تسعى مفوضية الصحة العامة في الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر سيارات الديزل في 10 مدن ألمانية كبيرة بسبب تعدي تلوث جوها بالنتروجين الحد الأقصى المحدد من قبل الاتحاد. وذكر معهد «كار»، التابع لجامعة دويسبورغ الألمانية، أن آخر قراءات الخبراء لنسبة التلوث في هذه المدن تجاوزت من جديد الحد الأعلى المقرر، وأن الاتحاد الأوروبي ربما يفرض هذه السنة حظر سيارات الديزل في هذه المدن.وهذه المدن هي هامبورغ وميونيخ وكولون وشتوتغارت ورويتلنغن وهايلبرون وكيل ودسلدورف ولودفيغسبورغ ودارمشتادت. ولا يشمل الحظر العاصمة برلين لأن الحد الأقصى للتلوث بالنتروجين يقتصر فيها على بعض الأحياء والشوارع الكبيرة.ومعروف أن بعض هذه المدن هي من أهم مدن صناعة السيارات مثل شتوتغارت (مرسيدس) وميونيخ (بي أم دبليو) وكولون (فورد). وكانت مدينة كولون أول من فرض منطقة بيئية على مركز مدينتها ومنعت دخول السيارات غير المفلترة، إلا أن ذلك لم يحسن كثيراً من أجوائها.واعتبر الاتحاد الأوروبي ميونيخ وشتوتغارت من أكثر المدن الأوروبية تلوثاً بغاز النتروجين، وقاس المتخصصون في المدينتين تلوثاً يعادل 84 ميكروغراما في المتر المكعب من الهواء سنة2015. و71 ميكروغراما في هذا العام، رغم أن الحد الأعلى الذي وضعه الاتحاد الأوروبي يتراوح حول 40 ميكروغراما في المتر المكعب من الهواء. وفضلاً عن موقف الاتحاد الأوروبي، فإن المحكمة الإدارية الاتحادية العليا في لايبزغ ستدرس موضوع تلوث هذه المدن في شهر مارس (آذار) المقبل، ويمكن أن تخرج بنتيجة مماثلة مفادها حظر سيارات الديزل القديمة في هذه المدن.وتمثل وزيرة البيئة الألمانية باربا هيندريكس أمام الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء في محاولة لثني الاتحاد الأوروبي عن رفع قضية تلوث المدن الألمانية إلى المحكمة الأوروبية العليا. وسبق للاتحاد الأوروبي أن وجه تهديدات مماثلة إلى مدن في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا. وسجل الاتحاد الأوروبي تجاوز التلوث الحد الأقصى في 28 منطقة ومدينة ألمانيا، وهو رقم قياسي بالنسبة لأوروبا.وسبق لوزارة البيئة الألمانية، ومنظمات حماية البيئة، أن اجتمعت مع الحكومة الألمانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتم تخصيص مبلغ مليار يورو لتنظيف أجواء المدن من التلوث. وفرضت الحكومة على قطاع إنتاج السيارات الألمانية تحمل جزءا من التكلفة بسبب مسؤوليتها الجزئية عن التلوث.