الحكومة السورية وناشطين سوريين. وانتشرت على الانترنت صور تظهر ما يبدو أنه حفرة وسط موقع عين دارة الأثري، وركام حيث كان يوجد تمثال لأسد من الحجر البركاني. ويعتقد أن المعبد بناه الأراميون في الألفية الأولى قبل الميلاد. وقد شرعت القوات التركية وحلفاء لها من المعارضة السورية المسلحة في عملية عسكرية منذ أيام، لإخراج مسلحين أكراد من منطقة عفرين. وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردي مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يقود تمردا مسلحا ضد الحكومة التركية منذ عقود. وتنفي المليشيا الكردية علاقتها المباشرة بحزب العمال الكردستاني، وتؤيدها الولايات المتحدة في دعواها، وتسلحها وتدربها وتستعين بها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن 11 مدنيا على الأقلوا قتلوا في عفرين منذ أن بدأت الغارات الجوية التركية والقصف الجوي على المنطقة. ويعتقد أن العشرات من أفراد المليشيا التركية والمعارضة المسلحة قتلوا في الحملة، كما قتل فيها 7 جنود أتراك. وأضاف المرصد أن 60 في المئة من معبد عين دارة، الواقع على بعد 10 كيلومترات من عفرين، تعرض للتدمير. ونددت مديرية الآثار والمتاحف في سوريا بهذا الهجوم، قائلة إنه "يعكس الحقد ولاوحشية التي يكنها النظام التركي للهوية السورية ولماضي وحاضر ومستقبل الشعب السوري". وقال مدير المتاحف السابق، مأمون عبد الكريم، لوكالة الأنباء الفرنسية إن المعبد يعرف بتماثيل الأسود الضخمة المنحوتة من الحجر البركاني. وتعرض الكثير من المواقع الأثرية السورية إلى التخريب أو التدمير على يد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منذ اندلاع النزاع المسلح في البلاد. ومن بين المواقع التي تعرضت للتخريب مدينة تدمر الأثرية المصنفة تراثا إنسانيا لدى اليونسكو، وتعود إلى نحو 2000 عام. وقال عبد الكريم إن تدمير عين دارة لا يختلف في فظاعته عن تدمير تدمر، وإنه قلق بشأن مصير قرى أثرية أخرى قريبة من الخطوط الأمامية، جنوبي عفرين. وتعرف هذه القرى على قائمة اليونسكو بقرى شمالي سوريا، وتعود إلى القرن السابع الميلادي، وتوفر "شهادات رائعة عن الحياة الريفية في العصور القدية والعصر البيزنطي".
مشاركة :