الهدوء يعود إلى المشهد الأهلاوي في رحلة حصاد البطولات

  • 1/30/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الهدوء الكبير إلى المشهد الأهلاوي بوضوح، بعد أن تجاوز النادي عاصفة قضية الحارس الدولي محمد العويس، وما صاحبها من تجاذبات إعلامية وجماهيرية وشرفية وجدل طويل بين طرفيها الأهلي والشباب، على مدى موسمين، قبل أن تخلص تفاصيل القضية الشائكة إلى تدخل حاسم من هيئة الرياضة، ساهم في وصول الناديين إلى حل التراضي، عبر بيان الاعتذار الأهلاوي الأخير، وجلسة الصلح التي عقدت بين شرفيي الناديين، قابلها قبول الرئيس الفخري لنادي الشباب لذلك الاعتذار ووصفه البيان الأهلاوي بالشجاعة الأدبية، وتمنياته أن يواصل الناديان العمل والتعاون لمصلحة الرياضة السعودية، وكانت إدارة الأهلي قد قدمت اعتذارها الرسمي للشباب عن التجاوزات والأخطاء القانونية والإدارية التي واكبت صفقة انتقال العويس، ومانتج عن ذلك من تنقية الأجواء المشحونة، وتهدئة غضب الجماهير الأهلاوية، التي غلفتها العاطفة كثيرا في التعاطي مع سير التحقيقات الرسمية، في قضية انتقال الحارس الدولي من فريقه السابق الشباب. ما يحدث في الأهلي الآن من استقرار فني وإداري وشرفي انعكس إيجاباً على نتائج الفريق، بعد تعزيز الثقة في الجهاز الفني بقيادة الأوكراني سيرجي ريبروف، ودعم صفوف الفريق الكروي بصفقات نوعية من اللاعبين غير السعوديين، ساهمت في تخطي أزمة الإصابة القوية التي غيبت مهاجم الفريق وهداف الدوري السوري عمر السومة حتى الآن عن الأهلي، ثم تماسك الفريق في مشهد المنافسة على لقب الدوري، إذ يقف ثانياً على بُعد نقطتين فقط من الهلال، بحظوظ قوية في استعادة اللقب، مع ترشيحات أقوى للوصول إلى نهائي كأس خادم الحرمين، صاحب ذلك عودة جماهير "الراقي" إلى المدرجات، لدعم مسيرة الفريق، بعيداً عن التواجد فقط في مواقع التواصل الإجتماعي، كما حدث في الفترة القريبة السابقة. "البيت الأهلاوي" الآن بات أكثر استقراراً وتركيزاً داخل الملعب، بعد طي صفحات القضية المثيرة، وما شهده النادي كغيره من الأندية من دعم معنوي ومالي من هيئة الرياضة هذا الموسم، كموسم استثنائي للأندية السعودية، خصوصاً ومنتخب الوطن يستعد لخوض غمار المونديال المقبل بعد طول غياب، ورب ضارة نافعة فقد كانت المكتسبات الأهلاوية كبيرة في العودة المميزة لمستوى المنافسة، الذي يثري الدوري بلاشك، كون الفريق يعد من أركان الكرة السعودية الكبيرة وغيابه مؤثر كما حضوره، والدرس في هذه القضية كان مفيداً جداً لأطرافها والوسط الرياضي على وجه العموم، بأن تغليب المصلحة العامة للكرة السعودية هو المبدأ الأول الذي على الأندية جميعها السير باتجاهه، كما أن التعاطي الجماهيري مع مثل هذه القضايا الشائكة بشيء من العاطفة لا يولد سوى تشتيت أذهان اللاعبين داخل الملعب، بما ينعكس بعد ذلك على تراجع النتائج وخسارة كل شئ، وفي مقدمة ذلك اهتزاز الثقة في الأجهزة الإدارية والفنية، وهو ما كان الأهلي سيدفع ثمنه في وقت مهم من رحلة الحصاد في الاستحقاقات المحلية، وقبل التفرغ للمشاركة القارية المقبلة للفريق، وتأثير ذلك الممتد حتى على انخفاض مستويات اللاعبين الدوليين في صفوف الفريق، ممن تراقبهم أعين الجهاز الفني للمنتخب السعودي مع بقية زملائهم في الفرق الأخرى، لتعزيز مشوار تحضيرات "الأخضر" في مونديال روسيا الصيف المقبل.

مشاركة :