قالت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم الأحد، إن التدهور المتسارع للأوضاع في قطاع غزة، بات يمس ويهدد بشكل أكبر حياة المواطنين. جاء ذلك خلال مذكرة موجهة إلى الاتحاد الأوروبي، بشأن اجتماع لجنة الارتباط الخاصة بدعم الشعب الفلسطيني AHLC المقرر عقده في نهاية الشهر الجاري في بروكسل، بمشاركة العديد من الدول والهيئات الدولية. وسلمت المذكرة اليوم، خلال لقاء وفد الشبكة مع مدير مكتب الاتحاد الأوروبي في غزة أيمن فتيحة، حيث تم التأكيد على أهمية عقد هذا الاجتماع، وبخاصة في ظل الظروف والتحديات الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني على ضوء قرارات الرئيس الأمريكي ترامب. وقالت الشبكة في المذكرة، إنها تنظر باهتمام كبير لاجتماع لجنة الارتباط الخاصة بالمساعدة التنموية للشعب الفلسطيني (AHLC)، المرتقب، والذي يأتي في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وأضافت “إن اجتماع لجنة المساعدات يأتي في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال وتداعياته الخطيرة، وكذلك قيام الإدارة الأميركية بقطع المساعدات عن “الأونروا” ومحاولة المساس بقضية اللاجئين، الأمر الذي شجع الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل على الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ومصادرة مساحات واسعة من الأراضي، إلى جانب الاستمرار في تهويد القدس وعزل وحصار قطاع غزة واعتماد قوانين لتطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة والأغوار، وكذلك قانون ضم القدس وقانون إعدام الأسرى”. وأكدت الشبكة أن الولايات المتحدة أخرجت نفسها كوسيط نزيه لعملية السلام، وشجعت دولة الاحتلال على ارتكاب مزيدًا من الانتهاكات تجاه حقوق الانسان، واستهداف الأطفال عبر الاعتقال والقتل بدم بارد. وذكرت أن الاحتلال فرض على مدار السنوات الماضية حصاراً مشدداً على قطاع غزة حيث يعيش 2 مليون إنسان، وقام بثلاث عمليات عسكرية عدوانية واسعة مما أدى إلى استشهاد الآلاف من الفلسطينيين وتدمير عشرات الآلاف من المنازل وتضرر البنية التحتية والاقتصادية بشكل بالغ. وبينت الشبكة في مذكرتها، ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بصورة غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث نسبة البطالة 46% من حجم القوى العاملة و60% بين صفوف الشباب وهي الأعلى بالعالم، ووصلت نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى أكثر من 50%. وقالت إن الاجتماع يعقد في ظل التدهور المتسارع للأوضاع في قطاع غزة، وبشكل بات يمس ويهدد بشكل أكبر حياة المواطنين وبخاصة الأطفال والنساء والمرضى في ظل استمرار الحصار الاسرائيلي وتشديد القيود على حركة المرضى والتجار وغيرهم، وتوقف عملية اعمار قطاع غزة حيث لا يزال اكثر من عشرين الف مواطن بلا مأوى بعد أن دمر الاحتلال منازلهم. وأضافت “أنه في الوقت الذي نشهد فيه هذه الانتهاكات الاسرائيلية وتزايد حاجة المواطنين في قطاع غزة لمختلف الخدمات، هناك تقليص واضح للمساعدات المقدمة لشعبنا والمؤسسات التي تقوم بتقديم الخدمات له على مختلف المستويات الإنسانية والإنمائية”. وأعربت الشبكة عن تطلعها من أجل الضغط الحقيقي لرفع الحصار الاسرائيلي الجائر وفتح المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع، وفي كلا الاتجاهين وزيادة دعمكم المالي من أجل التخفيف من معاناة الفلسطينيين وتوفير فرص العيش الكريم لهم، وكذلك خلق فرص عمل للشباب والخريجين الذين تتزايد أعدادهم كل يوم. وأكدت على أهمية المساهمة في تحقيق المصالحة والذي بات ضرورة ملحة، الأمر الذي سيساهم في تخفيف الأعباء والمعاناة عن شعبنا بفئاته الاجتماعية المختلفة والناتجة عن حالة الانقسام.
مشاركة :