الحوار الاستراتيجي القطري-الأميركي ينطلق اليوم

  • 1/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتّجه الأنظار اليوم، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، بمناسبة انعقاد الحوار الاستراتيجي القطري- الأميركي، بحضور رسمي رفيع المستوى من كلا البلدين. وإلى جانب الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المرتقب توقيعها في مجالات مهمة، تتصدرها مكافحة الإرهاب والدفاع والنقل وقطاعات أخرى، من شأنها تحقيق نقلة جديدة في مسار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين مستقبلاً؛ يكتسي الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي أهمية قصوى، ويشدّ إليه أنظار القطريين وشعوب الخليج، أملاً في موقف أميركي أكثر صرامة وانخراطاً لحل الأزمة الخليجية بعد نحو 8 أشهر كاملة منذ بدء الحصار المفروض على قطر. ولئن كان اهتمام الإدارة الأميركية منصباً على تحقيق مكاسب اقتصادية جديدة، توفر مناصب شغل، وموارد إضافية للاقتصاد الأميركي، كما يردّد الرئيس ترمب مراراً؛ فإن أعين قطر، والشعب القطري بوجه خاص، مرتكزة على انعكاسات قمة واشنطن على مستقبل الأزمة الخليجية، ومدى جدّية البيت الأبيض واستعداده لاتخاذ قرارات أكثر حزماً لإنهاء الحصار الجائر المفروض على قطر منذ نحو تسعة أشهر كاملة. وقد أشار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صراحة لتطلعات الشعب القطري، وما يختلج في صدور شعبه، حينما أكد في خطابيه بمجلس الشورى وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، امتنان الشعب القطري لكل الشعوب التي وقفت معه منذ بدء الحصار، مؤكداً أن قطر لن تنسى أصدقاءها. ومن هذا المنطلق، يترقب القطريون منذ بداية الأزمة موقفاً أميركياً أكثر صراحة وجدية في دعم حق الشعب القطري، المطالب برفع الحصار الجائر المفروض عليه. ويدرك القطريون، كما الكثير من شعوب العالم، أن شفرة الحل للأزمة الخليجية يمتلكها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي بيده أن يضع نقطة النهاية للأزمة التي انفجرت مباشرة بعد زيارته التاريخية الأولى لرئيس أميركي إلى منطقة الخليج بعد اعتلائه السلطة مباشرة. البيت الأبيض يبعث إشارات التفاؤل في انتظار ما يمكن أن يسفر عنه الحوار الاستراتيجي من تطور في مواقف الإدارة الأميركية، والرئيس دونالد ترمب تحديداً لحلحلة الأزمة الخليجية، ورفع الغبن عن الآلاف من المواطنين والمقيمين في قطر ودول الحصار، المتضررين من انتهاكات الحصار الجائر.. إلى ذلك؛ استبقت إدارة الرئيس الأميركي انعقاد الحوار الاستراتيجي بإطلاق تصريحات إيجابية، أشاعت مناخ الرضا والتفاؤل بين القطريين، كان أبرزها الاتصال الهاتفي للرئيس الأميركي بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يوم 15 يناير الجاري، حيث وجّه الرئيس ترمب الشكر لأمير قطر على اتخاذ «إجراءات لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله». كما «جدّد ترمب دعمه مجلس تعاون خليجي قوي ومتحد يركز على التصدي للتهديدات الإقليمية». وذكر البيت الأبيض أن «قطر من الدول القليلة التي وقعّت مذكرة تفاهم ثنائية معنا»، مشيراً إلى أن «الزعيمين بحثا مجالات يمكن للولايات المتحدة وقطر المشاركة فيها لتعزيز الاستقرار في المنطقة وهزيمة الإرهاب». وكان البلدان قد ناقشا الاستعدادات للحوار الاستراتيجي القطري الأميركي خلال الاتصال الهاتفي بين يوم 28 ديسمبر الماضي، خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري الدكتور خالد بن محمد العطية مع نظيره الأميركي جيمس ماتيس، حيث بحثا آخر تطورات الأزمة الخليجية الراهنة، والعلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة، في المجال الدفاعي والعسكري وسبل تعزيزها وتطويرها. كما جرت مناقشة الاستعدادات فيما يتعلّق بالحوار الاستراتيجي الثنائي بين البلدين. الشراكة الدفاعية ليست وليدة اليوم وفي شهر نوفمبر الماضي، عقد البلدان جلسات الحوار القطري الأميركي لمكافحة الإرهاب، بواشنطن، بهدف تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، في خطوة تلت توقيع قطر والولايات المتحدة في 11 يوليو الماضي «مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب»، تشمل التعاون بين الجانبين في المجالات الأساسية لمكافحة الإرهاب كالأمن والاستخبارات والمالية. ويشهد التعاون الثنائي بين قطر والولايات المتحدة في مجالي الدفاع والأمن، تطوراً لافتاً، سيما منذ بدء الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو الماضي، حيث أجرت القوات الخاصة المشتركة بالقوات المسلحة القطرية مناورات مشتركة مع العمليات الخاصة المركزية بالقوات الأميركية في منطقة سيلين جنوب قطر. كما شهدت قطر مناورات بمياه دولة قطر (جنوب الدوحة) بمشاركة سفينتين من قوات البحرية الأميركية وقطع بحرية من القوات الأميرية القطرية. وجاءت تلك المناورات بعد يومين من إعلان قطر توقيع اتفاقية شراء طائرات مقاتلة من أميركا من طراز اف 15 بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار. وفي شهر سبتمبر الماضي، قام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بزيارة لقاعدة العديد الجوية بمنطقة العديد، تفقد خلالها القوات الجوية الأميرية القطرية ومركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأميركية الوسطى، كما تفقد خلالها عدداً من الطائرات الجوية المقاتلة والعمودية وطائرات النقل، إضافة لبعض الآليات والقطع العسكرية الجوية. واطلع على خطة العمليات الجوية والمهام والواجبات التي تقوم بها القوات الجوية الأميرية القطرية. والتقى صاحب السمو في مركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأميركية الوسطى مع الفريق جيفري هاريجيان قائد القوات الجوية المركزية الأميركية، وعدد من كبار الضباط الأميركيين، حيث تم استعراض أوجه التعاون الدفاعي العسكري القطري الأميركي المشترك وتعاون البلدين في مكافحة الإرهاب. الخارجية الأميركية: قطر شريك كامل وأشاد التقرير السنوي للخارجية الأميركية بشأن الإرهاب لعام 2016، بالشراكة بين واشنطن والدوحة في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن قطر شريك كامل وعضو فاعل في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد تقرير الخارجية الأميركية أن قطر تعاونت وعملت على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن الوكالات الأمنية الأميركية ونظيراتها القطرية تربطها علاقة قوية وبناءة، ولا سيما على صعيد تبادل المعلومات، وبأنها كانت شريكاً كاملاً وعضواً فاعلاً في التحالف الدولي للحرب على تنظيم الدولة، حيث قدمت دعماً وتسهيلات للعمليات العسكرية.;

مشاركة :