** يتأمل المرء من وقت لآخر حال الرياضة، وفي كل مرة يستقر الرأي على محصلة واحدة، وهي أن العلة في «الإدارة»، التي نردد دوماً أنها بمنزلة الرأس من الجسد، وأنها أساس أي نجاح وسبب أي فشل، فكل الأدوار المهمة في عمل المؤسسات المختلفة منوطة بمسؤولين، يفترض أن يتمتعوا بالتأهيل والخبرة والشفافية والنزاهة، ومطلوب منهم طول الوقت المفاضلة بين بدائل وخيارات عدة للوصول إلى القرار الصائب، ولو دققنا سنجد أن كل ما عانيناه ونعانيه حتى الآن سببه «خلل ما» في هذه الحلقة التي لن نختلف على أنها الأهم في حلقات العمل. ** في وقت ما كان خيار التعيين معمولاً به بالنسبة إلى الاتحادات، وأحللنا محله الانتخابات، وكان للأولى عيوبها في جزئية «أهل الثقة وأهل الخبرة»، أما الثانية فكانت لها سوءاتها في معضلة «التجانس المفقود وعشوائية المحصلة»، وأرجو ألا يفسر الكلام على أنه مفاضلة بين الخيارين للاستقرار على أحدهما، لأن مؤسساتنا مازالت تجمع بين الخيارين، فالأندية مثلاً تعتمد على التعيين، والمشكلة التي نتحدث عنها حاضرة وقائمة فيها بشواهد وأمثلة لا حصر لها، من رسالة احتجاج مغلوطة يتم رفضها، مروراً بتعاقد مع لاعب «فالصو» أو مدرب غير مناسب فيتم تفنيشهما وسط الموسم، وانتهاء بتقارير سرية تخفي ثغرات الصرف وعجوزات الميزانية ومديونيات النادي التي باتت تناظر عند بعضها ميزانية دولة !** لهذا الكلام معناه ومغزاه الآن، لأننا على مشارف مرحلة جديدة، بإدارات جديدة في هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية، فالاثنان، هما قطبا الحركة الرياضية في قطاعيها الحكومي والأهلي، حتى مع التسليم بأن الخيارات تمت أو كادت في كليهما، فإذا كانت المعايير المطلوبة معمولاً بها في الخيارات التي سنراها «كان بها»، أما إذا كان خلاف ذلك فليكن ما بين أيدينا معياراً للتقييم، ثم مرجعاً في وقت لاحق حتى لا نتحسر أو نتساءل عن سبب سوء العاقبة، لأن من يزرع الشوك لن يجني منه عنباً كما يقول المثل.** حسن النية، والرغبة الصادقة في خدمة الحركة الرياضية متوفران والحمد لله، ولكن دعونا نتفق على أن هناك صنفين الأول: ممن يحتاجهم كرسي الإدارة، والثاني ممن يحتاجون إلى ذاك الكرسي،.. وأيضا هناك من هم «مغضوب عليهم» رغم تميزهم، وهناك من هم ضالون بشهادة الجميع، فدعونا لا نحب ولا نكره في الخيارات، ولا نجافي كل المغضوب عليهم ولا نولي أولئك الضالين. ضياء الدين عليdeaudin@gmail.com
مشاركة :