رجل دين إيراني معارض يتهم خامنئي باستغلال نفوذه

  • 1/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال زعيم إيراني معارض قيد الإقامة الجبرية في رسالة نشرت اليوم الثلاثاء، إنه يجب على الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي تحمل مسؤولية الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تواجه إيران بدلا من إلقاء اللوم على آخرين. وفي انتقاد علني نادر لخامنئي، اتهم مهدي كروبي، الزعيم الأعلى باستغلال سلطاته، وحثه على تغيير أسلوب إدارته للجمهورية الإسلامية قبل فوات الأوان. وقال كروبي في رسالة مفتوحة لخامنئي نشرت اليوم على الموقع الرسمي لحزبه الإصلاحي، «تتولى منصب الزعيم الأعلى للبلاد منذ ثلاثة عقود، لكنك ما زلت تتحدث كمعارض». ويقصد كروبي بتعبير «معارض»، أنه يجب ألا يتمتع خامنئي بسلطات مطلقة في الوقت الذي ينتقد فيه حكومة الرئيس المنتخب حسن روحاني، وهو شخص عملي يريد تحرير الاقتصاد الذي يهيمن عليه الحرس الثوري وشركات حكومية. وأضاف كروبي، «خلال آخر ثلاثة عقود قضيت على القوى الثورية الرئيسية لتنفيذ سياساتك، والآن يتعين عليك مواجهة نتائج ذلك». وكروبي (80 عاما)، رجل دين شيعي مثل خامنئي وخاض مع الإصلاحي مير حسين موسوي انتخابات 2009 وأصبحا رموزا للإيرانيين الذين نظموا احتجاجات حاشدة بعد إعادة الرئيس محمود أحمدي نجاد المتشدد للسلطة في انتخابات يعتقدون إنها زورت. وتنفي السلطات ذلك. ووضعت السلطات كروبي وموسوي وزهرة رهنورد زوجة موسوي قيد الإقامة الجبرية منذ 2011، دون محاكمة بأمر مباشر من خامنئي. والزعيم الأعلى هو رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، وهو الذي يعين رؤساء الهيئة القضائية. ويتم اختيار الوزراء الرئيسيين بعد موافقته عليهم وهو صاحب القول الفصل في شؤون السياسة الخارجية والبرنامج النووي. وبالمقارنة تعتبر سلطات الرئيس محدودة. وانتقد كروبي، خامنئي كذلك لسماحه للحرس الثوري بالقيام بدور مهيمن في اقتصاد البلاد، «وقد أضر ذلك بسمعة هذا الكيان الثوري وأغرقه في فساد كبير». وقال كروبي، إن في ظل قيادة خامنئي تحولت الهيئات التي تأسست بعد ثورة عام 1979، بغرض القضاء على الفقر إلى شركات ضخمة تملك نصف ثروة إيران دون أية جهة رقابية تراجع تصرفاتها. وقال كروبي نقلا عن بيانات رسمية، إن أكثر من عشرة ملايين من بين 80 مليون إيراني يعيشون في فقر مدقع الآن. وقال، «في ظل مثل هذه الظروف من الطبيعي أن تتحول الطبقات الدنيا التي تمثل الظهير الشعبي للثورة الإسلامية إلى برميل بارود». وكثيرا ما يلقى خامنئي باللوم على حكومة روحاني في عدم تحقيق تقدم للحد من معدلات البطالة المرتفعة والتضخم وعدم المساواة. وألقى اللوم كذلك على أعضاء في البرلمان والرؤساء السابقين وقوى غربية. لكن روحاني فاز بسهولة بفترة رئاسة ثانية في انتخابات عام 2017، مما يشير إلى أن العديد من الإيرانيين ما زالوا يرون أنه يمثل أفضل فرصة لتحسين الاقتصاد وتخفيف القيود الدينية والاجتماعية. وقال كروبي، إن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد في شهر ديسمبر/ كانون الأول، ضد «الفساد والتمييز»، كانت جرس إنذار للسلطات من أجل إصلاح النظام السياسي والاقتصادي. وأضاف، أن خامنئي جعل البرلمان «مجلسا خانعا»، رهن إشارته وتحت تأثير نفوذ جماعات الحرس الثوري، وذلك من خلال التحري الدقيق عن المرشحين في الانتخابات.

مشاركة :