيها من مصادرة أسلحة خطرة، في واحدة من العمليات الكبيرة التي تنفذها سلطات الأمن السعودي، وذلك في فبراير 2017 إذ كشفت الجهات الأمنية السعودية عن الإطاحة بأربع خلايا عنقودية إرهابية في مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والقصيم، نشط عناصرها بأدوار متنوعة، كتوفير مأوى للمطلوبين أمنياً، ومنهم طايع بن سالم بن يسلم الصيعري، الذي قتل في دهم وكر إرهابي بحي الياسمين في 7 كانون الثاني (يناير) 2017، والانتحاريان اللذان فجرا نفسيهما باستراحة الحرازات بمحافظة جدة، «خالد غازي حسين السرواني، ونادي مرزوق خلف المضياني العنزي، سعوديا الجنسية، والمعلن عنه في 21 يناير 2017»، واختيار ورصد الأهداف وتمريرها للتنظيم في الخارج، والدعاية والترويج للفكر الضال لتنظيم «داعش» الإرهابي في الإنترنت، وتجنيد أشخاص لمصلحة التنظيم والتحريض على المشاركة في القتال بمناطق الصراع، وتوفير الدعم المالي لهم وأنشطتهم الإرهابية، مع امتلاك بعض عناصرها خبرات في صناعة الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، وتحضير الخلائط المستخدمة في تصنيعها وتأمينها للانتحاريين وتدريبهم على استخدامها. وبلغ عدد عناصر هذه الخلايا المقبوض عليهم 18 شخصاً، منهم اثنان من الجنسية اليمنية، وآخر سوداني الجنسية، والبقية من الجنسية السعودية كما أسفرت العملية الأمنية عن ضبط عدد من الأسلحة الآلية، وأسلحة بيضاء ذات نوعية خطرة، إضافة إلى مبالغ مالية كبيرة تجاوزت مليوني ريال سعودي، فيما أكدت وزارة الداخلية إحالة المتورطين فيها للقضاء الشرعي لينالوا جزاءهم العادل. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي أحبطت السلطات السعودية مخططين أحدهما يتعلق بأنشطة استخباراتية تقوم بها مجموعة من الأشخاص لمصلحة جهات خارجية وألقت القبض على سعوديين وأجانب، والثاني مخطط إرهابي لتنظيم «داعش» يستهدف مقرين تابعين لوزارة الدفاع في الرياض بتفجيرين انتحاريين كُلف بتنفيذهما اليمنيان أحمد ياسر الكلدي وعمار علي أحمد اللذين أوقفا مع سعوديين اثنين، وكشفت الجهات الأمنية السعودية عن رصد رئاسة أمن الدولة أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لمصلحة جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية، مؤكدة إيقاف المتهمين بذلك، كما أعلنت في الوقت ذاته عن اكتشاف وإحباط مخطط إرهابي لتنظيم داعش الإرهابي كان يستهدف مقرين تابعين لوزارة الدفاع في الرياض بعملية انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة، وأسفرت نتائج العملية الأمنية، بحسب البيان المعلن آنذاك، عن القبض على الانتحاريين المُكلفين بتنفيذها قبل بلوغهما المقر المستهدف، وتحييد خطرهما والسيطرة عليهما من رجال الأمن، فيما اتضح من التحقيقات الأولية أنهما من الجنسية اليمنية وأن اسميهما يختلفان عما هو مدون في إثباتات الهوية التي ضبطت بحوزتهما، كما ألقي القبض في الوقت ذاته على شخصين سعوديين ويجرى التثبت من علاقتهما بالانتحاريين المشار إليهما آنفاً، وما كانا سيقدمان على ارتكابه، فيما تم ضبط حزامين ناسفين (يزن كل واحد منهما سبعة كيلوغرامات)، إضافة إلى تسع قنابل يدوية محلية الصنع، وأسلحة نارية وبيضاء، إلى جانب ضبط استراحة في حي الرمال في مدينة الرياض، اتخذت وكراً للانتحاريين والتدرب فيها على ارتداء الأحزمة الناسفة وعلى كيفية استخدامها. وامتداد للضربات الأمنية الاستباقية من القوات السعودية، كشفت رئاسة أمن الدولة عن تفكيك خلية إرهابية في العاصمة الرياض مرتبطة بتنظيم «داعش»، وذلك مطلع تشيرين الأول (أكتوبر) 2017، كما تمكنت من القبض على خمسة أشخاص، ودهم ثلاثة مواقع مرتبطة بالخلية الإرهابية التابعة للتنظيم «الإرهابي» في الخارج، إضافة إلى قتل اثنين من أفراد التنظيم في موقعين منفصلين، مع ضبط سلاحي رشاش كلاشنكوف، وذخيرة حية، وأسلاك تستخدم في التشريك، وصواميل معدنية، ومواد كيماوية تستخدم في صناعة المتفجرات، وعبوات تحوي مياهاً مقطرة، وسوائل حارقة، وقوالب حديدية لاصقة بكميات كبيرة تستخدم كعبوات متفجرة. وسجلت القوات الأمنية السعودية أخيراً، موقفاً حازماً تجاه إرهابيي محافظة القطيف، وذلك بإيقاف عدد من المطلوبين ومثيري الشغب في المنطقة، كما تمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من تطهير حي المسورة في بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف (شرق السعودية) من الإرهابيين المتحصنين فيه، ذلك بعد أن شهدت بلدية العوامية هجمات إرهابية متتالية نفذها إرهابيون استهدفت رجال أمن ومدنين.
مشاركة :