تعالت أصوات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي السعوديين مطالبةَ بإقالة الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتليفزيون السعودية داوود الشريان، فما هو سبب تلك الضجة وخاصة أنه لم يمر سوى أقل من ثلاثة أشهر على تعيينه رئيساً للهيئة. من هو داوود الشريان؟ وبرز الشريان كأحد أشهر الإعلاميين السعوديين عبر تقديمه لبرنامج "الثامنة" على شبكة إم بي سي، وهو البرنامج الذي استضاف العديد من المسؤولين السعوديين لمناقشة مشاكل الشأن الداخلي السعودي، بالإضافة لطرح عدد من قضايا الفساد والتطرف الديني بالمملكة للنقاش. كما حظي البرنامج بفرصة إجراء حوار وُصِف بالاستثنائي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أيار/مايو الماضي. كان ذلك قبل استقالة الشريان بعد 11 عاماً من العمل بمجموعة إم بي سي ليُعيَن بعدها مباشرةً كرئيس لهيئة الإذاعة والتلفزيون في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وجاء تعيين الشريان بمثل هذا المنصب الحساس في إطار تغييرات سياسية وإعلامية تنتهجها المملكة، حيث تقلد المنصب بعد احتجاز رئيس مجلس إدارة "إم بي سي" وليد آل إبراهيم ضمن حملة القبض على عدد من كبار رجال الأعمال السعوديين آنذاك. أسباب الضجة يأتي هجوم النشطاء السعوديون على الشريان إبان انتشار أنباء حول تعاقد هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية على إذاعة مسلسل تليفزيوني للنجم المصري عادل إمام مقابل ما يعادل 7 ملايين دولار أمريكي، وذلك بعدما اعتادت إم بي سي شراء الحقوق الحصرية لمسلسلات عادل إمام السابقة بما لم يزد عن ثلاثة ملايين دولار أمريكي. وقال العديد من النشطاء إن مثل تلك الصفقة تعد هدراً للأموال وتعطي مؤشراً عن وجود فساد في إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون. الهجوم على الشريان لم يكن الأول من نوعه، بل تعرض الرجل لانتقادات من نوع آخر على خلفية تعيينه للإعلامية والممثلة السعودية ريم الحبيب بمنصب المدير التنفيذي لإدارة الاستراتيجيات والمحتوى الإعلامي بالهيئة. وانتشرت عدة صور لريم الحبيب تظهرها دون غطاء رأس وهو ما اعتبره بعض النشطاء لباساً دخيلاً على ثقافة المجتمع السعودي من شأنه أن يعطي مؤشراً سلبياً لوجودها في مثل هذا المنصب. ورد الشريان على الانتقادات بشأن الحبيب قائلاً إن الهيئة تحقق حول الصور والمقاطع التي انتشرت عن الإعلامية، مؤكداً حرصه على احترام ثقافة المجتمع السعودي. هجوم عابر أم إقالة؟ وقال مصدر من الشركة المنتجة لمسلسل عادل إمام "عوالم خفية" إنه وصلته أنباء عن استبعاد الشريان من رئاسة الهيئة السعودية وترشيح الإعلامي جاسر الجاسر لتولي المنصب خلفاَ له. وحتى الآن لم يتم تأكيد او نفي تلك المعلومات، مما يبقي على مصير مستقبل الشريان مجهولاً حتى ينتهي هذا الفصل من موجات الهجوم التي يتعرض لها الإعلامي السعودي المرموق.
مشاركة :