بدأ لبنان يعيش سباقا مع الوقت قبل اقتراب عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني (نوفمبر المقبل) حيث لا رئيس للجمهورية يترأس الاحتفال الذي من المحتمل ألا يحدث في سابقة تاريخية منذ استقلال لبنان عام 1943، ولعل الحركة السياسية التي يقوم بها زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري من روما الى باريس هي أكثر ما تشدّ الأنظار وخصوصا مع تصريحات الحريري بأنه مستعدّ لأن يطلب من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الانسحاب من المعركة الرئاسية في مقابل إقناع "حزب الله" للعماد ميشال عون بالانسحاب لصالح مرشح تسوية يتوافق عليه الجميع. وإذا كان البطريرك الماروني بشارة الراعي مقتنعا بهذا السيناريو الذي عرضه عليه الحريري أخيرا في روما فلا يبدو بأنه يلقى قبولا لا عند جعجع ولا عند عون على حدّ سواء بحسب معلومات "الرياض". وعلى وقع حركة دبلوماسية دولية متجددة توجت بزيارة المنسق الأممي الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا الذي قام بجولة شملت نائب الأمين العام في "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، تشير معلومات دبلوماسية في بيروت الى أنّ الحركة الفرنسيّة استعادت نشاطها في الآونة الأخيرة وهي تدفع في اتجاه التوافق المسيحي على رئيس للجمهوريّة وفصل الاستحقاق اللبناني عموما والمسيحي بامتياز عمّا يدور في سورية وذلك بمباركة الفاتيكان وخصوصا وأن الدوائر الفاتيكانية تحضّ عبر قنواتها الدبلوماسية المشرّعة وخصوصا مع الأميركيين على التسريع في إنجاز هذا الاستحقاق، الى درجة طرح فيها البابا فرنسيس موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني مباشرة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وإذا أخذت في الاعتبار المعلومات التي ترشح منذ مدّة عن اقطاب فاعلين في "تيار "المستقبل" بأنّ عودة الحريري ستتمّ عند اتخاذ قرار عقد جلسة تشريعية تهدف فعليّا الى انتخاب الرئيس اللبناني، فإن تصريح الحريري في روما بأنه سيعود قريبا يحتمل القراءة المتمعّنة في ضوء الحركة الدبلوماسيّة الناشطة واقتراب موعد 24 تشرين الثاني وهو التاريخ المحتمل لتوقيع اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة دول الخمسة زائد واحد.
مشاركة :