شهدت البلدة طوال السنوات الماضية اعتداءات متكررة، راح ضحيتها فلسطينيان، أحدهما برصاص مستوطن نهاية العام الماضي 2017، وحرق محاصيل زراعية ومركبات ومساجد وغيرها. وعلى تلة قريبة من البلدة، يتمركز عدد من جنود الجيش الإسرائيلي، يراقبون الحقول والبلدة بواسطة منظار خاص، بينما يواصل المزارع عبد المجيد حسن "67عاما" العمل في مزرعته الواقعة على أطراف البلدة. ويشكو "حسن" في حديث لمراسل وكالة الأناضول، من تكرار الاعتداءات على المزارع والمساكن والممتلكات. وقال:" مرات عدة، تم خلع وتكسير أشجار الزيتون، والاعتداء على المساكن والمركبات، قُتل شابان برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في السنوات العشر الأخيرة". وأضاف:" سرقوا جُلّ الأراضي ويسعون لطردنا مما تبقى". ويشير إلى مستوطنة قريبة من البلدة تسمى "مجداليم"، قائلا:" تملك عائلتي نحو 20 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، بالقرب من المستوطنة، ونمنع من الوصول إليها، وهي مهددة بالمصادرة". ويعمل "حسن" مزارعا، حيث يملك قطعة أرض مزروعة بأشتال الزيتون، ويربي الأبقار والخراف. وتابع:" يريدون طردنا من أرضنا، لكن هذا مستحيل". ولفت إلى أن الزراعة هي سلاحه الوحيد في مواجهة الاستيطان الذي يسعى للسيطرة على الأراضي. بدوره، قال المواطن محمد أبو ريدة، أن بلدته تعيش حالة من "عدم الاستقرار"، وتشهد بشكل يومي اعتداءات على المزارعين والممتلكات. وأضاف:" منذ سنوات نتعرض لاعتداءات المستوطنين، يطاردون المزارعين نهارا، ويعتدون على الممتلكات والمساكن ليلا". واتهم "أبو ريدة" الجيش الإسرائيلي بتوفير حماية للمستوطنين. وقال محمد عوض، رئيس بلدية "قُصرة" لمراسل وكالة الأناضول، إن البلدة تتعرض لهجوم "ممنهج" من قبل المستوطنين، في محاولة للسيطرة على معظم أراضيها الزراعية، لصالح ثلاثة مستوطنات تحيط بالبلدة. وبيّن أن تلك الاعتداءات تتصاعد بفعل حمل السلاح من قبل المستوطنين. واتهم "جابر" الحكومة الإسرائيلية بتوفير حماية شخصية وقضائية للمستوطنين. وقال:" قُتل فلسطيني برصاص مستوطن نهاية العام الماضي، ولم يعتقل المستوطن القاتل ولم يهدم منزله، بينما يعاقب الفلسطيني بالاعتقال لسنوات طويلة وهدم مسكنه في حال قتل إسرائيلي". وأضاف:" أهالي البلدة أخذوا على عاتقهم حمايتها من المستوطنين منذ سنوات، حيث تُشكل لجان الحراسة الليلية". وتابع:" كل السكان يهبون مرة واحدة لصد أي هجوم من قبل المستوطنين". وكان سكان البلدة قد احتجزوا مجموعات من المستوطنين مرات عدة، آخرها نهاية العام الماضي، وفي العام 2014 احتجز السكان عددا من المستوطنين وانهالوا عليهم بالضرب قبل تسليمهم للجيش الإسرائيلي. وبيّن رئيس بلدية قُصرة، أن بلدته تخسر بشكل تدريجي معظم أراضيها الزراعية البالغة نحو 9 آلاف دونم. وقال إن البلدة "خسرت نحو 4 آلاف دونم زراعي، ما بين المصادرة ومنع الوصول إليها". ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 7 آلاف نسمة، يعملون في الوظائف والتجارة، والزراعة وتربية الأغنام. ويحيط ببلدة قصرة خمس مستوطنات، أربعة منها تقع جنوب غرب البلدة وهي "ايش كوديش، يحيى، عادي عاد، كيدا، فيما تقبع إلى الشرق مستوطنة مجداليم. وشن سكان هذه المستوطنات خلال السنوات القليلة الماضية ما يزيد عن ١٠٠ اعتداءً على "قصرة" وحدها، أحرقوا حقولاً وأشجاراً ومركبات ومسجداً، كما اعتدوا على السكان"، وفق رئيس البلدية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :