الشارقة: «الخليج» تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهد سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، صباح أمس، افتتاح المؤتمر الدولي الثالث «تعليم اللغة العربية وتعلمها، تطلع نحو المستقبل.. الفرص، والتحديات»، في الجامعة القاسمية والذي ينظمه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعة القاسمية، ويستمر يومين. بدأ افتتاح المؤتمر بالسلام الوطني لدولة الإمارات، ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الدكتور رشاد سالم، مدير الجامعة القاسمية، كلمة قدم فيها أسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، على رعايته ودعمه، لجهود تطوير اللغة العربية، وإلى سموّ ولي العهد، لتفضله بالحضور.وقال «إن الجهود التي يقوم بدعمها ورعايتها صاحب السموّ حاكم الشارقة، تجعل أمتنا العربية باقية ببقاء لغتها، بفضل الله سبحانه وتعالى، والرؤية الثاقبة لسموّه، في إنشاء المؤسسات المتخصصة والمتنوعة والجوائز لدعم تعلم العربية ونشرها، محلياً وإقليمياً وعالمياً، إلى جانب مراجعات سموّه الشخصية في الكلمات العربية الفصحى، التي تظهر حبه للعربية وحرصه على العناية بها». وتطرق د. سالم، إلى الجهود التي تبذلها الجامعة القاسمية لتسهيل تعليم العربية، مشيراً الى أن هذه الجامعة التي أسسها صاحب السموّ حاكم الشارقة، وأشرف عليها بنفسه، نعدها بيتاً للعربية والقرآن الكريم، وهي مفخرةٌ لنا جميعاً بما تعمل عليه من جهود علمية وأكاديمية.ثم تحدثت جميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، منوّهة بجهود صاحب السموّ حاكم الشارقة، في دعم تعليم العربية وتعلمها، طوال عقود من الزمن، لافتة الى أن سموّه كان من أوائل الناس شغفاً بها، وعلّمنا كيف نحبها ونعيد لها الألق، ونرسّخ أهميتها، كونها الوعاء الجامع للحضارة الإنسانية والثقافات والعادات والموروث الشعبي، ومن ضمنها ما وجهّ به سموّه مؤخراً بإنشاء مجمع اللغة العربية في الشارقة.وقدمت أسمى آيات الشكر، إلى سموّ ولي العهد، على تفضله بحضور افتتاح المؤتمر، مشيرة إلى ما تبذله قيادتنا الرشيدة، وما تطلقه من برامج ومبادرات وسبل رائدة محلياً وإقليمياً، لتكريس أهمية لغتنا الجميلة في أذهان الأجيال الحالية والمستقبلية.وعن دور الوزارة في دعم جهود تعليم اللغة العربية، قالت «عملنا في الوزارة على تغيير فلسفة منهاج اللغة العربية، بحيث نوفر للطالب تجربة ثمينة من قراءة النصوص الروائية المختلفة، ليتمكن من تجويد العربية من جميع أوجهها، ويتعرف إلى جمالياتها ويستمتع بها. وعملنا كذلك على العناية بمحور البحث والتقنية وتفعيل دور المكتبة ومصادر التعلم لتلبية مهارات المحادثة والقراءة الذاتية والموجّهة، فضلاً عن تمكينه من إعادة إنتاج المعرفة، في وقت اتسمت فيه النصوص بالتنوع، وركزت على التنمية المستدامة ومفاهيم الريادة والابتكار، والمواطنة والانتماء والقراءة، ومفاهيم التسامح وحب الذات والآخر، ما يعكس الاهتمام بالعربية، وجعلها مصدراً للتعلم وناقلاً للعلوم والمعارف».واختتمت المهيري، بقولها «لا نريد جيلاً يقرأ فقط، بل نريد جيلاً يحب العربية ويعيشها، ويستخدمها أداة تواصل مع الآخرين بإيجابية وسلام. إن تحصين العربية من المخاطر التي تحيط بها، يقتضي العودة بها لتكون لغة تفكير، لا لغة تعبير، فحياة أية لغة وتطورها يستدعي تطوير مجالات استخدامها».وألقى عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في الشارقة، أحد أجهزة مكتب التربية العربي لدول الخليج، رئيس المؤتمر، كلمة وقف فيها على جهود دولة الإمارات، في دعم العربية، وإطلاق المبادرات المتعددة، معرباً عن امتنانه لصاحب السموّ حاكم الشارقة، على رعايته للعربية، ودعمه الدائم لها.وأشار إلى أهمية المؤتمر، وسعيه إلى استجلاء واقع العربية، والتعريف بالجهود الفردية والمؤسساتية، ودورها في تطوير تعليم العربية وتعلمها، وتشجيع الإبداع والمبدعين، وجعلها مسايرة لمتطلبات العصر، ووضع الحلول العلمية والعملية لمعالجة مواطن الصعوبة؛ لفتح آفاق مستقبلية للبحث الجاد لتطويرها، وتوظيف المفاهيم والنظريات الحديثة في تعليمها وتعلمها.وقال «يسعى المؤتمر إلى معرفة الإمكانات المتاحة لخدمة العربية وآفاقها المستقبلية أيضاً، لتواكب التطوّرات العلمية والتكنولوجية السريعة، حسبما يقتضيه العصر، في ظلّ تحديات عصر العولمة والتقانة، فضلا عن تشجيع البحوث والدراسات الخاصة بخدمة العربية، لمناقشة التحديات العصرية التي تواجه مستقبل تعليمها وتعلمها».واستعرض أهداف المؤتمر، قائلاً «تتحدد أهداف المؤتمر في: الاهتمام بالأبحاث والأفكار والرؤى الجديدة، عن تطوير تعليم العربية وتعلمها ونهضتها، واستشراف معالم التحديات التي تواجهها، وتقديم المقترحات له، وتبادل الثقافة والمعرفة عن القضايا المعاصرة في تطوير تعليمها وتعلمها، والإفادة من البرمجيّات والتقنيّات الحديثة في ذلك، والتَّجارب والخبرات بين مؤسسات التعليم في العالم العربي، فضلاً عن تحفيز الباحثين على طرح حلول للمشكلات التي تواجه تعليم العربية وتعلمها، ورؤى جديدة للتعامل معها، عبر مجالات علمية وتطبيقية بمؤسسات التعليم».واختتم الحمادي كلمته، متطرقاً إلى المحاور الرئيسية للمؤتمر، قائلاً «المؤتمر يناقش التحديات التي تواجهها العربية، في ظلّ عصر العولمة والتقانة، وتطوير محتوى مناهجها في مفاهيم العروبة والبُعد العربيّ لتعزيز الهوية، ورؤى ومداخل جديدة في تعليمها وتعلمها، واستراتيجيات تدريس مقرراتها وتقويمها، وربطها بمخرجات التعلّم في مؤسسات التعليم، الى جانب مناقشة تعليم العربية للناطقين بغيرها، في ضوء المناهج والاستراتيجيات والتكنولوجيا الحديثة، ومشكلات تعليمها وتعلمها للناطقين بها وبغيرها: الأسباب وطرق العلاج ووسائله. كما يتطرق المؤتمر إلى تطوير المناهج والبيئة التعليمية، في ضوء المقاربات المعاصرة والتقنيات الحديثة في تعليمها وتعلمها، وتنوعها، وتحدياتها، ومعايير اختيار معلّمي العربية وإعدادهم وتدريبهم على التعليم الإبداعي. والإبداع في تعلم العربية وتعليمها، الى جانب علوم اللسانيات وتطبيقاتها التربوية، للناطقين بها، وبغيرها».وتضمن برنامج الافتتاح، قصيدة في حب العربية بعنوان «صريع هواك» قدمها الشاعر الدكتور عبدالرزاق حسين، أحد المشاركين في المؤتمر، عبر فيها عن مكانة العربية، وتاريخها العريق، وأهمية تعلمها والحفاظ عليها.ثم تفضل سموّ الشيخ سلطان بن محمد، بتكريم غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وجمعية المعلمين في الإمارات راعيتي المؤتمر، والجهات المتعاونة في تنظيمه، وهي: وزارة التربية والتعليم، والجامعة القاسمية، ومجمع اللغة العربية بالشارقة.كما تفضل سموّه، بتكريم المشاركين في الجلسة الافتتاحية وهم: الدكتور رياض المهيدب، مدير جامعة زايد، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية بالإمارات، والدكتور محمد المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتورة لطيفة النجار، خبيرة مناهج اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، وبدرية آل علي، مديرة مبادرة لغتي بالشارقة، والدكتور محمد الغامدي، عضو مجلس أمناء المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، ممثل المملكة العربية السعودية.وتلقى سموّه، هدية تذكارية من المركز التربوي للغة العربية، لتفضله بحضور المؤتمر، كما تلقى هدية تذكارية من الجامعة القاسمية.ويستضيف المؤتمر، عدداً من المختصين وأساتذة العربية، خلال جلساته التي تستمر اليوم الخميس، لمناقشة الواقع والتطلعات المستقبلية نحو تطوير تعليم العربية وتعلمها، وأهم الفرص والتحديات التي تواجهها، فضلا عن استعراض أهم الجهود لعدد من المؤسسات في تطوير تعليم العربية وتعلمها، وجهود مبادرة «لغتي» في هذا الإطار. حضر حفل الافتتاح، الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سموّ الحاكم، ومروان الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، ومحمد خلف، المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام، وعدد من المسؤولين، وحشد من المختصين في مجالات اللغة العربية.
مشاركة :