عفرين في مهب رياح موسكو وأنقرة

  • 1/31/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تتواصل فصول العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في سورية، ولوّح الرئيس التركي بتوسيعها. ويتهم الأكراد روسيا بالخيانة. ولا ريب في أن موسكو لا تريد التدخل. ولكن لمَ لا تسعى القوات الروسية إلى وقف حملة الجيش التركي، وما هي مصالح روسيا في هذه الحوادث؟ عرضت موسكو على الأكراد أقصى ما في إمكانهم حيازته، أي الحكم الذاتي في إطار الدولة السورية. وكانت موسكو مستعدة في سبيل مثل هذا الحكم الوقوف في وجه دمشق، في المقام الأول، وحتى في وجه أنقرة. لكن الأكراد اختاروا عصفوراً أميركياً في السماء على عصفور روسي في اليد، فوجدوا أنفسهم أمام الرد التركي المتوقع. ولم تحل موسكو دون هجوم الأتراك. وهي لا يسعها ذلك عملياً، من جهة، وهي لا تريد ذلك من جهة أخرى. فالعملية التركية تصب في مصلحتها، فهي تؤدي إلى نتائج ترتجي منها موسكو الفوائد، ومنها أولاً تبديد العملية التركية أوهام إنشاء كردستان سوري، على نحو ما أشار الأميركيون. وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، اعلن تشكيل «منطقة أمنية» عمقها 30 كيلومتراً، وقال ان بلاده لا تريد أن تصطدم مع تركيا في مواجهة مباشرة في شمال سورية. وكلامه يشير الى ان القوات الاميركية لا ترمي الى مغادرة هذا الجزء من سورية. واليوم، واشنطن مضطرة، في الواقع، الى التخلي عن مشروع إنشاء جيش كردي كبير حليف لها هناك. والتخلي عن هذا المشروع يسهل عملية طرد أو إخراج الولايات المتحدة من سورية. وثانياً، تحمل العملية التركية الأكراد السوريين على التفاوض مع دمشق. فـ «التهديد التركي» المتواصل سيضطرهم إلى البحث عن مكان لهم في سورية. ولن يتأخروا عن ذلك، في وقت يسع دمشق وموسكو تقديم ضمانات أمنية وحمايتهم من الأتراك. أما الحكم الكردي المستقل، فلن يحميهم من «عمليات مكافحة الإرهاب» التركية التي ستشنها أنقرة على الدوام. وعليه، طلب حماية دمشق وموسكو يسهل عملية بناء سورية الموحدة ورتق أوصالها. ثالثاً، حصلت أنقرة على موافقة موسكو المسبقة على عملية عفرين. وهذا الاتفاق يعزز التعاون الروسي- التركي. وترتجى فائدة من التنسيق السياسي بين البلدين. وهذه الأهداف أو الفوائد المرجوة التي تقدم ذكرها تنعقد إذا لم تتحول عملية «غصن الزيتون» إلى حرب كردية- تركية شاملة ومديدة. ويبدو، إلى اليوم، أن أنقرة لا ترمي إلى عملية طويلة، ولا إلى تصعيد المواجهة.     * عن «فزغلياد» الروسية، 25/1/2018، إعداد منال نحاس

مشاركة :