دمشق – فؤاد مسعد| «هي شخصية جدلية وتعتبر الوجه الآخر للمجتمع»، بهذه العبارة عرّفت الفنانة نوار يوسف بشخصية الراقصة شاليمار التي تؤدي دورها في المسلسل الاجتماعي المعاصر «ترجمان الأشواق» إخراج محمد عبدالعزيز وتأليف بشار عباس. شاليمار يتيمة الأب وبعيدة عن الأم، امتهنت الرقص في ملهى ليلي، تقيم علاقة مع «كمال» الرجل المثقف الذي يخون زوجته المريضة معها، ولكن عندما تستيقظ في داخله مشاعر الواجب تجاه العائلة يقرر هجر الراقصة تاركاً إياها في مهب الريح لتواجه مصيرها منفردة، فبالنسبة إليه لم تكن أكثر من نزوة، أما بالنسبة إليها فكان الحب الحقيقي الأول الذي لامس شغاف قلبها، وعلى الرغم من محاولاتها المحافظة عليه فإنها تخسر جولتها مع الحياة مجدداً ليُكتب بذلك فصل جديد في فصول معاناتها. حول خصوصية الشخصية التي تقدمها، وإن كانت تُعتبر الوجه الآخر للمجتمع وللرجل المثقف، تقول الفنانة نوار يوسف: نرى في شاليمار الوجه الآخر لها كراقصة كما نرى الوجه الآخر للمجتمع، فهي تتعرف على كمال في مرحلة متقدمة من عمره، ويعيش معها حالة بعيدة عن الكتب والثقافة. أما عن كيفية تحضيرها لمفردات الشخصية وعوالمها، فتؤكد أنها ذهبت إلى الأماكن الحقيقية لتتعرف عن كثب على خفايا هذا العالم وما يحمل من مفردات، تقول: لقد اضطررت لأن أتدرب على الرقص لمدة شهرين، كما أنني ذهبت إلى ملاهٍ ليلية (كازينوهات) وتعرفت فيها على الفتيات اللواتي يرقصن، ورأيت على أرض الواقع كيف تتعامل الفتاة منهن مع مهنتها ومع حبيبها، وقد فعلت ذلك لأنها أمور موجودة في صلب الشخصية.نموذج الراقصة مخرج المسلسل محمد عبدالعزيز تحدث لـ القبس عن آلية تقديم شخصية الراقصة والهدف من ذلك، يقول: كنا في البداية أمام خيار الذهاب نحو نموذج الراقصة في الملهى الشعبي، أو نحو نموذج تحية كاريوكا التي كانت مناضلة وسجينة سياسية حتى أن المفكر الكبير إدوارد سعيد كتب مقالاً عنها، وكنت أميل للخيار الثاني، ولكن بما أن المسلسل واقعي وجدت أنه ليس هناك من وقت لتطور هذا الخط بشكل أكبر، فذهبت مع الكاتب باتجاه الراقصة الشعبية الموجودة في أي ملهى ليلي، حيث نشهد نهايتها الحزينة، ويمكن تجسيد علاقتها مع المثقف بأنها أزمة البروليتاريا مع منظري البروليتاريا، وهنا تكمن المفارقة بما تحمله الشخصية من دلالات أخرى غير دلالتها الحكائية.مسرح وسينما الفنانة نوار يوسف، التي حصدت منذ فترة جائزة أفضل ممثلة في المهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية بدورته التاسعة عشرة عن دورها في مسرحية «ستاتيكو» تأليف شادي دويعر وإخراج جمال الشقير، تنتظر عرض الفيلم الروائي الطويل «درب السما» إخراج جود سعيد والذي أدت فيه شخصية «راما» التي تعيش معاناة الحرب والحصار، فهي تحاول من دون جدوى مساعدة زوجها الذي فقد بصره في الحرب لأن يتلقى العلاج المناسب، ولكنها تنجح في النهاية بالخروج من القرية مع زوجها ويقرران السفر خارج البلد بطريقة غير شرعية لتلقي العلاج، فيعيشان خلال الرحلة الكثير من الخوف والخطر والألم.
مشاركة :