تنتظر الأرض موعداً فلكياً فريداً غداً حين يتزامن تمام البدر مع خسوف كليّ للقمر ووجوده على أقرب مسافة له من الأرض، ما يولّد ظاهرة يسميها العلماء «قمر الدم الأزرق العملاق». وإذا كانت الأحوال الجوية صافية، سيكون سكان الأرض على موعد مع مشهد يحبس الأنفاس. وتقول ساره نوبل الباحثة في الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا): «أثناء الخسوف، سنكون قادرين على مشاهدة انعكاسات شروق الشمس وغروبها على سطح القمر». وتنجم هذه الظاهرة عن تقاطع نادر لهذه الدورات الفلكية، أي أن يكون القمر في أدنى مسافة له من الأرض، وأن يكون بدراً تاماً، وأن يكون واقعاً على خط مستقيم مع الشمس والأرض، إذ تكون في الأرض في الوسط حاجبة ضوء الشمس عنه. المقصود بعبارة «القمر الأزرق» أن يكون بدراً تامّاً مرة ثانية في شهر وهي ظاهرة تقع مرة كل سنتين ونصف سنة، وهي لا تعني أن القمر يبدو أزرق اللون. واستخدمت عبارة «القمر الأزرق» بسبب «خطأ في مجلّة سكاي أند تلسكوب تعود إلى عام 1946»، وفق كيلي بيتي المحرر في هذه المطبوعة الأميركية المتخصصة. ومكمن الخطأ أن هذه العبارة تستخدم في الإنكليزية للدلالة على حدث نادر الوقوع، وليس لازرقاق ضوء القمر. بعد ذلك انتشرت هذه العبارة في العالم وأثارت اهتمام الناس. والمرة الأخيرة التي سجّلت فيها ظاهرة مماثلة كانت في 30 كانون الأول (ديسمبر) 1982، وأمكن مشاهدتها من أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا. أما في أميركا الشمالية، فسجّلت هذه الظاهرة آخر مرة في 31 آذار (مارس) 1866، وقبل ذلك في 31 أيار (مايو) 1341. وسيكون ممكناً مشاهدة «قمر الدم الأزرق العملاق» في آسيا والمحيط الهادئ وروسيا وفي الغرب الأميركي، وجزئياً في شرق الولايات المتحدة. ويُتوقّع أن تتكرر هذه الظاهرة عام 2037.
مشاركة :