سلسلة رحلات لمسافرين على طريق الحج أهدتها "دارة السويدي الثقافية" إلى الشيخ زايد باني نهضة الإمارات هذا المؤلف يعتبر يوميات رحلة حجية فريدة تنتمي إلى القرن التاسع عشر، قام صاحبها الغيغائي بها في أواسط شهر أغسطس من سنة 1857 واستمرت 9 أشهر. وكان منطلقه من مدينة مراكش عبر الصويرة فطنجة التي غادرها على ظهر سفينة تجارية في اتجاه جبل طارق ثم جزيرة مالطة فمصر عبر بوابة الإسكندرية، وقد نالت مصر نصيب الأسد من السرد والوصف باعتبار مكانتها المهمة لدى الرحالة المغاربة. وخلال عبوره أرض مصر وصف الغيغائي بابور البر (القطار) واستفاض في الحديث عنه بوصفه مظهراً حضارياً غريباً ودخيلا على الثقافة العربية، ليعبر بعد ذلك البحر الأحمر إلى مدينة جدة ومنها إلى مكة. في هذه اليوميات يتجلى الجانب الذاتي في تعبير الرحالة المغربي عن لواعجه وأحاسيسه نحو أقدس الأماكن الإسلامية. أما العامل الموضوعي خلف الاستفاضة في وصفها، وسرد أحوال الإقامة في مكة، فهو ضرورة التعريف بالمناسك وبفضائل البيت، ما جعل هذه الرحلة تضطلع في جزء مهم منها بواجب تعليمي. وفي المدينة المنورة يحضر الجانب الروحي والوجداني. تنعكس في رحلة الغيغائي صور ومناظر ممتعة وترد فيها أخبار من التقى من علماء عصره، وتسجل بعض ما عرض للرحالة في سفره الطويل الشاق والممتع معاً. عبر أوروبا والقدس الرحلة الثالثة التي قدمتها “دارة السويدي” هي “رحلة حاج مغربي في زمن الحماية الفرنسية 1930” لإدريس ابن محمد بن ادريس الجعيدي السلوي، وقد حققها وقدم لها عز المغرب معنينو، الذي نال عن تحقيقها جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة.ثلاث رحلات أدبية جديدة من سلسلة مئة رحلة إلى الحج كتب إدريس الجعيدي الحفيد رحلته الحجازية سنة 1930 معتبراً إياها تكملة لما سبق وكتبه الأمير شكيب أرسلان في رحلته المسماة “الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف” التي وضعها في سنة 1929، ونشرت لها طبعة محققة في سلسلة رحلات الحج التي يصدرها مشروع “ارتياد الآفاق”. وما يجدر ذكره أن الحج كان يومها بمثابة منتدى تتوطد من خلاله سنوياً أواصر التعارف والتعاون والنضال ما بين المفكرين والعلماء العرب والمسلمين، فالأمير أرسلان أثناء رحلته إلى بلاد الأندلس سنة 1930 عرج على مدن شمال المغرب كضيف على رجال الحركة الوطنية. هذه الرحلة لها ميزتها الخاصة لكونها لعالم مثقف سليل بيت علمي عريق في المغرب، فجده هو الدبلوماسي والرحالة المعروف إدريس الجعيدي الذي تعتبر يوميات رحلاته إلى أوروبا مرجعا مهما للتواصل الثقافي بين المغرب والغرب. ومن ميزات هذه الرحلة أيضا أن صاحبها عرج خلال رحلته ذهاباً وإياباً على بلاد ومدن في المشرق العربي ووصف أحوالا ووقائع ومناظر عرضت له أو رآها واطلع عليها عن قرب. فضلاً عن أنه سلك طريقه إلى المشرق عبر أوروبا، وكان هذا الطريق مهجورا من قبل الحجاج بفتوى دينية، فعرج، بعد خروجه من مدينة سلا بواسطة القطار، على الدار البيضاء، وعبر إلى مرسيليا، ثم أبحر قاصداً الإسكندرية، فالقاهرة والسويس بالقطار، فجبل طور بالعربة، فينبع بحراً، فالمدينة المنورة ومكة وجدة بالسيارة. ثم في طريق العودة جبل طور، وبيروت بحرا، ثم إلى دمشق بالقطار، من هناك سيقصد القدس عبر القنيطرة وطبريا والناصرية وجنين. ومن القدس سيمضى نحو الخليل ونابلس ومنها إلى صيدا فبيروت. ومن بيروت سيستقل الباخرة عائداً إلى المغرب عبر مرسيليا، ومنها إلى الدار البيضاء بالباخرة، وصولا إلى مدينته سلا بواسطة القطار. ونذكر أن هذه الرحلات الثلاث صدرت عن “دارة السويدي” في أبوظبي بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت، وذلك في إطار مشروع “ارتياد الآفاق”، وشعاره: “جسر بين المشرق والمغرب، وبين العرب والعالم”.
مشاركة :