مفكر إسلامي يوضح: هل الحوادث داخل الحرم تتعارض مع آية ومن دخله كان آمنا

  • 2/1/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي أستاذ اللغة بجامعة قناة السويس، أن الله تعالى ذكر أن «الأمن» من خصائص بيته المحرَّم، كما قال تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِنًا» (آل عمران: 96، 97).وقال «داود»، في تصريح لـ«صدى البلد»، في إجابته عن سؤال يوجهه الملحدون: «كيف يتفق قول الله تعالى: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا» مع حادث سقوط رافعة من رافعات توسعة الحرم المكي، الذي راح ضحيته أكثر من مائة شخص، فهؤلاء الذين ماتوا قد دخلوا البيت الحرام ولم يأمَنوا؟»، إن هناك فرقًا بين إخبار الله سبحانه عن سنة إلهية (قانون إلهي) لا يمكن اختراقه، ولا يتغير ولا يتبدل، وبين إخباره سبحانه بتكليف تشريعي، كما في الصلاة والصيام وسائر العبادات، وهذه التكاليف تقع فيها الطاعة والمعصية، فقول الله تعالى: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا» (آل عمران:97). معناه: يا أيها المؤمنون، من دخل البيت الحرام فأمِّنوه.وأضاف: "ومثل ذلك قول الله تعالى: «الخبيثات لِلْخَبِيثِينَ والخبيثون لِلْخَبِيثَاتِ والطيبات لِلطَّيِّبِينَ والطيبون لِلْطَّيِّبَاتِ أولئك مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ» (النور: 26)".وألمح إلى أن "العلماء اختلفوا في تفسير الأمن الوارد في الآية على أربعة أقوال: الأول: أنه أمن من عذاب الله تعالى في الآخرة والمعنى أن من دخله معظمًا له وقصده محتسبًا فيه لمن تقدم إليه أمن من عذاب الله ويعضده ما روي في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".واستطرد: "الثاني معناه من دخله كان آمنا من التشفي والانتقام كما كانت العرب تفعله فيمن أناب إليه من تركها لحق يكون لها عليه، الثالث: أنه أمن من حد يقام عليه فلا يقتل به الكافر ولا يقتص فيه من القاتل ولا يقام الحد على المحصن والسارق قاله جماعة من فقهاء الأمصار ومنهم أبو حنيفة وسيأتي عليه الكلام، الرابع: أنه أمن من القتال لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح إن الله حبس عن مكة الفيل أو القتل وسلط عليها رسوله والمؤمنين لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار".

مشاركة :