«فريدة».. اختتمت «القرين الثقافي» بأمسية طربية

  • 1/30/2018
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالمحسن الشمري | عندما يصدح صوت فريدة بالغناء فذلك يعني أننا أمام أداء فريد من نوعه، كيف لا وهي سيدة المقام العراقي بلا منازع، وهي واحدة من نساء معدودات امتلكن زمام المبادرة وزاحمن الرجال في أداء نوع كان إلى وقت قصير خاصا بهم، للمقام العراقي خصوصية متفردة، نجحت في أدائه سليمة مراد ومائدة نزهت، ثم جاء فريدة لتعلن أنها المعلمة بلا منازع. استضافة فريدة في أي مهرجان وسام له، وسيدة المقام العراقي كانت يوم أمس الأول في الموعد، إذ ان جمهور الطرب الأصيل الذي زحف إلى مسرح عبدالحسين عبدالرضا قبل موعد الحفل بساعات لم يخذل واستمتع أيما استمتاع، جمهور من الكبار والصغار جاء ليستمع إلى مقامات عراقية من المؤكد أنه سمعها من قبل بأصوات عشرات المطربين، لكن غناء فريدة وأداءها له خصوصيته، كيف لا وهي أستاذة «المقام» ودرّسته لسنوات طويلة في عدة معاهد. خصوصية المقام قدمت الفنانة فريدة تشكيلة من ألوان الغناء العراقي المستمدة من العبق التراثي الجميل الأصيل، صاحبتها خلاله فرقة موسيقية بقيادة المايسترو الفنان الدكتور محمد كمر. وأحيت فريدة خلال برنامج الحفل وصلات غنائية متنوعة تراثية تضمنت «بنيه ويا بنيه» و«أم العباية»، وعندما بدأت بغناء «هذا مو إنصاف منك» تعالت أصوات الجمهور وتمايلت مع اللحن الجميل، لأن فريدة تقدم الأغنية بخصوصية مختلفة عما أداها من سبقها. وواصلت مطربة المقام غناءها وسط جمهور استمتع بكل مفردة أدتها، فغنت «يا أعدل الناس»، و«بسكوت أوّن»، و«سلمى يا سلامة» ووعندما قدمت أغنية «تمشي وتصد عين بعين» فاجأها الجمهور بالغناء معها مما زاد في حماسها، وغنت «عن دربه ميلو». سلاسة الأداء تضمنت أمسية الفنانة فريدة أيضا مجموعة من المقامات العراقية الصعبة التي أدتها بسلاسة واضحة،مثل أغاني «كل ما أمرّ على داركم» و«يابه يابه شلون عيون» و«يا صياد السمك» التي غناها الجمهور، لأنها من الأغاني الشهيرة جدا، التي سبق أن قدمها العديد من المطربين، وواصلت تألقها فغنت «يا الولد» و«ما أريده» و«أي شيء في العيد» و«طالعة من بيت أبوها»، وكان لا بد أن تقدم الأغنية الشهيرة «خدري الشاي خدري». وقبل أن تختتم وصلتها الغنائية قدمت أغنية «دادا انباق رجلي»، وهي واحدة من أجمل الأغاني، كلماتها بسيطة وموسيقاها جميلة جدا، وهي من الاعمال التي يعشقها الجمهور وخاصة جيل الكبار. ذكريات جميلة جدير بالذكر أن الأعمال التي قدمتها فريدة هي من كلمات وأشعار عربية حديثة وقديمة لابراهيم وافي، أبوالطيب المتنبي، إيليا أبوماضي، والألحان لكل من عباس جميل ويوسف يعقوب وصالح الكويتي ومحمد كمر. من جانب آخر، ثمنت الفنانة العراقية فريدة في تصريح صحافي دعوة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لها للمشاركة في إحياء ليلة ختام مهرجان القرين الثقافي، مقدمة الشكر للأمين المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس محمد العسعوسي. وعبرت عن سعادتها الغامرة للغناء على خشبة مسارح الكويت مجددا، ومسرح العملاق عبدالحسين عبدالرضا بعد مشاركتها الأولى خلال الدورة الـ15 للمهرجان، والغناء على خشبة مسرح الدسمة آنذاك. وأضافت فريدة أنها تحمل ذكريات جميلة لدولة الكويت التي غنت فيها من قبل، مشيرة إلى أن هذا البلد يزخر بالفنون والريادة الغنائية الأصيلة. وذكرت أن سعادتها «لا توصف» للغناء أمام الجمهور الكويتي المتذوق للفن والمحب للأغاني التراثية العراقية، مؤكدة أن تقديم المقامات العراقية لهم بمنزلة رسالة للحفاظ على التراث العراقي.

مشاركة :