رسم محللون ماليون عالميون صورة إيجابية لانعكاسات هبوط أسعار النفط على مسار أسعار السلع الرئيسة في الأسواق العالمية والتي لها علاقة مباشرة في حياة الشعوب وتنميتهم، رغم موجة التشاؤم التي تلف كثيرا من الدول المنتجة للبترول وخاصة تلك التي تستثمر في النفط الصخري، حيث إن هذا الهبوط يهدد استثماراتها بالتوقف في حالة هبوط أسعار النفط الى أقل من 70 دولاراً للبرميل. وأشار محللون في تقرير نشرته مجلة "أويل برايس" المتخصصة بالنفط والطاقة في عددها الذي صدر أمس الاول الى أن مسارات أسعار السلع الرئيسة طفقت تأخذ منحى تنازليا منذ يناير عام 2011م حيث بلغت أسعار السلع الرئيسة ذروتها وأثر ذلك سلبا وبصورة مباشرة على معيشة الشعوب، سيما في الدول الفقيرة التي تعاني من قلة الموارد وارتفاع نسبة البطالة، ما أفضى الى اتساع رقعة الفقر وازدياد معاناة أفراد المجتمعات التي لا تستطيع توفير المبالغ لأبسط حاجاتها الضرورية. وبينت المجلة أن ارتفاع أسعار النفط لا يخدم بالضرورة نمو رواتب الموظفين مدللة على أن نمو الرواتب يتوقف في الولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال في حالة بلغت أسعار النفط 50 دولاراً للبرميل، ما يجعل الدول المستهلكة تتجه الى التنافس على البترول الرخيص والذي عادة ما يكون مزيجا من النفوط ذات المواصفات المنخفضة. وذكر تقرير المجلة أن انخفاض الاسعار ينعكس إيجابيا على الامن الغذائي الذي شهدا تناميا في أسعار المواد الغذائية خلال السنوات الماضية بعد أن قامت عدد من الشركات بالاستثمار في تحويل بعض المحاصيل الزراعية الى مصادر للطاقة ما أثر سلبا على مستوى الأمن الغذائي ومعيشة الشعوب.
مشاركة :