استقبلت مدينة المحرّق على مدار يومين ضيوفها القادمين من كافة أنحاء العالم الإسلامي للاحتفاء بها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2018م، وقد غادروها محمّلين بنور المدينة وذكريات شوارعها ومبانيها العتيقة. وكانت فعاليات المحرّق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018 قد افتتحت يوم 28 يناير الجاري في خيمة الفعاليات الخاصة بالقرب من قلعة عراد برعايةٍ سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وحضور سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، ممثلاً راعي الحفل حفظه الله ورعاه ومعالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. ويوم 29 يناير 2018، كانت الوفود العربية والدولية على موعد برنامج حافل عرّفهم على المقومات الثقافية لمملكة البحرين من خلال جولة شملت جزءاً من طريق اللؤلؤ المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو ومركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث وعددا من البيوت المتفرعة عنه. كما وانتقل الوفد إلى موقع قلعة البحرين، حيث شاهدوا عرض الصوت الضوء الذي يكشف تاريخ المكان ويلخّص تاريخ الموقع الذي يعود إلى عصر حضارة دلمون. من بعد ذلك تعرّف وفود عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2018 على المعارض التي يستضيفها متحف البحرين الوطني وهي: معرض «الفن في حضارة بلاد المسلمين» ومعرض الخط العربي «بين المحرق وإشبيلية.. حوار بولزا وبوسعد». واختتم برنامج انطلاقة عاصمة الثقافة الإسلامية في مسرح البحرين الوطني في احتفالية بدأت مع فرقة قلالي للفنون الشعبية التي قدمت أجمل ألحان فن الفجري ومشاهد رحلات صيد اللؤلؤ، تبعتها أمسية فنية بعنوان «من عبق الأندلس» أحيتها الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة التي أطلقت لصوتها العنان وتغنّت في المسرح الوطني بأجمل الموشّحات الأندلسية وأشهرها وقصائد أعادت روح المجد العربي والإسلامي. وبدأت جاهدة بأغنية مكرّسة لمدينة المحرق بعنوان «تحيّة للمحرق» من ألحانها وكلمات الشاعر حسن كمال، انتقلت من بعدها لغناء اشعار للمتنبي «لعينيكِ»، محمد درويش «زارني المحبوب»، سيّد درويش «يا شادي الألحان»، رابعة العدوية «أحبك حبين»، أبو فراس الحمداني «فليتك تحلو» وغيرهم. والقدس كانت حاضرة في حفل مسرح البحرين الوطني إذ أدت الفنانة اللبنانية جزءاً من أغنية «زهرة المدائن» للسيدة فيروز. يذكر أن جاهدة وهبة حائزة على شهادات أكاديمية في الغناء الشرقي والغربي، في علم النفس والمسرح والإخراج وعملت على تلحين كلمات كبار الشعراء العرب والعالميين. تم اختيارها عام 2013م من جامعة كامبريدج ضمن 2000 شخصية مثقفة في هذا القرن ليتم تخصيص ملف كامل عن سيرتها في معجم الجامعة العالمي. كما كرّمتها العام الفائت منظمة الأسكوا التابعة للأمم المتحدة كونها واحدة من أهم مطربات الشرق الساعيات لنشر الثقافة والأصالة من خلال أعمالهن. لها عدة ألبومات من ضمنها: كتبتني وشهد. أما فرقة قلالي للفنون الشعبية فهي تعد من أقدم الفرق الشعبية في البحرين حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى 100 عام، وهي تهتم بفنون البحر الأصيلة على اختلافها من أغان ورقص، بالإضافة إلى الإيقاعات التي اشتهر بها أهالي قلالي حيث كانت تجتمع مجموعة من أبناء المنطقة في مبنى مطل على البحر لأداء الفنون البحرية بشكل أسبوعي ومن هناك كانت نواة الفرقة. وللفرقة مشاركات عديدة في شتى الفعاليات والمناسبات والاحتفالات الوطنية في داخل البحرين وخارجها، حيث استطاعت أن تنقل هذا الفن الذي تتميز به البحرين إلى العالم.
مشاركة :