الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل سياسة القمع ضد منتقديه والمطالبين بالسلام، والسلطات توقف كبار المسؤولين في نقابة الأطباء بعد انتقادات وجهتها لمعركة عفرين.العرب [نُشر في 2018/01/31، العدد: 10886، ص(6)] النظام التركي يضع مناهضيه خلف القبضان أنقرة - يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسة القمع والرد بالاعتقالات، ضد منتقديه وكل من يخالف خياراته السياسية محليا وإقليما، متجاهلا شروط الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان. وبخطابه الشعبوي نجح في تحويل معركة عفرين إلى قضية قومية توحد الأتراك وتزيد من حجم العداء للأكراد. وأوقفت السلطات التركية، الثلاثاء، كبار المسؤولين في نقابة أطباء تركيا بينهم رئيسها، بعد انتقادات وجهتها هذه النقابة للعملية التي تشنها أنقرة في جيب عفرين في شمال سوريا. وجاءت التوقيفات بعد أن أصدرت نقابة الأطباء التركية التي تمثل 80 بالمئة من أطباء البلاد بيانا الأسبوع الماضي يؤكد أن “النزاعات تؤدي إلى مشكلات لا يمكن إصلاحها” وأن “الحرب مشكلة للصحة العامة من صنع الإنسان”. وختمت النقابة بيانها الأربعاء الماضي “لا للحرب، (نعم) للسلام الآن”. حملة إيقافات سارعت النيابة العامة إلى فتح تحقيق بعد أن هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “ما يسمى بنقابة أطباء تركيا”، ووصفها “بمحبي الإرهابيين”. وهاجم أردوغان مجددا النقابة الأحد قائلا “هم ليسوا أكاديميين إنهم زمرة من العبيد الغافلين (…) إنهم خدام الامبريالية”. ومن بين الموقوفين رئيس الاتحاد رشيد توكيل، بحسب وكالة الأناضول الحكومية للأنباء. وقالت وزارة الصحة الاثنين إنها رفعت دعوى قضائية تطلب فيها إقالة جميع أعضاء المجلس التنفيذي للنقابة لأنهم “يتصرفون ضد القانون”. تشن تركيا منذ 20 يناير الجاري حملة عسكرية في عفرين شمال غرب سوريا لملاحقة عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية السورية التي تتهمها أنقرة بأنها “إرهابية”. وتتهم أنقرة وحدات حماية الشعب بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا على الأراضي التركية منذ 1984. ورغم الدعوات الأميركية المطالبة بضبط النفس في سوريا وقلق الاتحاد الأوروبي، صعدت تركيا هجومها في الأيام الأخيرة وهددت بتوسيع العملية فيما تتشدد في الداخل في حق المنتقدين. وأعلنت وزارة الداخلية الاثنين أن “311 شخصا بينهم صحافيون ونشطاء تم توقيفهم بتهمة نشر دعاية إرهابية”. تهديدات من أعمال عنف أكدت نقابة الأطباء لوكالة فرانس برس أن جميع أعضاء النقابة موقوفون، لكن مسؤولا فيها طلب عدم الكشف عن اسمه قال إنه لم تتوفر معلومات كثيرة على الفور لأن التوقيفات حصلت في أماكن مختلفة من البلاد. والنقابة التي تضم 83 ألف عضو يمثلون 80 بالمئة من عدد الأطباء في تركيا، هي أكبر نقابة للأطباء في البلاد. ولعبت الفرق الطبية التركية دورا رئيسيا في علاج ضحايا الحرب في سوريا، وكثيرا ما قامت بزيارات حدودية خطيرة إلى هذا البلد الذي تدمره حرب مستمرة منذ نحو سبع سنوات. واستنكرت منظمة العفو الدولية الاعتقالات وقالت إن مقر النقابة الرئيسي تلقى “عددا كبيرا من التهديدات بأعمال عنف برسائل إلكترونية وبالهاتف” قبيل الاعتقالات. وقال الباحث في المنظمة في شؤون تركيا أندرو غاردنر إن “نقابة أطباء تركيا أصبحت هدفا لنشرها بيانا منطقيا ومشروعا بالكامل”. وقال غاردنر للصحافة الفرنسية “هذا استهداف غير منطقي بالكامل لأشخاص لتعبيرهم عن آرائهم السلمية، لا شيء يمكن أن يبرر هذا النوع من الإيقافات”. وحذر المتحدث باسم أردوغان إبراهيم كالين الأسبوع الماضي الشعب التركي ووسائل الإعلام من “الأخبار والصور الكاذبة والزائفة والمضللة والاستفزازية والإشاعات”. لكن نقابة أطباء تركيا ليست الجهة الوحيدة التي انتقدت الهجوم في تركيا. فقد وقع أكثر من 170 من الوزراء والممثلين والكتاب رسالة الأسبوع الماضي تطالب بوقف الحرب. ووجهت الرسالة إلى جميع النواب الأتراك ومنهم المنتمون إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم. غير أن أردوغان وصف الموقعين على الرسالة “بالخونة وبالنفاق والابتذال الفكري والدرع البشري للإرهابيين”.
مشاركة :