أعاد أمس تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ومقره اليمن، هجماته الدموية - التي دأب على شنها في السنوات الماضية - إلى واجهة الأحداث القادمة من اليمن من خلال تفجير انتحاري أدى إلى قتل 20 جنديا على الأقل في محافظة شبوة (جنوبي شرق). وبموازاة ذلك قضت محكمة في صنعاء موالية لميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية بإعدام ثلاثة يمنيين بينهم امرأة بعدما أدانتهم بتهمة «التخابر» لصالح التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن. وأفادت مصادر أمنية في شبوة لـ«الشرق الأوسط» بأن انتحاريا يرجح أنه من عناصر تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» هاجم أمس حاجز تفتيش لقوات «النخبة الشبوانية» في منطقة نوخان بواسطة سيارة مفخخة شرق مدينة عتق (مركز المحافظة). وقالت المصادر إن الانتحاري الذي لم يتسن بعد التعرف على هويته قاد السيارة المفخخة فجرا بسرعة فائقة متجها إلى الثكنة التي يرابط فيها الجنود جوار حاجز التفتيش قبل أن تنفجر بشدة وتؤدي إلى احتراق المكان. وكشفت المصادر أن الهجوم الانتحاري أدى إلى مقتل 15 جنديا على الفور وإصابة آخرين بجروح بالغة، إلا أن مصدرا طبيا في مدينة «عتق» أفاد لـ«الشرق الأوسط» بأن عدد القتلى ارتفع جراء الإصابات إلى 22 شخصا. وبحسب المصادر أدى الانفجار الضخم للسيارة المفخخة إلى تفحم بعض جثث القتلى، فيما أعقبه هجوم بالأسلحة الخفيفة من قبل مسلحي التنظيم استهدف تصفية من بقي على قيد الحياة من الجنود. ويعد الهجوم أول عملية انتحارية تخلف هذا العدد من الضحايا منذ أن قامت خلال الأشهر الماضي قوات «النخبة الشبوانية» التي دربها التحالف العربي بطرد عناصر التنظيم من أهم معاقله في شبوة بخاصة في مديريات «الصعيد، وعزان، والحوطة». وتشن طائرات أميركية من دون طيار ضربات مستمرة في اليمن لاستهداف قيادات التنظيم الذي ترى فيه واشنطن أخطر أذرعة «القاعدة» في العالم تهديدا لمصالحها. وتشمل غالبية الضربات الجوية مواقع يتحصن بها المتطرفون في محافظات «البيضاء ومأرب وشبوة»، وفي السنة المنصرمة شنت القوات الأميركية أول عملية برية في اليمن لاستهداف قيادات التنظيم في منطقة «يكلا» في محافظة البيضاء. وتلت تلك العملية التي تزامنت مع أول أيام للرئيس ترمب في البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات ضربات جوية متلاحقة بلغت أكثر من 150 غارة بحسب تقديرات مصادر أمنية وقبلية يمنية. على صعيد منفصل، قضت أمس محكمة في صنعاء يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون بإعدام ثلاثة مواطنين يمنيين بعد أن أكدت بحقهم تهمة «التخابر» على حد زعمها مع دول التحالف العربي الداعمة للشرعية. ونص منطوق الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة - بحسب ما أوردته المصادر الحوثية الرسمية - على إعدام الثلاثة تعزيراً وهم «سعيد محفوظ الرويشد، وأسماء ماطر العميسي، وأحمد عبد الله باوزير، إضافة إلى الحكم بالسجن 15 عاما على المواطن ماطر محمد العميسي، وهو والد أسماء العميسي المحكومة بالإعدام في الشق الأول من الحكم». وكانت الميليشيات الحوثية وجهت تهما للأشخاص الأربعة بـ«التخابر وإعانة دول التحالف والعمل لصالحها»، وهو ما تسبب - بحسب ادعاءات الميليشيات - في «تسهيل عمليات الاستهداف والسيطرة على مواقع استراتيجية يمنية». وسبق للجماعة أن أصدرت أحكاما بإعدام الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بتهمة «الخيانة» مع عدد من معاونيه، في وقت تزدحم معتقلاتها بمئات المختطفين من الناشطين والإعلاميين الذين تنسب إليهم تهم مماثلة. إلى ذلك، اعترفت الجماعة رسميا أمس بمقتل أربعة من أقارب محافظها المعين في لحج، وأحمد جريب، إذ قدم رئيس حكومة الانقلاب الموالي للجماعة عبد العزيز بن حبتور، بحسب النسخة الحوثية من وكالة (سبأ) التعازي لجريب. وكان أقارب محافظ الميليشيات في لحج قتلوا مع آخرين في ضربة لطيران التحالف العربي قبل أيام استهدفتهم أثناء مشاركتهم في الخطوط الأمامية للقتال شمال لحج (جنوب).
مشاركة :