سوريون يلجأون إلى لبنان هربًا من الضربة المحتملة

  • 9/1/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذكر أهالي منطقة العريضة الحدودية في شمالي لبنان أمس أن مركبًا للصيد، تعرض لإطلاق نار من خفر السواحل السورية قبالة شاطئ العريضة. وعمل خفر السواحل السورية على اقتياد المركب ومن على متنه من الصيادين اللبنانيين إلى أحد المراكز البحرية السورية وعلى الفور قطع أهالي العريضة الطريق الدولي عند نقطة الحدود احتجاجًا على خطف الصيادين، وفي سياق متصل تواصل وصول النازحين السوريين الهاربين إلى لبنان، فقد وصلت أمس دفعة جديدة من النازحين السوريين ضمت عشرات العائلات إلى منطقة شبعا الحدودية مع إسرائيل عبر جبل الشيخ خوفًا من الضربة العسكرية المرتقبة على سوريا. إلى ذلك وصلت إلى الحدود اللبنانية السورية ارتال من السيارات محملة بالركاب السوريين الهاربين من الضربة المتوقعة ويقول أبو مالك (31 عاما)، الموظف في مصنع المنيوم قرب دمشق، الذي يقود سيارة تقل كل أفراد عائلته «ساستأجر منزلا في مجدل عنجر (منطقة البقاع في شرق لبنان التي لا تبعد كثيرا عن الحدود). وسننتظر ان تهدأ الامور». ويضيف «خرجنا من الشام بسبب الوضع السيئ. الناس خائفون كثيرا بصراحة وقرر كثيرون المغادرة بسبب الضربة المرتقبة التي يتم الحديث عنها منذ اسبوع». وكان اوقف سيارته على بعد حوالى 300 متر من الحدود قرب مركز منظمة قطرية غير حكومية دخلها وخرج منها حاملا صندوقا يحتوي على مساعدات ومواد تموينية. ويستقبل المركز كل اللاجئين السوريين القادمين إلى لبنان. بعد حوالى ثلاثين شهرا من الحرب الدامية، جاءت التهديدات الغربية بشن ضربة عسكرية على اهداف للجيش السوري لتفاقم المأساة ولتقنع اعدادا اضافية من السوريين بالمغادرة. لكن عايشة (60 عاما) تريد من جهتها العودة الى سوريا. وتقول المرأة المحجبة وقد جلست عند مدخل احد المحال التجارية في المنطقة مع كنتها، انها وصلت الى لبنان الجمعة لمرافقة حفيدها الذي سافر الى تركيا بحثا عن عمل، مشيرة الى انها تنتظر سيارة لتعيدها الى دمشق. وتقول «نعم انا خائفة. كلنا خائفون من الهجمات الامريكية، ولكن ماذا يمكننا ان نفعل؟ اتكالنا على الله. نحن لسنا مع أي طرف». وتوضح عايشة انها اصلا من سكان حي جوبر في دمشق، وقد دمر منزلها في القصف، واضطرت العائلة للنزوح وهي تقطن حاليا لدى اقرباء في منطقة دمشق. وتقول كنتها ماجدة (33 عاما) التي تضع هي ايضا حجابا اسود «نتمنى لو نبقى في لبنان.. لكن لا مال لدينا ولا مكان نلجأ اليه. لا بد من العودة، علما ان هناك مواقع عسكرية قريبة منا». ومنذ سنة، بدأت جمعية «الاصمخ» للاعمال الخيرية التي تمولها عائلة قطرية بتقديم مساعدات إلى اللاجئين السوريين في مركز استقبال مستحدث قرب الحدود. يكفي أن يبرز أحدهم بطاقة تعريف سورية ليحصل على مساعدات تتضمن مواد غذائية وبعض الاحتياجات الاساسية. ويقول مدير البرنامج عمر قويس ان عدد العائلات النازحة تضاعف منذ بدء التهديدات الامريكية، مشيرا الى ان الجمعية باتت تستقبل يوميا بين ستين الى سبعين عائلة.بين جانبي الحدود، تتنقل ايضا باصات تحمل ركابا من سوريا الى لبنان وبالعكس. وبدا ان معظم الواصلين قبل ظهر امس من سوريا قدموا من مناطق في ريف دمشق. ويقول عامر عبيد (27 عاما) الذي وصل إلى المنطقة الحدودية وهو يقود سيارة فيها امرأتان بدتا متعبتين واطفال، «أنا من اضنة في ريف الشام، من اضنة الجريحة التي تبكي. اين العرب؟ الناس كلهم تشردوا والعالم يتفرج».

مشاركة :