هوس المصنعين بالسيارات الذكية يبلغ مرحلة جديدة من الابتكار بلغ هوس المصنعين بالسيارات الذكية إلى درجة حرق مراحل تطوير المركبات الحديثة بشكل متسارع حيث شددت شركة جنرال موتورز الأميركية الملاحقة على منافسيها من خلال إنتاج الجيل الرابع من السيارات ذاتية القيادة تحمل فكرة مبتكرة تتمثل في الاستغناء على أهم الأجزاء الضرورية في أي مركبة.العرب [نُشر في 2018/01/31، العدد: 10886، ص(17)]تحفة سيارات المستقبل الذكية لندن - أثبتت شركات عدة في قطاع صناعة السيارات في الآونة الأخيرة قدرتها على تطوير مركبات ضمن المستوى الرابع من التحكم الذاتي، وهي مركبات قادرة على قيادة نفسها بنفسها من دون تدخل بشري إلا في بعض المواقع الجغرافية ذات الطبيعة الخاصة. ودفع الهوس بصناعة السيارات الذكية شركة جنرال موتورز الأميركية، ثاني أكبر منتج للسيارات على مستوى العالم، إلى ابتكار سيارة ذاتية القيادة تفردت بصناعتها واستغنت فيها على أهم الأجزاء التي تتمتع بها أي سيارة. وتترقب الشركة الضوء الأخضر من السلطات الأميركية للقيام بأول مغامرة على الطرقات بسياراتها الثورية ذاتية القيادة “كروز أي.في”، والتي تأتي بلا مقود أو دوسات وقود أو حتى مكابح. وتحاول الشركة أن تحصل على تصريح من سلطات ديترويت للقيام بتجربة سياراتها من الجيل الرابع على طرق الولاية، ما يجعلها أول علامة تجارية عملاقة تحقق هذا الإنجاز على الإطلاق. وقال رئيس الشركة دان أمان في تصريحات صحافية “أظن أن الناس يرغبون في التعرف على هذه التقنية وتجربتها”، مشيرا إلى أن “أهم ما قد تقدّمه هذه التكنولوجيا هو أنها تعزز سلامة الطرقات”. وقدمت الشركة في طلبها التماسا لتجنيبها 16 معيارا للسلامة، تقول إن هذه المعايير لا تطبق على سياراتها لعدم توفر أدوات التحكم اليدوي. وقد طالبت باستثناء 2500 من مركباتها من هذه المعايير، وهو الحد الأقصى المسموح لكل مُصنع. وتعتمد السلطات الأميركية عدة معايير للتشجع على إنتاج السيارات ذاتية القيادة وتسويقها، رغم أن المشرعين في الكونغرس لا يزالون يعكفون على مناقشة تعديلات تتعلق باستخدام التكنولوجيا في السيارات. وقالت جنرال موتورز في بيان إن سيارتها الجديدة “الأولى من نوعها التي تصنع وتعمل ذاتيا بأمان، دون سائق أو عجلة قيادة أو بدالات أو أي شيء يتم التحكم به يدويا”. وأوضحت الشركة، التي تتخذ من ديترويت مقرا لها، أن سيارتها الجديدة تعتبر قفزة في عالم صناعة السيارات ذاتية القيادة، ستمثل الجيل الرابع من هذا النوع من السيارات.جنرال موتورز تترقب الضوء الأخضر للقيام بأول مغامرة بسياراتها التي استغنت عن المقود والدواسات ولم تقرر سلطات الولاية بعد ما إذا كانت ستمنح موافقتها للشركة أم لا، غير أن وزيرة النقل إيلين تشاو قالت في وقت سابق هذا الشهر إن “السلطات تدرس بعناية ووعي كبيرين طلب جنرال موتورز تجربة السيارات الجديدة على الطرقات”. وأضافت تشاو على هامش معرض ديترويت للسيارات الذي اختتمت فعالياته الأحد الماضي “نشهد اليوم تطورا سريعا لتكنولوجيا القيادة الذاتية إلى درجة بات هذا الطلب حقيقة. لذا سوف نراجع هذا الطلب بعناية ووعي كبيرين”. وكانت جنرال موتورز قد طلبت من الهيئة الوطنية للسلامة المرورية أن تعفيها من بعض المعايير الفيدرالية التي يتعذر تحقيقها مع مركبة ذاتية القيادة. ويأمل المسؤولون في الشركة في أن تكون أول شركة أميركية تُدخل سيارات مستقلة بالكامل إلى حركة السير في الولايات المتحدة. وقالت ستيفاني رايس المتحدثة باسم جنرال موتورز لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق لقد “طلبنا الموافقة على إدخال هذه السيارات في حركة السير في العام 2019”. وأضافت “لم نقدّم بعد التفاصيل حول المكان الذي نريد أن نختبر فيه السيارة، لكننا نختبر حاليا سيارات من دون سائق في سان فرانسيسكو وفينيكس وديترويت ونعتزم فعل ذلك أيضا في نيويورك”. وتأتي هذه التجارب ضمن برنامج الشركة الأميركية لصناعة سيارات ذاتية القيادة تأمل البدء باستخدامها فعلا بحلول العام المقبل، رغم أن بعض الخبراء يشككون في ذلك ويرون أن هذه المهلة غير كافية وليست واقعية. وتعتمد السيارة ذاتية التحكم عادة على نظام تكنولوجي متطور بشكل كبير يستطيع استشعار البيئة المحيطة به واتخاذ كافة القرارات بناء على تلك البيانات التي جمعها دون الحاجة إلى أي أوامر من السائق. وتستخدم هذه النوعة من السيارات أنظمة متعددة في وقت واحد، فتقوم باستخدام الرادار ونظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) للكشف عن موقع السيارة والمناطق المحيطة بها، كما تستعين بنظام رؤية إلكتروني لقراءة وتحليل البيانات من حولها لتحقيق أعلى درجانت الأمان والسلامة. ويهدف هذا النظام الآلي إلى أمرين أساسيين هما تحديد المسار الذي ستتحرك فيه السيارة، أي الشوارع التي ستسلكها للوصول إلى هدفها. أما الثاني فهو أن تبدأ السيارة بقراءة الطريق الذي تسير به، كوجود عقبة ما أمامها أو إشارة حمراء أو حتى لافتات المرور. وكان معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم.آي.تي) قد طور نظاما سيكون قادرا على قراءة تدفق المرور نفسه من خلال دراسة السيارات والتمييز بينها لتحدد السيارة على سبيل المثال ما إذا كانت مناسبة زيادة السرعة أم لا. وتعكف العديد من الشركات المتخصصة في التكنولوجيا على مشاريع لسيارات ذاتية القيادة منها أبل وغوغل، كما أن شركات لصناعة السيارات دخلت على الخط، ومن المحتمل أن تطرح سيارات ذاتية القيادة بحلول عام 2021. وتضم تلك اللائحة أيضا شركات أخر مثل أودي وبي.إم.دبليو وكرايسلر وفورد وهوندا ومرسيدس وبيجو سيتروان وتويوتا وفولكسفاغن وفولفو، بالإضافة إلى العديد من الشركات والموديلات الأميركية الأخرى.
مشاركة :