كشف المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، أمس، عن إطلاق مشروع أكبر محطة في العالم، لمعالجة النفايات الصلبة وتحويلها إلى طاقة، تماشياً مع رؤيتها لعام 2021 لبناء مدينة سعيدة ومستدامة. ويتطابق المشروع مع رؤية الحكومة من خلال تطبيق ممارسات الاستدامة الرائدة، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية من حماية البيئة، وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية، وإدارة النفايات المتكاملة، وتحويل 100٪ من النفايات عن مسار الطمر بحلول عام 2030 . والتي ستساهم بشكل كبير في تحقيق استراتيجية الإمارة للطاقة النظيفة، لتوفير 75٪ من إجمالي إنتاج الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، مما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المدينة. اتفاقية جاء ذلك عقب توقيع الاتفاقية بين بلدية دبي والشركتين المنفذتين للمشروع، وهما شركتا هيتاشي وإنفي بيسكس، وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته البلدية في مبناها الرئيسي بهذه المناسبة، وأقيم بحضور سعيد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وتحدث فيه إلى جانبه كل من ممثلي الشركتين المنفذتين للمشروع وهما ميتشي كواهارا رئيس مجلس إدارة هيتاشي زوسن انوفا. وريك فاندينبيرغ مدير تنفيذي شركة إنفي بيسكس. وأكد لوتاه أن المشروع التاريخي سوف يدعم رؤية دبي في أن تصبح أكثر مدن العالم استدامة وذكاء، إذ إن من أهم المحاور الاستراتيجية التي سيحققها هذا المشروع هي: المحافظة على البيئة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتحويل النفايات عن مسار الطمر، وإعادة استثمار الأراضي، وتحقيق استراتيجية دبي للتحول نحو الطاقة النظيفة. الأول من نوعه عالمياً وأوضح أن المشروع يعد الأول من نوعه في العالم من حيث القدرة الاستيعابية في معالجة النفايات، والتي سيتم تشييدها وتنفيذها على دفعة واحدة، ومن خلال دراسة التقنيات العالمية، والبدائل المتوفرة وصاحبة الريادة في هذا المجال، حيث تم اختيار ائتلاف هيتاشي اليابانية مع انوفا السويسرية وبالشراكة مع بيسكس البلجيكية العالمية لتنفيذ هذا المشروع الفريد. والذي يقع في منطقة ورسان، ويعمل بكفاءة تحول حراري تزيد على 28% وتعد من أعلى النسب العالمية في هذا المجال، وسيتم الانتهاء من الأعمال الهندسية والتشييد في مطلع عام 2020. وذكر أن هذا المشروع هو أحد المشاريع الرائدة في الإمارة في هذا المجال، وسيكون إضافة فريدة إلى خط طويل من الإنجازات المهمة للإمارة التي من شأنها أن تعزز سمعتها الإقليمية والعالمية والقيادية، وتوفير فرص غير محدودة لسكان دبي لحياة أفضل لأجيالها القادمة في إمارة الاستدامة. ومدة التنفيذ سوف تستغرق 3 سنوات على أن يتم بدء تشغيل المحطة في الربع الثاني من 2020، وموقع المحطة المقترح الورسان 2 بالقرب من محطة العوير لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتستقبل ألفي طن متري من نفايات البلدية الصلبة يومياً في المرحلة، الموقع كامل شامل المراحل المقبلة للتوسع 155 هكتاراً وسوف يتم معالجة النفايات بالحرق (grate furnace) لإنتاج الطاقة الكهربائية. مدينة ذكية ومستدامة وأشار لوتاه إلى دأب دولة الإمارات العربية المتحدة للسعي قدماً في الحفاظ على مركزها الريادي والمتقدم بين الدول، والذي تصدرته الإمارة بحنكة القيادة الرشيدة لتقود مسيرة التقدم والابتكار في المنطقة كمدينة ذكية ومستدامة، مما جعلها تحتل مركز الريادة والصدارة ومدينة تصبو إليها الأنظار كوجهة عالمية ومتفردة في كل المجالات: السياحية، والاستثمارية، والاقتصادية. وحرصت على استجلاب أحدث التقنيات وإعادة تأهيلها وتطويرها بما يتوافق مع الظروف التشغيلية والبيئية للمنطقة مما جعلها مصدراً لإعادة تصدير التقنية وإطلاق روح المنافسة والإبداع والعطاء اللا محدود، وتجلت الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في استشراف المستقبل من خلال ابتكار الحلول المستدامة للتطور العمراني والنمو السكاني لإمارة دبي. معالجة 1.8 طن نفايات كما أشار إلى أن المشروع يهدف إلى أن تكون دبي أكثر المدن استدامة وذكاء، حيث سيتم معالجة حوالي 1.8 مليون طن من النفايات الصلبة سنوياً، والذي يولد 185 ميغا واط من الطاقة الكهربائية والتي تسد حاجة 120,000 وحدة سكنية بشكل مستمر، وما يعادل أيضاً نحو 2% من الاستهلاك السنوي للطاقة الكهربائية في الإمارة. وتعمل هذه المحطة بفعالية عالية على معالجة النفايات الصلبة وإنتاج الطاقة النظيفة من مصادر الطاقة المستدامة، وتساهم في الحفاظ على المصادر الطبيعية وحقوق الأجيال القادمة للعيش في بيئة نظيفة وآمنة ووفقاً للأهداف المستنبطة من خطط الأجندة الوطنية وخطة دبي 2021. وأضاف: «تحرص بلدية دبي على تعزيز الجهود على الصعيد الوطني وفي كل أنحاء الدولة من أجل الوصول إلى هدف تحويل المدينة إلى مدينة خالية من مكبات النفايات، وتطوير مصادر الطاقة البديلة من خلال تنفيذ مشاريع لإدارة النفايات بشكل مستدام، مما سيساهم في تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية. حيث تعتبر النفايات من أكبر التحديات التي تواجهها مدن العالم، بسبب المشكلات البيئية والاقتصادية التي تنتج عن التخلص من النفايات بالطرق التقليدية، ومنها الانبعاثات الضارة بالبيئة والتي تسبب الاحتباس الحراري، واستخدام الأراضي بشكل غير مستدام، والروائح غير المستحبة، وهدر الموارد، وعدم الاستفادة من الطاقة الكامنة فيها. ويأتي هذا المشروع الاستراتيجي تحقيقاً لرؤية البلدية لبناء مدينة سعيدة ومستدامة لإدارة نفايات المدينة بشكل آمن ومستدام من خلال إنشاء أكبر محطة تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة، مما سيؤدي إلى فوائد متعددة ومنها تقليل مساحة الأراضي المستخدمة لغرض طمر النفايات، وإعادة تأهيل الأراضي بشكل اقتصادي وصحي، وتوليد طاقة نظيفة ومستدامة للإمارة بدلاً من استخدام مصادر الطاقة التقليدية، والحد من المشكلات البيئية الناتجة من مكب النفايات وتقليل طمر النفايات». معالجة النفايات وستكون المحطة قادرة على معالجة كل أنواع النفايات البلدية الصلبة، وستكون التقنية المستخدمة في المحطة هي الحرق المباشر لتوليد الطاقة الحرارية وتحويلها إلى طاقة كهربائية نظيفة وتصديرها إلى الشبكة الكهربائية المحلية. وسيتم معالجة الانبعاثات الناتجة عن العملية بشكل آمن وصديق للبيئة متوافقاً مع المعايير البيئية العالمية، وإعادة استخدام الرماد الناتج في رصف الطرق في الإمارة، مما يساهم في الاستغلال المستدام والكامل لكل مكونات النفايات. من جانبه، أشاد سعيد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بخطوة بلدية دبي، وقال: «إننا نبارك للبلدية هذه الخطوة التي تتماشى مع توجهات حكومة دبي كحكومة رشيدة وتتجاوب مع توجهات المجلس الأعلى للطاقة في الإمارة وتتماشى مع تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة، وهو بالفعل إنجاز كبير، وسوف نقوم بشراء 180 ميغاوات من إنتاج المحطة كمشروع مستدام يدعم خطة دبي 2021. ونحن نعتبر أن هذه الخطوة تتماشى مع مفهوم تنويع مصادر إنتاج الطاقة والتي يتم إنجازها من عدة مصادر منها المصادر الغازية والطاقة الشمسية والطاقة المائية، وتقوم الهيئة حالياً بدراستها لإنتاج 400 ميغاوات كإنتاج متنوع من مصادر الطاقة». مساهمة قال ميتشي كواهارا رئيس مجلس إدارة هيتاشي زوسن انوفا: «نعتبر المشروع مساهمة حقيقية في تنقية البيئة وتطبيقاً حقيقياً لمفهوم الاستدامة من خلال إعادة استخدام النفايات وتحويلها إلى طاقة، وكذلك الاستفادة أيضاً من باقي المخلفات في اتجاهات عدة تفيد الإنسان والبيئة معاً، وسعداء أن نكون مع بلدية دبي في تنفيذ مشروع عملاق مثل هذا المشروع». وأشار وريك فاندينبيرغ مدير تنفيذي شركة إنفي بيسكس إلى البدء فوراً في الإعداد للتنفيذ وخلال شهرين سيتم البدء فعلياً في العمليات الفنية. مشروع حرق النفايات لإنتاج الكهرباء ضمن استراتيجية دبي للطاقة النظيفة أكد المهندس أحمد سعيد البدواوي مدير إدارة تطبيقات الاستدامة والطاقة المتجددة أن لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة والتي تهدف إلى توفير 7% من إجمالي طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2020 قامت بلدية دبي بالمشاركة مع المجلس الأعلى للطاقة وهيئة كهرباء ومياه دبي بعمل الدراسات واقتراح مشروع حرق النفايات لإنتاج الكهرباء. وأوضح بأن المشروع يتكون من مبانٍ أساسية عدة، وهي: وحدة وزن النفايات، وغرفة استقبال واستلام النفايات، ووحدة الحرق، وتوليد البخار، ومنطقة توليد الكهرباء، ومنطقة معالجة الغازات الضارة بالبيئة، ومنطقة فصل المعادن من رماد النفايات، وساحة تجميع الرماد المتكون بعد حرق النفايات. وتبدأ العمليات الفنية لإنتاج الطاقة الكهربائية من مرحلة وزن النفايات الواردة للمحطة، وبعد ذلك تدخل السيارة إلى نقطة الاستلام، حيث توجد 15 نقطة استلام يتم تفريغ النفايات العادية فيها ونقطة لاستلام النفايات الكبيرة الحجم مجهزة بشكل خاص لتقطيع النفايات الكبيرة إلى أحجام صغيرة. وبعد أن يتم استلام النفايات يتم خلطها ومزجها لتتجانس مكوناتها مع رفع درجة الحرارة خلال عمليات الخلط إلى 9 آلاف ميغا جول لكل كيلو غرام من النفايات، والطاقة التصميمية للمحطة تتراوح بين 7 آلاف و14 ألف ميغا جول لكل كيلو غرام من النفايات. بعد هذه المرحلة تدخل النفايات الفرن . والذي تتراوح درجة حرارته من 750 إلى 850 درجة مئوية لمدة ثانيتين للتخلص من أول أكسيد النيتروجين وتجميعه خارج الفرن بميكانيكية معينة، ثم دفع النفايات إلى فرن الحرق في الوقت الذي تمرر فوق الفرن خزانات مياه فيتم إنتاج البخار بشكل كبير جداً. حيث يتم تمريره على مولد كهربائي يعمل بطاقة البخار قوته 180 ميغاوات ومن الطاقة المنتجة يتم استخدام 12 ميغاوات منها لتشغيل المحطة والباقي يتم تحويله إلى شبكة كهرباء ومياه دبي. كما أشار البدواوي إلى أن المشروع يتضمن 3 أفران تقوم بعمليات الحرق ومجهزة بشكل تقني عالٍ لتجميع الغازات ومزودة بفلاتر مخصوصة لامتصاص الغازات الضارة الناتجة بعد عمليات الحرق. وقال: «تساهم عملية الحرق في التخلص من 100% من كمية النفايات، إن هذه المحطة سوف تعمل 24 ساعة وعلى مدار العام وهي ميزة لا تتمتع بها محطات الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وغيرها، حيث ستكون قادرة على توليد كمية من الكهرباء تكفي لسد احتياجات أكثر من 120 ألف منزل. كما ستساهم في الحد من الأخطار البيئية الناجمة عن مكبات النفايات بسبب انبعاث غاز الميثان، والذي يفوق ضرره 14 ضعف الضرر الناشئ عن ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تقلل من البصمة الكربونية لإمارة دبي».
مشاركة :