الحوار الاستراتيجي صفحة جديدة من التعاون «القطري-الأميركي»

  • 1/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تستضيف العاصمة الأميركية واشنطن غداً الثلاثاء الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي، الذي يشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الدوحة وواشنطن في مجالات مختلفة، أبرزها الطاقة وأمن المعلومات. ويشارك في الحوار من الجانب القطري وفد رفيع المستوى يمثل كلا من وزارة الخارجية وعلى رأسها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزارة الدفاع وعلى رأسها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، ووزارة الطاقة والصناعة وعلى رأسها سعادة وزير الطاقة والصناعة، ووزارة المالية وعلى رأسها سعادة وزير المالية.كما سيرافق الوفد ممثلون عن وزارات وجهات مختلفة في الدولة وهي: وزارة الداخلية، وزارة البلدية والبيئة، وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وزارة المواصلات والاتصالات، مصرف قطر المركزي، جهاز قطر للاستثمار، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. أما الجانب الأميركي فسيشهد مشاركة كل من وزارة الخارجية وعلى رأسها وزير الخارجية، ووزارة الدفاع وعلى رأسها وزير الدفاع، ووزارة الخزانة وعلى رأسها وزير الخزانة، ووزارة التجارة وعلى رأسها وزير التجارة وممثلون عن جهات أخرى. وسيشهد الحوار توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وخطابات النوايا منها مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، ومذكرة تفاهم بين الشركة القطرية لإدارة الموانئ والجانب الأميركي، وخطاب نوايا بين وزارة الطاقة الأميركية ووزارة المواصلات والاتصالات القطرية في مجال الأمن السيبراني للبنية الحيوية التحتية للطاقة، وسيتم الإعلان عن جميع الاتفاقيات الموقعة بعد إتمام الحوار في الثلاثين من يناير الحالي. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت قد شددت خلال مؤتمر صحافي الخميس الماضي على أن الدوحة شريك استراتيجي لواشنطن، مشيرة إلى أن الحوار يهدف إلى تعزيز التعاون بين قطر والولايات المتحدة في العديد من المجالات، ومشددة على قوة العلاقات بين البلدين، وأضافت: «نتطلّع لمناقشة العديد من مجالات التعاون بين بلدينا بما فيها مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والأمن والقانون ومكافحة الإرهاب وتنظيم حركة الطيران». وقد شهدت العلاقات القطرية الأميركية خلال الأعوام السابقة، منحى تصاعدياً تجسّد في العديد من الاتفاقيات الثنائية المتنوعة، حيث بدأت العلاقات القطرية الأميركية عام 1972 تاريخ افتتاح البعثة الدبلوماسية الأميركية في الدوحة، إلا أن الانطلاقة الفعلية للعلاقات بين البلدين كانت في أوائل التسعينيات، وأخذت مناحيٍ عدة وتطورت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم، كما احتل التعاون الأمني بين البلدين مكانة مرقومة لما تلعبه الدوحة ودبلوماسيتها الناجحة من دور بارز في الوساطة وحل النزاعات ومحاولات التوفيق والمساعدة في صياغة المخارج السياسية للأزمات. وعندما زار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، واشنطن في فبراير 2015 ذهب برسالة واضحة تقول: إن قطر مستعدة للعب دور محوري وطويل الأمد في سبيل ضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لذا فإن زيارة صاحب السمو مثلت أحدث وأهم فصل في العلاقات بين قطر والولايات المتحدة، تلتها مشاركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في اجتماعات دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد عام 2015. وفي 19 سبتمبر 2017 التقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، حيث تم خلال اللقاء بحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لحلها بالحوار وعبر الطرق الدبلوماسية. وخلال هذا اللقاء أكد سمو الأمير المفدى أن دولة قطر هي أول دولة وقعت على اتفاقية مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأميركية، كما أن هنالك العديد من الاتفاقيات بين البلدين في مجال التجارة والتعاون العسكري والأمني. وفي المجال العسكري كانت هناك خطوات تبرهن على قوة العلاقات القطرية الأميركية، فقد تم خلال العام الماضي التوقيع على اتفاقيات مهمة للغاية بين البلدين في المجال الأمني والعسكري، ففي يونيو 2017 تم التوقيع على اتفاقية عسكرية تقضي بشراء طائرات مقاتلة من طراز «إف15»، بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار، وستساهم هذه الاتفاقية في خلق 60 ألف فرصة عمل في 24 ولاية أميركية، حيث تمثل هذه الاتفاقية تأكيداً للالتزام طويل المدى لدولة قطر للعمل سوية مع الأصدقاء والحلفاء في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تعزيز الروابط العسكرية لتدعيم التعاون الاستراتيجي في الحرب ضد العنف المتطرف، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والعالم. ومن الاتفاقيات المهمة التي أبرمت بين الطرفين، التوقيع على مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب، وكانت قطر أول دولة توقع مع الولايات المتحدة الأميركية، مثل هذه الاتفاقية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب التي تأتي في إطار التعاون الثنائي المستمر بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية، ونتيجة للعمل المشترك بين الجانبين وتبادل الخبرات والمعلومات وتطوير هذه الآلية وكذا تطوير المؤسسات بين الدول. وفي الجانب الاقتصادي تتمتع قطر والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية وثيقة منذ أوائل التسعينات والسبب يعود إلى السياسات الاقتصادية، ففي عام 2010، أسست غرفة التجارة الأميركية أول غرفة تجارية أجنبية في قطر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر والولايات المتحدة الأميركية ما يقارب 6 مليارات دولار في عام 2016، وتعد الولايات المتحدة سادس أكبر شريك تجاري لدولة قطر، وتتمثل الصادرات الأميركية الرئيسية إلى قطر في الطائرات والمركبات والآلات الكهربائية والأجهزة الطبية، بينما تتمثل واردات الولايات المتحدة الأمريكية من قطر في الوقود والأسمدة. وتعتبر استثمارات قطر متنوعة، حيث استثمرت الدولة في التكنولوجيا، الإعلام، الترفيه، الطاقة، العقارات وغيرها، كما يهدف جهاز قطر للاستثمار إلى زيادة وتعزيز الاستثمارات في الولايات المتحدة، حيث يعتزم استثمار 35 مليار دولار في السوق الأميركي خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يساهم في خلق آلاف من فرص العمل الأميركية. وفي الجانب الإنساني، عندما عانت مدينة نيواورليانز عام 2005 من إعصار كاترينا المدمر، قدمت قطر واحدة من أكبر حزم المساعدات لإعادة الإعمار للمدينة، وقد تم تقسيم المبلغ الذي تبرعت به الدولة (100 مليون دولار) بين المؤسسات التعليمية والصحية والإنسانية والدينية، كما تدعم السفارة القطرية في واشنطن برامج الفنون الأميركية والبرامج التعليمية، وتشارك في نشاطات المجتمع المحلية، وتتبرع السفارة في كثير من الأحيان بالوقت والمال لدعم القضايا المحلية، بما في ذلك البرامج العامة المحلية للمدارس، المتاحف الفنية، والعديد من المنظمات الإنسانية. وفي مجال التعليم والثقافة، نجحت قطر وأميركا في إيجاد حلقة وصل بينهما، حيث أسست ست جامعات أمريكية فروعا في المدينة التعليمية في الدوحة، منها جامعة فرجينيا كومنولث، كلية الطب ويل كورنل، جامعة تكساس اي اند ام، جامعة كارنيجي ميلون، جامعة جورج تاون، وجامعة نورث ويسترن، كما يوجد تبادل طلبة بين الولايات المتحدة وقطر، وعشرات الطلاب القطريين، بما في ذلك طلاب المنح الدراسية، في الولايات المتحدة. وقد انتشرت مناهج اللغة العربية للطلاب الأميركيين، سواء في جامعات مثل جورجتاون أو في برامج مثل الذي تشرف عليه مؤسسة قطر الدولية، وهي مؤسسة مقرها الولايات المتحدة تابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع المعنية بربط الثقافات والنهوض بالمواطنة العالمية من خلال اللغة العربية والتبادل الثقافي العربي.;

مشاركة :