لا مواطنة في لبنان. المواطنون مجازا يتوزعون رعايا بين مناطق، كل واحدة منها توالي زعيما، تناصره في انحرافه، كون ذلك الانحراف يمثل مصالحها القائمة على سرقة فرص الآخرين. لذلك تحرص جميع الأطراف على أن لا يُغضب بعضُها البعضَ الآخر. وهي تدوس على الحقيقة من أجل أن يعم السلام بين الزعماء. لكل زعيم اقطاعية ملفاته التي إن هدد بفتحها تُقطع الألسن التي تذكره بالسوء. وهي ملفات فساد، صار القاعدة التي يتعامل معها اللبنانيون باعتبارها شرط حياة. عن طريق الفساد يصنع ذلك الاقطاعي شعبه الذي ينتظر الفرصة لإثبات ولائه لرمز بقائه مغمورا بنعمة الإفلات من القانون. الشعوب اللبنانية تلك مستعدة لتدمير لبنان من أجل أن تبقى رايات زعمائها مرفوعة. كل هذا انما هو نتاج نظام محاصصة طائفية، كان الغرض منه انهاء حرب هشمت اللبنانيين غير أنه في الوقت نفسه كان بداية لحرب كامنة همشت اللبنانيين ووزعتهم بين اقطاعيات امرائها. فاروق يوسف
مشاركة :